Friday  10/12/2010 Issue 13952

الجمعة 04 محرم 1432  العدد  13952

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

مدارات شعبية

           

منذ أن عرف الإنسان التعبير عما بداخله على شكل شعري أو تعبيري وهو يصف محاسن المحبوب أو غيرها ومحاسن الطبيعة ومفاتن الجمال في كل ذلك، وقد كان للعيون نصيب وافر من هذا التعبير فقد تفنن الشعراء في تصويرها شعراً حتى إن بعض بيوت الشعر باقية وخالدة تتناقلها الأجيال وتحفظها جيلاً عن جيل مثل بيت الشاعر:

إن العيون التي في طرفها حورٌ

قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

واستمر الشعراء يتغزلون بالنساء وجمال عيونهن دون اعتراض طيلة العصور إلى يومنا هذا، بل إن سحر العيون هو نبع ثر ومصدر من مصادر الإلهام الشعري إلا أن اليوم ليس كالأمس فها هي العيون أصبحت ممنوعة في الأسواق والأماكن العامة - أقصد عيون النساء- لأنها تجلب الفتنة، وقد اختلف أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هل كل العيون غير مجازة أم بعضها التي تدعو للفتنة، وأصبحت العيون من اختصاص الهيئة والقائمين عليها والعاملين بها، وأصبحت هناك عيون مجازة وأخرى لا يسمح بإظهارها أمام الملأ، ولا نستغرب أن يظهر لنا إعلان في الأيام القادمة تطلب فيه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن وظائف شاغرة لأخصائيات أو أخصائيي لغة وفقه لإجازة القصائد التي فيها ذكر العيون فإن كانت تدعو للفتنة لا تجاز، وإن كان ذكر العيون لا يدعو لفتنة تجاز فكيف سيفعل الشعراء حينها بالتأكيد سيبحث الشاعر عن ألفاظ تصف العيون دون فتنة أي سيقتل الموهبة التي لديه إرضاء لمن يجيز القصائد أو يعزف عن هذه القصائد التي تتغنى بالعيون أو يترك الشعر بتاتاً إرضاء للهيئة.

نذكر ذلك غير غافلين عن محاسن الهيئة ولكن كثرت الأفعال غير اللائقة من بعض أعضائها فكثرة التدخل بكل شاردة وواردة وبما يعنيهم أو لا يعنيهم سيدفع ولاة الأمر إلى إلغاء الهيئة أو ضمها إلى الجهاز الأمني لتقنن أفعالهم والله ولي التوفيق.

 

لمسة وفاء
الشعراء والعيون
مطلق محمد المطلق

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة