Friday  10/12/2010 Issue 13952

الجمعة 04 محرم 1432  العدد  13952

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

شيء من الصمت خيّم عليّ, للمرة النادرة في مواقف الحيرة، يتوقّف تيار تفكيري لأنّ ما لا أملكه من حل هو الحقيقة...,

حدث ذلك قبل أيام كنت على محض صدفة أشاهد جزءاً من برنامج تلفازي، عرض لتجربة بيع أب وأم أردنيين لأولادهما، في الوقت الذي كانت هناك في البرنامج ذاته تحدّثت الطفلة اليمنية ماجدة، الطفلة التي ذهبت في عربة أجرة للمحكمة بنفسها لتحصل على صك الطلاق فتعود طفلة لدار أبيها، فتفاجأ بأرباح كتاب عنها تعود إليها فتقرّر أن تجعلها ابنة العاشرة لصالح الأطفال، طفلة زجّت في تجربة أوسع من قدراتها، فتفتحت عيناها على أحلام أوسع من مداركها...

كانت لحظة صمتي وأنا أشاهد اعتراف أب يقود أبناءه للمحلات التجارية يعرضهم على ملاكها، فيما تفعل المثل أمهم، دون دمعة حزن، ولا حسرة حاجة، وكل الذي يقولان عن (رهق الفقر ودافعية العوز، والعجز عن تقديم لقمة خبز وحبة دواء لهم، فالرغيف يصهد في الأفران، والدواء يرتص على رفوف المخازن، وأبواب الرعاة مقفولة في وجوهنا...

نبيعهم ليأكلوا، ليكتسوا، ليتعلّموا، ليعيشوا، ليكبروا)، والصغار يتهرّبون عن البيع، يرغبون كما يعبرون في اللهو مع بعضهم، وإن جاء لهوهم مع بعضهم في طرقات يتنقّل فيها بهم والدهم غرضاً فيمن يشتريهم...

الرجل من الأردن وشوارع عمان له مضمار بيع، في عرض بشري كما النخاسة يفتح بابيه لمزيد من دهشة، واستحلاب لدموع أسى...

فيما هنا يوقّع أمير الإنسانية سلمان بن عبد العزيز لإنشاء بنك الطعام.., كي لا يتسكّع الفقراء بحثاً عن لقمة، فيجعلها تصلهم فتحجب ماء وجوههم عن الإراقة في طلب ضعف، وتوقف تضوّر بطونهم من وخز جوع، وعلى وجه الثاني يوفّر البنك سبل الحفظ للنعمة أن تهدر، وللغذاء أن يجد من يستفيد منه..،...

وقد كان قبلاً قد أشرع نبض الإنسانية في موقد الرّكض من أجلها في مشاريع العاصمة لليتيم وللمعوّق وللراغب في ازدياد أو بناء أو تطوير في حصيلته من كتاب الله حفظاً وقراءة وتفقُّها وتفسيراً...

هذه المشاريع الإنسانية بوابات لأبنية تكافلية بين أفراد المجتمعات من البشر الذين جعل الله بينهم من المودّة وشدّ العضد والمؤازرة، وجبر العثرات، والإقالة عن السقوط ما يحمي من الضياع، ويقي من العثرات، ويجنب عن الهفوات ومن ثم يغلق مسالك السوء بدافعية البأس واليأس...

هناك مشاريع لاشك في مجتمعات أخرى في الأردن ذاته، لكن حيث حلّت حادثة بيع الأبناء بسبب الفاقة فيه ما ينذر كلّ المجتمعات الإنسانية عامة، والمسلمة تحديداً لوضع مثل هذه الحادثة موضع درس وتخطيط للوقاية من آثار الفقر والحاجة وارتفاع نسب البطالة والأمراض وغلاء المعيشة وتعذّر العلاج الصحي، وشحّ الجيوب عن تأمين السكن بمواصفاته اللازمة للمعيشة...

تنفّست، بين أمل في أن يجد الأب الأردني من يتولّى حاجته فلا يبيع أبناءه، وبين أمل أن يزيد الله في مشاريع الخير والتكافل، ويكتب الأجر والمثوبة لرعاتها ومشجعيها والقائمين عليها في مجتمعنا، والتحية الكبيرة والدعاء الأوسع للأمير الواعي أب الرياض سلمان بن عبد العزيز، إذْ بإنشاء بنك الطعام ما يزيد في فرص التكافل والخير.

 

لما هو آت
يجتث قلبه من أجل الدواء والغذاء ..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة