Monday  13/12/2010 Issue 13955

الأثنين 07 محرم 1432  العدد  13955

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

كريم يا برق ساهر، قصيدة لا أتمنى أن يسبقني أحد إليها, لو إني بقيت على عهد أجدادي بي، لكن المدينة أفقدتني هبة الشعر الصحراوي!

لا ينافسني في الفرح في ساهر أحد، لا أسمع فيه ولا أرى، كلّما اشتكى الناس منه أحببته أكثر، مؤمنة أنا بمبدأ (اتبع مبكيك ولا تتبع مضحكك), أرى (ساهر) مثل معلِّم يقسو ليتأدّب التلاميذ ويجتهدوا أكثر. كلّما أنفق الرجال في بلدي والأصدقاء المقيمون في بلدي وسائقو نساء بلدي من حر مالهم على ضيق بهم تعلّموا أكثر!، فعلى قدر الألم تكون التجربة ناجعة! مدفوعات المخالفات هي دروس مستفادة، والناس تريد أن تتعلّم ببلاش!! تناسى بعض قومي السخرية من الثقافة المرورية لدى الشعب السعودي، والتي كانت طاغية بين القاصي والداني، كانت مؤلمة والتساؤل المصاحب لها والأكثر إيلاماً، هو ماذا فعل المرور ليضبط المرور ويزيد من وعيهم بأهمية الالتزام بأنظمة المرور، الحوادث حينها زادت وتركت جرحاً نازفاً بالأحزان في كل بيت على الخريطة.

خرج ساهر مثل مارد عملاق، لترتفع الرؤوس وتشخص الأنظار وتتبع برقاً سرى في السماء، ليقول إنّ الوعي المرور سيمطر هنا، سيسقي الأرض بورد الشباب والسلامة والطمأنينة.

لو كنت أملك ناصية القصيد البدوي لشلت لساهر كما غنّى الشاعر الصحراوي لبرق المخايل والسحب الواعدة بالمطر، لقلت مثل ما قال:

كريم يا برقٍ سرى له تواشي

من عصر دون الشمس حالت سحوقه

اصتك مزنه واستوى بالمناشي

وجت به ذعاذيع الهبايب تسوقه

جعله على الدار السنيه فراشي

دارٍ لهمال المخايل شفوقه

يحق لنا أن نخايل بروق ساهر في كل مدننا وقرانا، فنتائجه وفق تقرير نقله الزميل أحمد الشمالي أورد فيه معلومات مهمّة مستقاة من تقرير صدر عن المرور، يفيد بوقوع مليوني حادث في المملكة خلال الخمس سنوات الماضية، نتج عنها مقتل 30 ألف شخص و177 ألف مصاب، بمعدّل وفاة شخص وإصابة أربعة آخرين كل ساعة، وهو معدّل يُعَدّ من أعلى المعدّلات في العالم، كما تقدّر نسبة إشغال أسرّة المستشفيات بالثلث (33.3%) من جراء الإصابة في حوادث المرور.

وبعد تطبيق ساهر ما الذي حدث؟؟

انخفض معدّل الوفيات الناتجة عن إصابات الطُّرُق (أحد المؤشرات الصحية)، حيث أكد الطب الشرعي للوفيات بمجمع الملك سعود الطبي، أنّ أعداد الجثامين المحوّلة إلى الطب الشرعي، سجّلت انخفاضاً في الفترة التي تم تطبيق نظام ساهر خلالها في مدينة الرياض. كما انخفضت نسبة الإعاقات الناتجة عن إصابات الطُّرُق. بقي أنّ لدي اقتراح لتقريب وجهات النظر بين المختلفين حول نظام ساهر، وهو أن تبادر الإدارة العامة للمرور باستثمار عائد المخالفات الكبير الذي هو بالتأكيد قيمة مضافة على الاقتصاد الوطني، فهي ستسهم في تشكيل وعي مروري يحفظ الأرواح، ويفك بعض الاختناقات التشغيلية على وزارة الصحة - اقترح أن يبادر المرور بإنشاء مراكز تأهيل مماثلة لمدينة الأمير سلطان تعنى بتأهيل ضحايا الطُّرُق ومساعدتهم على التعايش بأقل الخسائر النفسية، أظن في هذا تنمية وطنية وتقليلاً من الضغوط التي تواجهها مراكز التأهيل الطبية.

 

نهارات أخرى
برق ساهر!
فاطمة العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة