Monday  13/12/2010 Issue 13955

الأثنين 07 محرم 1432  العدد  13955

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

ملاحم الحب والوفاء (2)
د. عبدالرحمن بن سليمان الدايل *

رجوع

 

القول بأنَّ ملاحم الحب والوفاء سمة من سمات هذا الوطن هو من الحقائق التي لا تحتاج إلى دليل أو إثبات، فصورها كثيرة ونماذجها متعددة، وأدلتها تملأ جنبات هذا الوطن، تنطق بالدروس لمن أراد، وبالعبر والعظات لمن يبحث في أسباب نهضة الأمم وتقدمها.

وليس هذا من قبيل المبالغة التي يحفزها حب الوطن والانتماء إليه، بل إن تخيُّل صورة هذه المساحة الشاسعة من الأرض قبل نهضتها في هذا العصر الميمون يجعلنا ندرك أن حقيقة ما جرى يعود بفضل الله إلى تلك الملاحم الوطنية من الوفاء التي اختطتها أيدي قادة هذا البلد وأبنائه منذ توحيد المملكة، ولم تكن مظاهر ومشاعر التلاحم التي أبداها أبناء الوطن فرحة وسعادة بعودة نماذج الوفاء سالمين غانمين لأرض الوطن إلا تعبيراً عن صدق التلاحم وثبات ورسوخ العلاقة بين صانعيها، فقد قامت تلك العلاقة على أساس متين من الثقة المتبادلة والتفاني في خدمة هذا الوطن والحرص على صالح أبنائه، حتى صار ذلك مثالاً يُشار إليه بالبنان في ميادين السياسة المعاصرة، ومثار إعجاب المتابعين من مختلف بلدان العالم، ومثال ذلك هذا النموذج الفريد الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بشخصية أمير الرياض ومحبوبها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي يسجل تاريخ هذا الوطن لسموه الكريم أنه صانع الرياض ومهندس نهضتها، فهو الوفي لوطنه، المخلص لعقيدته، المترجم لسيرة والده المؤسس -رحمه الله، يعرفه الجميع عضداً قوياً مسانداً لإخوته الكرام -حفظهم الله، وعقلاً مفكراً واعياً في مسيرة التنمية المظفرة التي تحققت وتتحقق كل يوم على أرض الوطن. أحب الرياض مكاناً وزماناً وإنساناً، أعطاها فكره وجهد وعقله، أخلص لكل بقعة فيها، عايشها وتعايش معها بتوجيهه السديد وفكره المستنير فشبَّت وترعرعت، وكبرت ونمت وتطورت فصارت أنموذجاً فريداً بين عواصم العالم في عطاء الإنسان ومقدرته على صناعة الحضارة الإنسانية وتحويل الطبيعة القاسية إلى أداة طيِّعة تزهو بالعمارة والتقدم وتنطق بالحياة والازدهار.

إن عاصمتنا الغالية التي علتها البسمة والسعادة لوصول فارسها المحبوب تشهد لنموذجه بعلو الهمة في العمل وسمو المكانة في الفعل، وحرصه على حل المشكلات، وتذليل العقبات أمام قاطني هذه المنطقة، فكم من المشكلات لم ترق إلى الوجود ولم يكن لها إلا نصيبها فقط من الاسم حينما يذكر أصحابها اسم محبوبهم وأميرهم حيث تذوب العوائق، وتنصهر الصعوبات وتتفرج الأزمات، وكم من حاجات قاطني الرياض التي تجد عن سموه كريم الحلول التي تطمئن لها قلوب أصحابها وحسن القول والفعل الذي يرتاح له كل صاحب حاجة.

لقد ازدان هذا النموذج الفذ الكريم لأمير منطقة الرياض بتلك الجوانب الإنسانية التي يتجلى بها سموه من عطف على الضعفاء، وحرص على إسعاد المحتاجين، فانتشرت جمعيات البر والغوث تحنو على الأيتام والمساكين وتكفكف دموع المحتاجين وذوي الحاجة والمشكلات، تيسر مطالبهم، وتثير أمامهم طريق الأمل وتفتح لديهم سبل التفكير في المستقبل.

ولم يقف عطاء سموه المتواصل عند حدود المكان بل تعداه في تواصل إنساني محمود يشهد لمكرماته المتوالية ورعايته لميادين العمل الإنساني خارج المملكة، وفي مختلف القارات حتى أصبح اسم سلمان بن عبدالعزيز مصاحباً للعطاء، مُرافقاً لأوجه البذل والوفاء للإنسانية، فسعت بعض المنظمات والمؤسسات الدولية نحو تقديره اعترافاً بأفضال سموه وأياديه الكريمة في تلك الميادين.

إن هذا النموذج الإنساني بما تحمله هذه الصفة من معانٍ، وهو يتمثل ويتجسد في شخصية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض هو الذي كان حاضراً في أذهان مستقبليه بل وفي مشاعر المواطنين الذين تهللوا فرحاً وبشراً بعودة سموه الكريم مرافقاً لأخيه صاحب السمو الملكي ولي العهد سلطان الخير والعطاء، وتلك السمات المشرقة هي التي جالت في نفوس الجميع الذين تشوقوا لسلامة وصولهم ليزداد رونق الرياض في البهاء مع نماذج الخير والعطاء.

فإذا كانت القلوب قد انشرحت ومظاهر السعادة والفرح قد عمَّت، فإن الواجب علينا جميعاً أبناء هذا الوطن أن نعمل جاهدين مخلصين لنجعل مشاعر الوفاء عملاً ينطق بحبنا ووفائنا لوطننا ولنماذجه المشرقة في سمائه، إننا مطالبون بالمزيد من الوفاء العملي الذي يحفظ لوطننا وجهه المشرق دائماً بين الأمم.

ندعو الله أن يديم علينا قيادتنا وأمننا واستقرارنا وأن يكمل فرحتنا بعودة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لتظل السعادة والبسمة تعلو وجه هذا الوطن الوفي المعطاء.

* وكيل الوزارة بوزارة الثقافة والإعلام (سابقاً)

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة