Wednesday  08/12/2010 Issue 13950

الاربعاء 02 محرم 1432  العدد  13950

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

نحن... والخادمات
د. سعد بن محمد الفياض

 

رجوع

 

إن العلاقة الطيبة والمعاملة الحسنة والتعامل الإنساني مع الآخرين حتى ولو مع غير المسلمين هو سبب لكسب قلوبهم وزرع المحبة في نفوسهم وكما قال الشاعر قديماً:

أحسِنْ إلى النّاسِ تَستَعبِدْ قُلوبَهُمُ

فطالَما استبَعدَ الإنسانَ إحسانُ

وأجمل منه وأعظم قول الله عزوجل {وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ..}.

إن هذا التعامل الحسن القائم على القدوة الحسنة والرفق واللين والرحمة والشفقة والصدق والأمانة والعدل والإنصاف، هو الذي نشر الإسلام والخير في كثير من بقاع العالم، وخصوصاً شرق آسيا كإندونيسيا وماليزيا وغيرها من خلال التجار المسلمين ورجال الأعمال الصادقين الذين نقلوا الإسلام قولاً وعملاً حتى جعلوا من أنفسهم نموذجاً ساطعاً لهدي الإسلام وبرهاناً صادقاً لعظم دين الله، فزرعوا بذلك الخير في ربوع إندونيسيا ونشروا أحكامه وآدابه بين أفراده فتعلقوا بالإسلام وأحبوه بل أحبوا من بلغهم الإسلام فرفعوا من قدرهم ومكانتهم حتى أصبحوا يلقبون من يأتي إليهم من العرب بأحفاد الصحابة، كل هذا غلوا في حبهم ورفعاً لمنزلتهم. وتدور العجلة وتمر السنون فبدلاً من أن نكمل مسيرة الأجداد والأسلاف في التمثل بهذا المنهج العظيم والمسلك القويم في التعامل مع هؤلاء فإذا هم يصطدمون بالحقيقة المرة وتفاجئهم الصور السلبية التي كانوا لا يتوقعونها عند بعض الأسر والتي لا تمثل إلا نسبة ضئيلة إلا أن ذلك له أثره في سمعة بلدنا وأهله من خلال الازدواجية في التعامل، والازدواجية في التطبيق، بين الإسلام وآدابه، وبين القول والعمل والمنهج والسلوك فبدلاً أن يجدوا الرحمة والرأفة والاحترام والتقدير فأصبحوا (عند هؤلاء القلة من مواطنينا) وللأسف لا يرون إلا الشدة والقسوة، وبدلاً من أن يروا العدل والأمانة أصبحوا يرون الظلم والكذب وعدم الصدق في التعامل فكثرت حالات الضرب والاعتداء الجنائي وحالات التضييق والقسوة وتكليفهم مالا يطيقون مما نتج عنه ردة فعل غير سوية وأوجد سلوك سلبي من قبل هؤلاء الخادمات من رغبة الانتقام أو الاعتداء على أحد أفراد الأسرة بأي نوع من أنواع الجنايات، وأقل ذلك الهروب من المنزل أو رفض العمل، كل هذا بسبب تلك المعاملة السيئة الخالية من الرحمة والتقدير.. وأرجو ألا يفهم من كلامي هذا أني أبرئ بعض حالات الهروب أو رفض العمل من قبل بعض الخادمات أو أنها تصرف مقبول لأن الكثير من الخادمات تلقى معاملة حسنة وتعامل معاملة طيبة فيها من الإنصاف والعدل والأمانة الشيء الكثير إلا أنها وبسبب أسباب خارجية تنحى هذا المسلك المشين والمسلك السيئ.. وعلى كل حال ومهما كانت الظروف فنحن أمة الإسلام لنا منهجنا ولنا هويتنا وسلوكنا وأخلاقنا فينبغي أن نعامل هؤلاء الغرباء الذين تركوا أهلهم وأسرهم وأطفالهم وديارهم معاملة الرحمة وأن نقدر مشاعرهم وحالاتهم النفسية وظروفهم الصحية وأن نستشعر آلامهم وآمالهم.

Saad.alfayyadh@hotmail.com
 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة