Thursday  09/12/2010 Issue 13951

الخميس 03 محرم 1432  العدد  13951

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

الحمد لله حمد الشاكرين، وأصلي وأسلم على خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه والتابعين، وبعد:

فإننا في وطننا الغالي مملكة الحب والإنسانية والوفاء المملكة العربية السعودية نعيش آلاء متعددة، ونعماً متجددة، نرى في طيات المحن منحاً، وفي مواقف الابتلاء تمحيصاً، فهو الذي يبتلي ويعافي، ويقدر ما يشاء ويرفع، لحكم جليلة، وأسرار

عظيمة قد لا ندرك إلا شيئاً منها، ولذا نكره في أنفسنا ما يحصل لولاة أمرنا، ونعيش فترة التمحيص ونحن

نشعر بالحزن والترقب، ثم يكشف الله هذه الغمة لتنجلي عن أسرار وحكم لو لم يكن منها إلا تجسد هذه اللحمة بين الراعي والرعية، والائتلاف والوحدة والاجتماع والتعاضد والتكاتف، بين الحكام والشعب، وإنها والله لمن أعظم النعم أن نرى الوحدة تتجسد في واقعنا بصورة لا نظير لها، فحكامنا الأوفياء، وقادتنا الميامين يجعلون رضا الله غايتهم، ومصلحة الوطن والمواطنين من أبرز مسؤولياتهم وأولى أولوياتهم، ويشعرون بما يحتاجه المواطن وما يلمّ به، وما يؤثر في سعادته ورفاهيته وطمأنينته، والمواطنون يبادلونهم التقدير والمحبة والوفاء، ويرون أن ولايتهم نعمة، ووجودهم رحمة، والنعم التي تترى عليهم منحة، وهذه مشاعر ومواقف تحكم علاقة الحاكم بالمحكوم في هذا الوطن العزيز في كل آن، لكن تظهرها مواقف الابتلاء، ومواطن التمحيص، وهذا ما ظهر في أجلى صورة، وأصدق مظهر معبر حينما قدر الله سبحانه -ولا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه- أن يلم بملك الإنسانية، ورجل السلام، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -ألبسه الله لباس الصحة والعافية ورد عنه كل سوء ومكروه- طارئ صحي، استلزم أن تجرى له عملية جراحية تكللت ولله الحمد بالنجاح، وأتم الله عليه نعمته بالصحة والعافية.

وإن نجاح عملية المليك -أدام الله عليه العافية- فرحة الوطن، وسعادة النفوس، وغاية البهجة، وتمام النعمة، فالحمد لله على ما أعطى ومنّ ووالى، ويبرز طعم هذه الفرحة الغامرة حينما تقارن بمشاعر كل مواطن حينما ودّعنا مليكنا، وغادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتلقي العلاج وكل الألسن والأيدي تتضرع للدعاء أن يعجل بالشفاء لخادم الحرمين الشريفين، ويعيده إلى أرض الوطن سالماً معافى.

*، فالله هو الذي يعطي المحبة وينزعها، وهي لا شك لا تحصل إلا بعمل جليل، يعامل به المسلم ربه فيكتب الله له القبول في الأرض كما ورد في الحديث: «إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال إني أحب فلانًا فأحبه، قال فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض»، ثم هي مشاعر متبادلة، فالرعية والمواطنون الأوفياء يحسون بهذه المشاعر، وخادم الحرمين الشريفين رجل أحب شعبه وأبناء وطنه، وها هو حينما غادر الولايات المتحدة الأمريكية يقول لشعبه ومواطنيه إبان الوعكة الصحية -حفظه الله-: «مادام أنتم بخير أنا بخير»، فكانت هذه الكلمات الرائعة النابعة من القلب، المليئة بكل المشاعر تنم عن حب وتقدير خادم الحرمين الشريفين لشعبه الوفي، وما تلك المكرمات التي ظل يفرّح بها أبناؤه وهو يعاني آلام المرض والغربة -حفظه الله- وكانت تصب في صالح المواطن، إلا شاهد على ذلك.

إن من يرصد هذه المشاعر، ويسجل التفاعل الرسمي والشعبي مع هذه المناسبة السعيدة، مناسبة نجاح العملية الجراحية التي أجراها ملك الإنسانية، ويرى اللحمة المتجسدة بين الولاة والرعية فإنه لا يسعه إلا أن يلهج بالثناء لله وحده على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، ثم يدرك ثانياً أن هذه المحبة والألفة التي يشعر بها الناس تجاه ولاة أمرهم من أعظم النعم، التي بها تستقيم أحوال الدول، وتستمر قوية متماسكة مهابة، وهي مؤشر على الخيرية في الراعي والرعية، في صحيح مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم».

وإن هذا التلاحم بين القيادة والشعب والحب المتبادل لم يكن شعاراً يطلق من أجل استهلاك إعلامي أو تعبيراً خالياً من المضمون، بل إنها حقيقة ثابتة وواقع مشاهد وملموس أثبتته الأيام عبر المواقف الرائعة التي تدل على التكاتف الأسري، الذي لا يوجد في مجتمع آخر، فالتعامل المتبادل يتجاوز حدود الرسميات إلى تعامل إنساني راقٍ، وأسري تتناغم فيه أفراد الأسرة الواحدة وتتعامل من خلاله بكل حب وإخلاص لكل فرد من هذه الأسرة الكبيرة التي تكن لوالدها وقائدها كل الحب والتقدير والاحترام لا سيما وهو الحريص على كل فرد في هذه الأسرة المتكاتفة، التي منحها كل وقته وجهده من أجل إسعادها ورفاهيتها وسلامتها والمحافظة عليها، وعلى أمن وسلامة البيت الكبير الذي يحتوي الأسرة السعودية، ولغة الأرقام والإحصاءات تثبت جزءاً من أسرار هذا الترابط والتلاحم، فمليكنا صدق الله في شعبه ورعيته، ومنحهم كل وقته لترصد لغة الإحصاءات منجزات عظيمة في حقبة حكمه الميمون الممتد -بإذن الله- رسم من خلالها وبمعاضدة أخيه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع والطيران، وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية -حفظهم الله وزادهم تمكيناً وعزّاً- سياسة بعيدة المدى، وإستراتيجيات تجعل هذه المملكة في مصاف العالمية، وتكون سمعتها في المحافل الدولية مضيئة رغم عتمة الواقع العربي والعالمي، وها هو -يحفظه الله- في كل مناسبة يعلن رؤيته للواقع العالمي، وينادي في كل محفل بلغة السلم والسلام والتعايش والتعاون على البر والتقوى والخير، حتى أصبحت مملكتنا -ولله الحمد- بقيادته رمزاً للمحبة والسلام والبناء، وأصبح -حفظه الله- بمواهبه وسماته حاكماً عادلاً، ورمزاً للشهامة والإباء، يعيد لنا أمجاد السلف، ويذكرنا بحقبة الخلفاء الراشدين، قريب من مواطنيه على سجيته، لا يكل ولا يمل في سبيل كل ما من شأنه تحقيق رضا الله عز وجل ثم إسعاد مواطنيه، تفيض جوانحه بالإنسانية ما يجعل عبراته تسيل عندما يشاهد أو يذكر له معاناة، ويتفاعل معها بشكل يخرج عن رسميات السلطة، وله رؤى رشيدة يحق لنا أن نصفها بأنها سد منيع ضد أبواب الفساد والاستغلال، ومن أجل هذه السمات الفذة لا غرو أن مَلَكَ القلوب، والتقت المشاعر والأحاسيس على محبته والثناء عليه، ونحتسب على الله أن يكون هذا من القبول الذي وضعه الله له في الأرض، لقاء إخلاصه وصدقه مع الله، وصلاح طويته.

والحق أن الحديث عن جوانب سماته الشخصية -أعزه الله- والتقاء المشاعر والقلوب على محبته وما يشعر كل مواطن وكل مسلم تجاه النعم التي تتوالى عليه حديث ماتع، ومحبب للنفوس، واستجلاء هذه المكانة والمحبة يتطلب حديثاً طويلاً، ولن نصل إلى الوفاء بما نريد، لكنها إشارات ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، لكنني أختم بما يعد جزءاً من أسرار التقاء مشاعر المسلمين عموماً والمواطنين خصوصاً, وذلك بما حققه من إنجاز في المجال العربي والإسلامي والعالمي فأقول: هنيئاً لنا بخادم الحرمين، وإمام المسلمين، لقد مكّن لهذه البلاد، وقادها باقتدار إلى الريادة والمثالية الطموحة، وإنجازات مليكنا العالمية حديث لا يمل، ومعين لا ينضب، يوقفنا بتصرفاته ومبادراته على تمسكه بالإسلام وقيمه وأحكامه، والشعور بشعور الجسد الواحد يجعل قضايا المسلمين وما يحل بهم فوق كل اعتبار، ويساهم ويشارك بكل ما أوتي من ثقل وقوة عالمية ليوظف هذه المكانة في مشاركة المسلمين قضاياهم ومعاناتهم، وها نحن نشعر وبكل فخر واعتزاز أن بلادنا الحبيبة، ووطن الإسلام المبارك يفرض نفسه في كل المحافل الدولية كرائد للسلم والسلام، وقائدنا ومليكنا بمبادراته وحكمته وحنكته يجمع الأمم المتنافرة، لتعتمد الحوار الهادف، والقيم المشتركة، والعلاقات المبنية على التسامح والتشاور، فتختزل هذه المبادرة التاريخ التحديات والعقبات، وتجسد الطموحات والآمال واقعاً حياً، تقوم على هذه الأسس التي ينطلق فيها من ميزات الإسلام وخصائصه وقيمه وثوابته، وتنبذ كل مظاهر الغلو والتطرف، والإرهاب والإفساد، ويكون الخطاب الوسطي هو الصورة المثالية التي تفرض نفسها كبديل لطرفي النقيض، وقد توالت الشهادات العالمية، والاعترافات بقوة تأثيره، وعظم محبة الشعب له، حتى صار ثالث أعظم شخصية في العالم، فالحمد لله الذي منّ على إمامنا وولي أمرنا بالنجاح، ونسأل الله أن يجعل ما ألمّ به كفارة وأجراً، وأن يتم عليه نعمة الصحة والعافية، ويلبسه لباس التقوى، والحمد لله رب العالمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

مليكنا المفدى: ونحن بخير ما دمت بخير
سليمان بن عبدالله أبا الخيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة