Tuesday  14/12/2010 Issue 13956

الثلاثاء 08 محرم 1432  العدد  13956

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الخلايا النائمة الـ19
المقدم/ عاصم السليمان

رجوع

 

إعلان وزارة الداخلية السعودية يوم الجمعة 20 ذو الحجة 1431هـ الموافق 26 نوفمبر 2010م عن اعتقال 149 عنصراً ينتمون إلى 19 خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة كان هدفها تنفيذ هجمات تستهدف مسؤولين وإعلاميين ورجال أمن ومصالح حيوية في أنحاء المملكة، يكشف ذلك عن حقائق غاية في الأهمية، أولها يقظة السلطات الأمنية في المملكة وانتهاجها سياسة حكيمة في التعامل مع الخلايا الإرهابية دونما قيود على حقوق الإنسان، وهي خلطة فشلت دول عظمى وصغرى في التوصل إليها، وبات من المتعارف عليه عالمياً أن الحرب على الإرهاب يلزمها التغاضي ولو بشكل مؤقت عن حقوق الإنسان وحريته، وقد رأينا في بلدان كثيرة ما حدث من فرض قوانين استثنائية من أجل مكافحة الإرهاب، فيما تمسكت دول أخرى بمبادئ حقوق الإنسان وتركت أرضها مرتعاً خصباً للمخربين يرتعون فيها وينهلون من خيراتها ويعملون ضد مصالحها العليا، لكن المملكة نجحت في ذلك واتخذت طريقاً وسطاً لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك حيث وضعت لنفسها سياسة نابعة من مكانتها الدينية وثقلها السياسي إقليميا ودوليا فجاءت النتائج مثمرة، تساقط الإرهابيين مثل أوراق الخريف فيما يعيش أبناء المملكة دونما قيود استثنائية، لأن هناك عيونا ساهرة استطاعت أن تميز الخبيث من الطيب.

أما الحقيقة الثانية فهي أن الجماعات الإرهابية التي لا تزال تشكل خطراً لا يستهان به، فرغم الضربات التي تلقتها في كل مكان إلا أنها تحاول لملمة أشلائها والعودة مرة أخرى إلى أفعالها التدميرية التي تستهدف أمن وثروات الأوطان، وهنا يقع على كاهل رجال الدين والمفكرين والمثقفين ورجال الإعلام بل والمواطن العادي دور كبير في مواجهة الأفكار الهدامة البعيدة كل البعد عن سماحة الإسلام، والحقيقة الثالثة فتتمحور حول الأيادي الخفية الخبيثة التي تدفع بهؤلاء الشباب باتجاه التهلكة، وبالنظر إلى قائمة المعتقلين نجد أنهم 124 سعودياً و25 من جنسيات مختلفة وهذه التشكيلة تفوح منها رائحة الأجندة لدولة إقليمية، خاصة بعد الضربة القاصمة التي نفذتها المملكة ضد الحوثيين على الحدود اليمنية، فأرادت تلك الدولة الإقليمية ووكلائها نقل المعركة إلى داخل الأراضي السعودية ظناً منهم أن ذلك قد يضعف المملكة، لكن هيهات، فللبيت رب يحميه، وقد سخر الله لهذه الأرض الطيبة من يحرسها ويرابط على أمنها ويتصدى لأعدائها في الخارج وأذنابهم في الداخل، أخيراً الحقيقة الرابعة فهي أن الإرهابيين عادة ما يطورون أنفسهم بشكل مستمر نتيجة لجهود أجهزة الأمن في كشف كل جديد.

وهذا يتطلب مزيداً من الجهود والخطط الاستباقية للوصول إلى الخلايا النائمة قبل أن تصل إلى أهدافها، وهو ما حدث في العملية الأخيرة، حيث ألقي القبض عليهم قبل أن ينفذوا مخططهم الآثم، لكن هذا النجاح لم يأت من فراغ وإنما جاء نتيجة لسياسة مدروسة تقوم على عدة محاور منها ما هو أمني وله أولوية قصوى، حيث تتعامل الأجهزة الأمنية السعودية بحزم مع جميع التكتلات الإرهابية التي تلقي القبض عليها، كما تقوم الأجهزة الأمنية بجمع المعلومات بدقة عن الإرهابيين المقبوض عليهم، وكذلك من مصادر المعلومات الأخرى وتزويدها بأحدث التقنيات وتطوير التنظيمات والأساليب والقوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب، كما أقامت المملكة مراكز المناصحة وهي قد نجحت في الحد من ظاهرة الإرهاب وقد تم تعميم مراكز المناصحة في كافة مناطق المملكة، وتقوم هذه المراكز بإعادة تأهيل المقبوض عليهم والمعتقلين المنتمين للجماعات الإرهابية ودمجهم في المجتمع، مما يجعلها نموذجاً يحتذى به من قبل الدول التي تتصدى للفكر الإرهابي لما حققته المملكة من نجاحات في هذا الطريق، أما المحور الأخير فيتمثل في دور المؤسسات الدينية والإعلامية في المملكة من تأصيل منهج الوسطية ومعالجة الغلو والتطرف والتعصب الديني مع تنمية الوازع لدى أفراد المجتمع، ونشر الثقافة المعتدلة من خلال وسائل الإعلام بالأساليب المناسبة وإبراز الصورة الحقيقية للدين الإسلامي بأنه دين اعتدال وتسامح وتآخي بعيداً عن العنف والقسوة والإرهاب.

- وزارة الداخلية -

22l2sem@hotmail.com
 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة