Sunday  12/12/2010 Issue 13954

الأحد 06 محرم 1432  العدد  13954

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

           

يتباهى بعض المفكرين في العالم العربي في الطروحات التي تقدم من خلال وسائل الإعلام، التي يكون ضيوفها ممن يدّعون أنهم يملكون فكراً متميزاً فيتم تقديمهم بحسب تخصصهم؛ فتارة بأنهم من المفكرين الإسلاميين، وتارة أخرى يقدم شخص آخر بأنه من رواد الأدب والحداثة. وعلى هذه الشاكلة يتم تقديم الآخرين في مختلف منظومة المعرفة وهذا النمط الذي تقدم فيه الحرية الفكرية للقارئ العربي لم يكن موجوداً من قبل وإن وجد فإنه لا يستطيع أن يعتلي أي منبر إعلامي بهذه السهولة.

إن الحرية الفكرية لها ضوابط تنبع قبل كل شيء من ضمير المفكر الذي يعرف أن ما يقدمه من طروحات وأفكار يجب أن تكون منسجمة مع ما تريده الأمة ويتفق مع قيمها وثوابتها واحترام مشاعرها، بخلاف اليوم الذي جعلت الحرية الفكرية التي يطالب بها جيل اليوم تعيش التحدي بجميع أشكاله؛ لأنها لم تبن على أسس سليمة ولم تكن تنبع من خصوصيته، بل فرضت عليه من خلال الإعلام الذي يفتقد إلى أبسط المقومات التي يجب أن يلتزم بها، فهل هناك أعز وأهم من هدي الإسلام الذي رسم لنا المسار الحقيقي للمعاني السامية للحرية بجميع أشكالها في أمور الحياة كلها؛ التعبدية والفقهية والاجتهادات التي تيسر على المسلمين، والإبداع الذي يتيح لكل فرد من أبنائه أن يمارسه وفقاً لثوابتها حتى إن الحرية الفكرية كانت مشاهدة في عصرنا الإسلامي وأمام الملا، ونتذكر الموقف الذي حصل بين عمر بن الخطاب والمرأة التي خطأته وهو واقف يخطب بالمسلمين وبدون تردد يقول عبارته المشهورة: (أصابت امرأة وأخطأ عمر) وهو بهذا الموقف أدرك أن الاعتبارات التي بنيت عليها ردها عليه تستند إلى أدلة من خلال ثوابت الإسلام، والمشاهد في هذا الأمر لا تعد ولا تحصى فسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وتاريخنا الإسلامي مليئ بالكثير من المعارف التي تبرز سماحة الإسلام وبأنه هو الذي احتضن الحرية الفكرية التي تهدف إلى بناء الأمة وتعزز تقدمها ووحدتها. ونحن اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى أن نقف وقفة صادقة مع أنفسنا ولا سيما المفكرين الذين يملكون عمقاً علمياً أن يوضحوا للقارئ العربي المضامين الحقيقة للحرية الفكرية ولا سيما المسلمين منهم؛ لأن الأمر وصل إلى تجاوزات أخلّت بالفكر العربي الإسلامي وجعلته يسير في طريق مظلم لا يبشر بخير إطلاقاً طالما أن الأمر أصبح بيد الإعلام ويأتي في مقدمتها الإعلام الفضائي.. وبهذه المناسبة يجب ألا ننسى الجهود التي تقوم بها بعض المؤسسات الفكرية في العالم العربي والإسلامي والمتمثلة في الدوريات العلمية والثقافية التي تصدرها بين وقت وآخر كذلك الندوة العالمية للشباب الإسلامي ورابطة الأدب الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والمنتديات الفكرية والأخرى التي تقيمها بعض الجامعات السعودية وجامعة الأزهر ومؤسسة الفكر العربي.

والله الموفق.

مكتب التربية العربي لدول الخليج

 

ما هي الحرية الفكرية التي نريد؟
منصور إبراهيم الدخيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة