Sunday  12/12/2010 Issue 13954

الأحد 06 محرم 1432  العدد  13954

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الرياض.. درة العواصم
عبدالعزيز بن مسفر القعيب

رجوع

 

ماذا أقول في الرياض عاصمتنا الحبيبة وهي تقترب من عيدها 112؟.. أأكتبها بجنون العاشقين أم بهدوء المفكرين أم أرسمها بريشة الفنانين أم أكتبها بأقلام المبدعين؟.. ولا غرو في ذلك فإن للمدن العظيمة شخصيات، كما أن للبشر شخصيات تشغل مكانها في حياة أي أمة، وبلا شك يُحدث ذلك أثراً في النفس من روعة التاريخ وأيام العظمة والازدهار.

الرياض، تلك المدينة التاريخية التي تثير اهتمام رجال التاريخ والأدب إجلالاً لروعة التاريخ, الذي تحمله آكام ورمال هذه الأرض الطيبة.. تلك المدينة التي هي منبت العروبة وموطن الإسلام, لها ماضٍ باهر حافل بالذكريات العظيمة.. مركز انطلاق توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، فكانت مجللة بروعة الخلود، تلك الروعة أسبغت عليها لوناً سياسياً يزينها بكل ما ازدانت به هذه العصور المجيدة التي مرّت بها على مراحل التاريخ. صحيح أن الرياض ليست المدينة الوحيدة بين حواضر مدن مملكتنا الحبيبة، إلا أنها - وبلا شك - تشاطر أكبر المدن التاريخية هذا الفخر، وقد تتفوق في ذلك؛ كونها تمثل أروع عصور تاريخ المملكة العربية السعودية جنباً إلى جنب مع أخواتها المدن الأخرى.

الرياض.. عنوان حضارة، ومجمع تاريخ، ومثولها في التاريخ دليل على علاقة هذه الأرض وسكانها بشتى أنواع الحضارات التي مرّت بها خلال تلك العصور الماضية؛ فهي من أشهر المدن الثقافية والسياسية، ولقد بلغت في عهد الدولة السعودية الثالثة قمة مجدها؛ فأصبحت تتمتع بجاذبية مدهشة تنبعث من جميع مظاهرها وحياتها العامة, وكلما مرّ عليها الزمان ازداد تألقها الحضاري.

الرياض.. كيان إداري من أكبر المناطق الإدارية بالمملكة، تضم مقر الحكم وإدارة الدولة ومقر السلك الدبلوماسي الذي تربطه مع المملكة علاقة وطيدة، وقد اتسعت اتساعاً عظيماً، وتعدّ من أسرع مدن العالم نمواً.. ولقد قاد أميرها الأمير سلمان بن عبدالعزيز منذ أكثر من خمسين عاماً التطور الذي دخل على المدينة؛ حيث تحولت بسواعد البناء والتطوير خلال تلك الفترة من بلدة صغيرة من اللبن والطين إلى مدينة عصرية ذات أنماط متميزة في البناء والعمارة والتخطيط، تزينها ناطحات السحاب والمراكز التجارية العملاقة التي تلوح للعين من بعيد وخيوط الشمس الذهبية منعكسة عليها فكأنها درة تخطف الأبصار، والمباني ذات التصاميم المبتكرة وكأنها التوائم تنتظم في نسق عجيب.. وعندما تكتحل المدينة بالظلام تتلألأ مبانيها بالمصابيح وكأنها الصبح المنير, ويا لها من أناقة وفخامة!! جنباً إلى جنب مع بناء الرجال وإعداد الأجيال، فالعناية بحركة الفكر والتربية والتعليم لبناء الأجيال ساعدت على العطاء وتقديم كل الطاقات التي تزيد من عجلة التنمية في الرياض. ولقد شهدت مدينة الرياض تطوراً ملحوظاً في مجال التعليم العالي ومجال الخدمات المدنية والطبية والاقتصادية والبلدية على أعلى مستوى من الكفاءة والتجهيزات؛ فأصبحت إحدى العواصم ذات التأثير السياسي والاقتصادي ليس محلياً فحسب بل إقليمياً ودولياً، وتبوأت مكانة علمية متميزة.. وقد أنجبت الرياض خلال عمرها الطويل ثبتاً باهراً من العلماء والعظماء والزعماء والوزراء، وزودت مملكتنا الحبيبة بمئات من أبنائها البررة الذين عملوا على تقدمها، واضطلعوا بالمهمات الجِسام في مختلف نواحي نهضتها الحديثة والدفاع عن سمعتها في المحافل الدولية.

جميلة أنت أيتها الرياض.. عروس الصحراء, أمثولة الحسن البديع.. تملأ الروح وحياً من معارجها.. معشوقتي ومعشوقة كل الملايين، إنك تسكنين في ضمائرنا كل وقت وكل حين, قلوبنا تزخر بالعواطف وصدورنا تجيش بالأماني.. أمنتِ فازدانت جنباتك بالنمو والتطور بألوان الحضارة المعاصرة بكل ما فيها من تطور وتجديد وابتكار.. هذا التطور لم يجردك من جلالك القديم، فقد جمعت بين هذا وهذا، فأصبحت بحق بحاضرك وتراثك التاريخي لؤلؤة تتوهج في قلب كل مثقف عربي.. منارة للعلم والثقافة.. عاصمة من أجمل وأحدث العواصم الدولية، فلا يكاد يقارعك أي عاصمة أخرى.

الرياض.. قلب المملكة النابض، وأحياناً قلب العرب والأمة الإسلامية بأسرها، هي الحضن الدافئ لكل العرب والمسلمين بل والإنسانية جمعاء، بيت الجود والكرم .. كلما ضاقت الأمور واستحكمت حلقاتها عملت على احتضان المناسبات والمؤتمرات الدولية التي تتمخض في كثير من الأحيان عن إيجاد الحلول لكل ما يعترض الأمة العربية أو الإسلامية أو الأسرة الدولية.. تضع ثقلها السياسي والاقتصادي في كل معارك العرب.. لا تمر مناسبة من المناسبات إلا وللرياض اسم فيها؛ فقد اشتركت في المؤتمرات والندوات والمعارض الدولية المختلفة والمهرجانات العلمية؛ ما جعل اسم الرياض على كل بال، وعلى كل لسان.

هذه هي الرياض التي تمثل بماضيها الحافل تلك الصفحات الخالدات التي سجلتها في بطون التاريخ، وحاضرها البهي الذي يغمر كل شبر منها يعجز الواصف عن وصفه, ويكفي أن نقول إنها مثوى لأبدع وأروع ما تمخضت عنه عبقرية الرجال المخلصين بجهود أميرها وأمينها - حفظهما الله -.. دُمْتِ آمنة مطمئنة يكلؤك الله بعين رعايته وحفظه.

هيئة الرقابة والتحقيق بالرياض -

Al_kuaib@hotmail.com
 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة