Thursday  09/12/2010 Issue 13951

الخميس 03 محرم 1432  العدد  13951

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فـن

 

غانم الصالح.. خرج ولم يعد..!

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في مطلع الثمانينات الميلادية خرج الأستاذ الكبير (غانم الصالح) -رحمه الله- من بيته، وتحديداً في نهاية الحلقة الأخيرة وفي المشهد الأخير من المسلسل الكويتي الشهير (خرج ولم يعد).. خرج وهو يركض في أحد شوارع الكويت بعد أن فقد عقله جراء المشكلات العائلية التي تسببت فيها (شريكتا) عمره في (الحياة والفن) الفنانتان (سعاد عبدالله، وحياة الفهد). خرج وهو يعلم بأنه سيعود مرة أخرى وسيكون في استقباله خلف الكواليس طبعاً وبابتسامة (عريضة) من اللتين كانتا تناديانه وهما في قمة الحسرة والبكاء (الوهمي) على فراقه، وكان بانتظار عودته كذلك الجمهور وكامل طاقم العمل من مخرج ومنتج. كل هذا لأنه وبكل بساطة (غانم عاد ومشهده انتهى..!!).

واليوم، وبعد مرور ثلاثين عاماً على خروجه الأول عاد (غانم) ليخرج مرة أخرى!؟ ولكنه خروج ليس عبر باب منزله وأمام طاقم عمل تصويري وفي مشهد تمثيلي، بل هو خروج نهائي من (الحياة) نفسها وأمام جمع من الأطباء والمحبين، وفي مشهد محزن لا توجد فيه كاميرات تصوير، لأنه -وللأسف- مشهد حقيقي..!! في هذا الخروج الأخير لن تكون هناك ابتسامة تنتظر عودته مرة أخرى لأنه وبكل بساطة (غانم مات وحياته انتهت..!؟).

في كلا الخروجين ألمٌ ودموعٌ وأشجان.. ولكن في الخروج الأول أعادت لنا (الكواليس) أبي صلاح مرة أخرى ومسحت أحزانها (المؤقتة) عنا. وفي الخروج الثاني لا توجد (كواليس) تعيده لمحبيه مرة أخرى وتمسح الأحزان عنهم.. فكم أنتِ قاااسية أيتها (الكواليس) ..!!

رحل الكثير من الفنانين لكن (غانم الصالح) رجل استثنائي في كل شيء، فرغم أنني لم ألتق به إطلاقاً ولكن ظل شخصيته جزءاً من طفولتنا، فهو مرتبط بها كاسم وشكل وحتى كصوت.غانم الصالح كان يمثل مختلف مراحلنا العمرية وصفوفنا الابتدائية بكل ما مرَّ فيها من أفراح وأتراح..غانم الصالح هو فصول (طفولتنا) الأربعة، تلك الفصول التي اختفت برحيله وأصبحت كلُّها شتاءً في ليل لا ينتظر نور الشمس لأنَّ الشمس نفسها أبتْ أن تشرق في يوم لا يوجد فيه صوت وأنفاس (غانم الصالح).

كل التعابير التي ارتسمت على وجهه أثناء تأديته للمسلسلات التي ظهر فيها سواء كانت تمثل الفرح أو الحزن أو الدهشة هي بمثابة (ذكريات) تذكرنا بذكريات أخرى استوطنت في قلوبنا لا نشاهدها إلا عندما نشاهد (غانم) ككيان شامخ ظل وسيظل في وجداننا، لأنه هو الممثل والمتحدث الرسمي للكثير من القلوب أمام الذكريات.(كامل الأوصاف) و(سليمان أبو الريش) و(ذياب دايخ) وغيرها من الأسماء التي اشتهر فيها (أبو صلاح)، تلك الأسماء تذكرنا بفصل جميل من حياتنا، فصل مليء بالشقاوة العنيدة والسعيدة في الوقت نفسه، فصل يُعد الأفضل والأميز من بين كل الفصول التي مرتْ وستمر علينا في مشوار حياتنا الفانية.

وأخيراً إليك يا (لندن).. كم أضحكك كثيراً غانم الصالح في الماضي وأضاء أبو صلاح لياليك بضحكات من سكنوك وتذكرك في تلك الحقبة الزمنية.. هاأنتِ اليوم تسقينه ومحبيه من (الألم) وتسرقين منه نبضات قلبه لكي يتحقق وداعه لك قبل ثلاثين عاماً،،!! لتعلمي يا لندن بأن ذلك الوداع كان بريئاً لأن الغرض من ذلك الوداع هو زرع الابتسامات في الأفواه والقلوب فقط لأنه وداع خاص وبنكهة خاصة اسمها (غانم الصالح)..!؟

ختاماً.. أسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه ويجمعنا به في جنات النعيم وعند حوض نبيه صلى الله عليه وسلم وجميع موتى المسلمين وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.. والعزاء موصول (لخالتي قماشة.. الفنانة حياة الفهد) في فقدانها الابن الأخير من أبنائها بعد رحيل (عدوله) و(حنضل)،، اللهم أمتنا مسلمين وارزقنا حسن الخاتمة إنك سميع مجيب الدعاء.

بندر بن محمد مقرن المقرن - الرياض -

bandr611@hotmail.com
 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة