Tuesday  14/12/2010 Issue 13956

الثلاثاء 08 محرم 1432  العدد  13956

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

تقدمت سيدة إماراتية في دبي بشكوى قانونية ضد زوجها السعودي متهمة إياه بتزوير توقيعها في عقد تأجير الفيلا التي يمتلكانها، بعد أن كانا قد اتفقا على بيعها لاستكمال بناء فيلا أخرى. وبينت الزوجة في شكواها أنها اكتشفت واقعة التزوير عندما وصلها خطاب من الشركة المستأجرة على بريدها الإلكتروني في الوقت الذي كانت تستعد فيه للبيع بالاتفاق مع زوجها بهدف الحصول على مبلغ البيع لاستكمال بناء منزل آخر.

وطبعا كعادة المحاكم عرضوا الصلح على الزوجين كونها قضية عائلية، لكن الزوج السعودي رفض ذلك معللاً بأنه غير مذنب في القضية! فيما طالبت الزوجة بتعويضها مادياً، وذلك لدفعها نصف قيمة الفيلا شراكة مع زوجها في شرائها بالرهن العقاري. وبرغم صحة أقوال الزوجة وثبوت التزوير في عقد الإيجار المكون من ثلاث صفحات، إلا أن القضية تأجلت لموعد قادم.

وأود أن أتقدم للزوج السعودي بكامل الاعتذار وطلب الصفح منه لجرح مشاعر الرجولة لديه، وأؤكد أنه تم حصول ذلك لأنه خارج بلده فلم يتم تقديره كما ينبغي لجلال قدره الذكوري! ولم يتوفر من يطبطب عليه ويربت على كتفه الكريم.

بالفعل نتأسف له لأنه لم يعلم أن المرأة الإماراتية ليست كالسعودية، لأن بعضنا - نحن السيدات السعوديات - قد تعودنا على تزوير التوقيعات وانتحال الشخصيات برغم ضرورة حضور المعرفين، كما اعتدنا على التعنيف والضرب والتهميش والإقصاء عدا التجاهل والنظرة الدونية، لأننا ببساطة لم نبلغ الرشد في عين الرجل وبين أروقة المحاكم!!

نأسف يا سيدي الرجل السعودي لأنك تعرضت لهذا الموقف السخيف الذي لا ترى به ذنبا أو غضاضة! وأين الغضاضة وأنت قد تشربت مقولة (أنتِ ومالكِ لزوجكِ) في عودة لجاهلية مقيتة وقلب جذري لمفهوم الحديث الشريف (أنتَ ومالك لأبيك).

عفوا أيها الرجل السعودي المهذب البريء فأنت ترى نفسك غير مذنب!! نعم نحن المذنبون الذين لم نزوجك من بناتنا لتزوِّر توقيعهن التافه كلما أردت وكيفما رأيت!! فهي ملك يمينك وقد اشتريتها بمالك، وحين تزهد بها تقهرها وتؤذيها فتضيق بها الدنيا وتأتي وتساومها على الطلاق لتسترد المهر، أيضا لتستخدمه باعتقال ضحية أخرى وتسترده بنفس الطريقة. وأرجو أن تصفح عن هذه السيدة فهي من أشقائنا الأعزاء ممن تربطنا بهم روابط الجوار والعروبة والإسلام وهي لم تعتد على هذه التصرفات الحمقاء، لذا أرجوك اقبل الصلح.

أما أنت يا سيدتي الزوجة فكيف نعتذر لك؟ لن تستطيعي فهم اعتذارنا لأننا نتكئ على جملة من الأخطاء المستمدة من تقاليدنا وعاداتنا التي تنتقص من المرأة عندما تذهب للمحاكم لتشكو زوجها لأجل وسخ الدنيا! ولو أننا في الواقع نحن السعوديات نحسدك أو نغبطك على هذه الجرأة وهذه القوة وهذه الحرية، لنقول لك أيضا لقد اعتاد (بعض) الرجال أو هم أشباه الرجال على هذه الفعلة السيئة التي يعتبرها بعضهم رجولة وهي من الرجولة براء!

ولا تتوقعي أن كل الرجال السعوديين مثله، فمنهم الشهم الكريم النبيل وصاحب القلب الجميل الذي تنبض فيه دماء الفضيلة والسؤدد. ولكنهم قليلون، قليلون! وكنت أرجو لو أن زوجك واحد منهم ولكن حظك قريب من حظ بعض السعوديات لدينا التي تقع فريسة للإيذاء، فتتمنى لو كانت الصدمة بتزوير توقيع أو بصمة أو استيلاء على مال أو حتى عنف فحسب، بيد أنه ضياع عمر، وحسرة سنوات! والأدهى حين تهرب من استبداد زوجها نحو طغيان أخيها فيكون أشد لؤما، وأكثر خسة وأعظم ظلما وأقل رحمة وأفرط عنفا! وحينئذ لا يحتاج تزويرا لتوقيعها فهي بطوع أمره، فتوقِّع وهي ما تشوف الدرب! لأنهم ببساطة: متعودين يا سيدتي!!

rogaia143@hotmail.com
 

المنشود
( متعودين يا سيدتي الإماراتية، متعودين!! )
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة