Sunday  12/12/2010 Issue 13954

الأحد 06 محرم 1432  العدد  13954

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

ثقافة الهوية وهوية الثقافة
شريف الأتربي

رجوع

 

في خضم الصراع الدائر والمعلن على كافة الأصعدة والمسمى صراع الحضارات تبرز قضية في غاية الأهمية وهي التفرقة بين مصطلحين هما: ثقافة الهوية، والآخر: هوية الثقافة، فالبعض يراهما مترادفيتن لمعنى واحد والآخر ينظر إليهما كمصطلحين مختلفين، وإن كنت أميل إلى أنهما مصطلحان مختلفان، فهناك فرق شاسع بين الهوية كثقافة وبين هوية الثقافة، فحين نتنحدث عن ثقافة الهوية فإننا نتكلم عن حضارة عن تاريخ عن أمم سبقت وأمم قامت من بعدها، نتكلم عن كيانات دينية ولغوية وأيضاً ينضم إليها الكيان القبلي من حيث ثقافة القبيلة، ونحن كشعوب عربية أولاً (المنطقة العربية قبل الإسلام) وإسلامية نتمتع بهويتين ذواتي ثقافتين إحداهما الثقافة العربية قبل الإسلام وبعده، والثانية هي الثقافة الإسلامية ولكون الدين عربي والنبي - صلى الله عليه وسلم - عربي لا نكاد نجد فروقات تذكر بين كلتا الثقافتين الإسلامية والعربية، سواء قبل الإسلام وبعده سوى في بعض الأمور التي نهى عنها الدين وتلاشت مع اتساع رقعة الدين الإسلامي ومنها على سبيل المثال العبودية وشرب الخمر ووأد البنات وغيرها من الأفكار والمعتقدات التي ارتبطت بثقافة العربي قبل الإسلام، وهكذا يمكن القول إن الثقافة الإسلامية والعربية مترادفتين مع الأخذ في الاعتبار وجود ديانات أخرى على بعض الأراضي العربية كالمسيحية واليهودية ولكن الغالبية العظمى من العرب يدينون بالإسلام، وإذا تناولنا الثقافة العربية نجد أنها تشمل مناح كثيرة في العمل والحياة والأكل والشرب والملبس وأسلوب المعيشة والعلاقة بين أفراد المجتمع بعضهم البعض وبين أفراد الأسرة الواحدة، ورغم بعض الاختلاف من منطقة لأخرى في العالم العربي إلا أن النمط يكاد يكون متطابقاً مغلفاً بغلاف العربية نفسها، وكذلك الثقافة الإسلامية فالمسلم ثقافته الإسلامية نابعة من أركان الدين وسنة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين من بعده، ولذلك فإن المسلم يتميز عن غير المسلم أينما حل يمكن أن تميزه بثقافته الإسلامية وسواء كان ذلك في تعاملاته وملبسه واتصالاته وحياته بشكل عام، لذا فنحن حين نتكلم عن ثقافة الهوية نقول إننا كشعوب عربية مسلمة نجمع بين ثقافتي المنطقة والدين وهذا ما نطلق عليه ثقافة الهوية. أما ما يتعلق بهوية الثقافة فنعود أصل الحديث وهو صراع الحضارات ومحاولة كل طرف أن حضارته فقط هي الحضارة المنجية وأن ما دون ذلك تخلف ورجعية وأن لولا هذه الحضارة ما وجدت الحياة بشكلها الحالي وهذا مفهوم من وجهة نظري مغلوط، فالثقافة بشكل عام ليس لها هوية فأنت ومنذ قديم الأزل تتمتع بالثقافة الغربية وتتأثر بها وتحورها لتتلائم مع ثقافتك وتؤثر فيها في بعض الأحيان وكذلك الغرب الذي نهل من الثقافة العربية ما نهل وعليها بنى مبادئ كثيرة وعلوما ومعارف لا زال العالم كله ينهل منها، وحالياً ومع نظام العولمة والتغير في نظم الاتصالات أصبحت الثقافة عبر هذه القنوات لا هوية لها وإنما مشاعة لكل من يفيد ويستفيد.

مدارس الرياض للبنين والبنات -

sherifelatrbi196@yahoo.com
 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة