Sunday  12/12/2010 Issue 13954

الأحد 06 محرم 1432  العدد  13954

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

من حقوق الطفولة في الإسلام
د. فهد بن عبدالرحمن السويدان

 

رجوع

 

تميزت حقوق الطفل في الإسلام الحنيف على حقوقه في القانون الدولي والوضعي بالعديد من المميزات الحميدة التي يجب علينا تعرُّفها وتعلُّمها وتطبيقها وإدماجها في برامجنا التربوية والتعليمية والتدريبية حتى نفعلها في حياتنا اليومية تفعيلاً عقلياً شرعياً، وحتى ندافع عن ديننا في ظل التشويه العالمي والمحلي لهذا الدين وشريعته السمحة الغراء، ووسطيته العادلة الفريدة في عالم غابت فيه الوسطية ومعايير العدالة المطلقة.

من حقوق الطفل في الإسلام

الطفولة عند الإنسان هي المرحلة الأولى من مراحل عمره... حيث تبدأ منذ ميلاده وتنتهي ببلوغه سن الرشد حيث يكتمل نمو عقل الإنسان ويقوى جسمه ويكتمل تميزه ويصبح مخاطباً بالتكاليف الشرعية. حق الطفل في الحضانة: فقد كفل الإسلام للطفل الحق في التربية والعناية به صحيّاً ونفسياً واجتماعياً وسلوكياً وخلقياً بحيث ينشأ على الفطرة السليمة السوية وكلف الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم الأبوين بحسن تربية الطفل والاهتمام به، وإبعاده عن المضرات البيئية، وأجمع فقهاء المسلمين على أن هذه الحضانة والكفالة واجبة على الوالدين فيجب عليهما حفظه من الهلاك، وجعلوا أحق الناس بحضانة الطفل أمه، واشترط الفقهاء أن تكون الحاضنة سليمة العقل صحيحة الجسم، قادرة نفسياً على القيام بواجبات الحضانة وأن تتولى إحدى قريباته حضانته في حالة فقدان الأم للكفالة ولا تعطى الحضانة للرجل في حالة الانفصال بين الزوجين إلا لضرورة، ولرعاية الطفل يجيز الفقهاء إسقاط الحضانة عن الحاضنة في حالة زواجها من غير ذي رحم للطفل أو سفر الحاضنة لبلد بعيد أو إصابتها بمرض معد.

- وبهذا يحمي الإسلام الطفل من الاضطرابات النفسية والعاهات البدنية وسوء التربية.

- والأسرة السوية هي أجدر المؤسسات الاجتماعية على تنشئة الطفل النشأة السوية ومن هنا اهتم الإسلام بالأسرة اهتماماً عظيماً وجعلها مكان السكن، والمودة، والرحمة، والشفقة واللباس، والحب، والمكان الذي يعيش فيه الفرد مع من يحب.

- وقد جعل الإسلام التربية في الصغر من النعم التي يجب على الفرد أن لا ينساها وعليه أن يذكرها دائماً (الإسراء): ?وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا? وأن يؤد حقها عليه.

فجعل الله التربية في الصغر ديناً واجب السداد على الإنسان في الكبر بالدعاء للوالدين، وحسن معاشرتهما، وإكرامهما والإحسان إليهما.

حق الطفل في الحياة

?وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ? (31) سورة الإسراء فالحياة مكفولة لكل إنسان قال تعالى ?وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا? (الإسراء: 31).

وقال تعالى ?قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ? (الأنعام: 139).

وقال تعالى: ?مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا? (المائدة: 32).

وبذلك شدد الإسلام على قاتلي أطفالهم وتوعدهم الله بالخلود في النار.

الحق في المساواة مع باقي الأطفال

فالإسلام ساوى بين الناس جميعاً ?يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا والله? سبحانه وتعالى هو واهب الأولاد (الشورى: 49-50).

من هنا وجب على الإنسان عدم التدخل في نوع الجنين وإلا حدث خلل إنساني كبير وهذا ما حدث في الصين عندما حددوا عدد الأولاد بواحد فقط تخير الآباء الأحبة الذكور وأسقطوا الأجنة الإناث، وعندما تعلم الإنسان كيف يتحكم في الجنين اختلت الأمور كثيراً وعندما استطاعوا التعرف على نوع الجنين انعكس ذلك على نفسية الأب بالذات والأم عندما علموا أن المولود بنت.

- وأنكر الإسلام التمييز بين الذكر والأنثى وأمر بالعدل بينهما، وميزت البنت بأن جعلها الله حجاباً للآباء من النار عند حسن تربيتهن.

فقد روى الإمام أحمد في مسنده، عن عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن وسقاهن وكساهن من جِدَته -أي ماله- كنّ له حجاباً من النار).

وروى مسلم، عنه صلى الله عليه وسلم قال: (من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين - وضم أصابعه).

- وهذه أكبر وصية بحسن تربية البنات، يحشر المسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم بحسن تربيتهن.

- وكان صلى الله عليه وسلم إذا رأى فاطمة الزهراء رضي الله عنها قادمة قام لها عن مجلسه، وأخذ بيدها فقبلها.

وعيب على الجاهلية كره البنات فقال: ?وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ? (النحل: 58-59).

(وإنما أطفالنا بيننا

أكبادنا تمشي على الأرض

إذا هبت الريح على بعضهم

امتنعت عيناي عن الغمض)

مستشار قضائي وأستاذ أكاديمي وعضو التحكيم والمصالحة وكاتب

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة