Sunday  12/12/2010 Issue 13954

الأحد 06 محرم 1432  العدد  13954

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

بعد أن انشغل الإعلام العالمي بمكوناته المرئية والمكتوبة والمسموعة بالتسريبات الأخيرة لموقع التسريب الإعلامي ويكيليكس والتي أعلنت من خلالها أن ما يقرب من ربع مليون وثيقة سرية تم الحصول عليها بشكل أو آخر سيتم نشرها وتسليمها للصحافة خلال الأيام القادمة جاء تصرف إدارة الرئيس أوباما الضعيف وقرر.....

..... تعيين (راسل ترفيرز) الخبير في مكافحة الإرهاب «على رأس جهود شاملة لتحديد وتطوير الإصلاحات الهيكلية المطلوبة عقب تسريبات ويكيليكس» كما أصدر مذكرة اعتقال وملاحقة دولية (لأسانج) مؤسس الموقع حسب البيت الأبيض وهذا إجراء ضعيف يضع العديد من علامات الاستفهام أمام القصة الكبرى للوثائق وتسريبها وصحتها والهدف من هذا التسريب والدور الرسمي والاستخباراتي الذي ستلعبه الولايات المتحدة الأمريكية وعملائها بالعالم خلال فترة التسريب هذه...!.

مازال العالم يتابع مجمل التسريبات وعناوينها للتعرف على الأدوار الخفية للكثير من القادة بالعالم وعلاقاتهم مع المخابرات الأمريكية (سي أي ايه) والتي من خلالها كانت وزارة الخارجية الأمريكية ترسم تحركاتها بالعالم، ويبدوا أن العالم بالفعل اندمج في الكثير من هذه التسريبات بالرغم من تفاهة الكثير منها, صدق بعضها أو لم يصدق، بل إن بعض الدول ووزراء الخارجية بالعالم سارعوا بالإعلان عن عدم وجود أمور سرية بين وزارتهم ووزارة الخارجية الأمريكية تحسباً احترازياً من ظهور بعض الوثائق التي تعكر عمل تلك الوزارة بتلك الجهات من العالم.

تشابكت الوثاق جملة وتفصيلاً منها ما جاء على شكل أخبار كانت بين سطور التقارير الصحفية بالسابق فلم تكن جديدة، ومنها ما جاء بقصد إرباك وقلقلة الأوضاع الداخلية لبلد من البلدان ومنها ما جاء لصالح أمريكا نفسها، ومنها ما كان يحمل رسالة ما إلى بعض قادة الدول مفادها أن يتعاطوا أكثر مع الإدارة الأمريكية وإلا فإن المزيد من الوثائق سوف يتم تسريبها وخاصة الوثائق التي تعد من الدرجة الأولى بالسرية، وهنا لا بد وأن نعرف أن الوثائق الأمريكية تتدرج بالسرية بحيث تندرج تحت سري وسري جداً وسري جداً جداً. أي لا يمكن لأحد الاطلاع عليها إلا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ومن يشملهم معرفة هذه الوثائق وهم أشخاص أقل من عدد أصابع اليد الواحدة فقط، ومهما كانت درجة سرية التقارير والوثائق والمراسلات والبرقيات فإن كشفها بهذا الحجم وبهذه الآلية يعني أن الولايات المتحدة أصبحت إما دولة فشلت في إدارة وثائقها السرية والحفاظ عليها ضمن أسرار الدولة الداخلية والخارجية واستطاع أحد المجندين من اختراق كافة البرامج والخزائن التقليدية والإلكترونية والوصول إليها وإرسالها بالتالي إلى الويكيليكس، وإما أن إدارة البيت الأبيض قصدت التسريب وقصدت كل ما يلحق بالتسريب من إجراءات لأهداف قد تكون داخلية وخارجية فيما يعني إدارة الرئيس أوباما، وأرجح أن هناك برنامج مهم شرعت تنفذه إدارة البيت الأبيض بمساعدة وكالة استخباراتها التي ترغب أن ينشغل العالم في مواجهة هذه العاصفة الجديدة التي تعتقد أنها تخيف الجميع إلى فترة ما...؟ لا أعتقد أن الولايات المتحدة واستخباراتها وعملاء الأمن القومي و(أف بي أي) و(سي أي ايه) وصلوا إلى هذا القدر من الضعف في يوم وليلة لأن يتسرب ربع مليون وثيقة تطال كل أنحاء العالم والغريب أن هذه الوثائق لا تطال الأوضاع الداخلية الأمريكية ذاتها ولا تتعرض لأية وثائق من شأنها تأليب الجبهة الداخلية الأمريكية ضد الرئيس أوباما نفسه أو حتى موظفي الدولة في إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن وهذا ما يضع أمامنا العديد من علامات الاستفهام؟؟؟

يبدوا أن هناك أمراً ما يدار بالخفاء تريد المخابرات المركزية الأمريكية أن يتم بلا ضجة وبلا رياح تهب لتنقل بعض أخباره وتضعها هنا أو هناك وإلا لما كانت هذه الوثائق قد سربت، ويعتقد البعض أن هذه الوثائق قد سربت بهدف آخر وهو الاطلاع على حالة رد الفعل للعديد من البلدان بمنطقة الشرق الأوسط ومناطق الصراع والمناطق الساخنة بالعالم، وعبر ردة الفعل هذه تستطيع إدارة الرئيس أوباما إنجاز تدخلات في سياسات هذه الدول أكثر عمقاً مما يتيح للإدارة الأمريكية واستخباراتها اللعب بإرادات الشعوب دون إدراك ذات الشعوب، ويعتقد البعض الآخر أن تسريب هذه الوثائق قد جاء بقصد وإعداد وبرمجة لأن صلاحية هذه الوثائق قد انتهى فلم يكن بالفعل ما يقارب ربع مليون وثيقة هي وثائق سرية، فقد طعمت ببعض أخبار التوقعات وبعض أخبار التحليلات وبعض أخبار التنست، وبعض أخبار التفاهمات السرية الحقيقية والوهمية بين الإدارة الأمريكية وحلفائها بالعالم لهدف سري جداً لا يتعامل معه إلا نفر قليل من إدارة العمليات المركزية الأمريكية السرية.

عاصفة ويكيلكيس سوف تستمر لأن إدارة العمليات المركزية بالبنتاجون تريد لها أن تستمر إلى أن تنتهي المخابرات المركزية من المهمة الكبيرة التي تنفذها وهذه المهمة التي بدأت أحداثها في مكان ما ببعض الدول بالعالم وتدور بالتزامن في العديد من البلدان المستهدفة منها، لهذا فإنني أجزم أن عاصفة الويكيليكس مقصودة والتسريب والنشر هي بتوجيه وإخراج أمريكي رسمي على أعلى المستويات الأمنية، وإلا لكانت إدارة أوباما قد سقطت وتهاوت وأعلن عن انتخابات مبكرة لإنقاذ سمعة ومصداقية أمريكا التي تخسر حلفائها كل يوم وبالتالي ستخسر مصالحها في كل مكان.

Akkad_price@yahoo.com
 

عاصفة الويكيليكس... لصالح من...؟
د. هاني العقاد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة