Wednesday  15/12/2010 Issue 13957

الاربعاء 09 محرم 1432  العدد  13957

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

 

من الحياة
وداؤكَ مِنك وما تشعُر
د. سعد بن عبد الرحمن العريفي

رجوع

 

اتصل بي ابن عمي قبل ثلاثة أشهر، وكان في غاية الحزن والأسى والانكسار، ولأنه عزيز عليّ سألته باهتمام وتفاعل عن سبب حزنه، فقال: لقد زرت الطبيب قبل يومين أشتكي إليه علة تضايقني في أسفل بطني، وبعد الكشف وإجراء التحاليل وصور الأشعة قال لي الطبيب: إن صور الأشعة أظهرت أن لديك شيئاً مريباً يحتاج إلى تدخل جراحي عاجل جداً قبل أن يستفحل الداء، ولا بد من دخولك قسم التنويم اليوم لإجراء العملية، فحالتك لا تحتمل التأخير!!

تابع ابن عمي حديثه قائلاً: وعلى الرغم من قذفه الرعب في قلبي لم أستجب لكلامه، فخرجت وتركته، ولكن منذ خروجي منه حتى هذه الساعة وأنا أشعر أن الألم يزداد، كما أحس بآلام أخرى بدأت تضايقني في مواضع أخرى من جسمي.

فاقترحتُ عليه الذهاب إلى طبيب آخر، وبعدها بيومين اتصل بي يكاد يطير من الفرح، حيث أكد له الطبيب الآخر أن علته بسيطة جداً، ولا تستدعي القلق، بل حذَّره من إجراء أي عملية، لأن الأمر لا يستدعي ذلك.

فسألته: كيف تشعر الآن؟ وهل ما زالت مواضع كثيرة من جسدك تؤلمك؟ فقال: منذ تلك اللحظة التي سمعت فيها أن حالتي بسيطة، وأنا أشعر بالصحة الكاملة والسعادة الكبيرة، ولم أعد أشعر بأي ألم، بل زالت عني نغزات وأوجاع كنت أحس بها دائماً بعد خروجي من الطبيب الأول!!

إن ذلك يؤكد قول الشاعر:

دواؤك فيك وما تبصر

وداؤك منك وما تشعر

قارئي الكريم: هناك علم ظهر عند الغرب حديثاً يسمى (قانون الجذب)، ويتلخص في أن واقع الإنسان هو نتيجة لآماله وطموحاته ومخاوفه ومعتقداته عن نفسه ومدى ثقته بها وبقدراتها، فإذا آمن بالنجاح وآمن بقدرته عليه فسينجح، وإذا اعتقد بضعف قدراته وعدم أهليته للتميز فسيكون كذلك.

وتتردد في قانون الجذب مقولة: (إن الأشياء تظل ساكنة حتى تفكر فيها فتتحرك باتجاهك).

وقد قال الصينيون قديماً: (حياتك هي ما تفكر به بقوة) أي أن ما تؤمن به اليوم تجده غداً.

واشترط المنظرون لقانون الجذب أن يكون تفكير الإنسان فيما يتمناه أو يطمح إليه أو فيما يعتقده في نفسه، اشترطوا أن يكون قوياً جداً، وصادراً عن قناعة كاملة، لتحقيق الجذب الواقعي لأفكارك الذهنية بكفاءة تامة.

وفي الحقيقة إن هذا القانون مشابه لمبدأ ديني لدينا هو (التفاؤل) في قول نبينا صلى الله عليه وسلم: (تفاءلوا بالخير تجدوه) فكلما كان الإنسان متفائلاً يظن الظن الحسن، وينتظر حياة سعيدة مشرقة بثقة كاملة، فإن الغالب أن يتم له ما يفكر فيه، أما حين يكون متشائماً في مستوى نتائجه المنتظرة في تحصيله الدراسي مثلاً، أو في صحته مستقبلاً، أوفي حصوله على وظيفة، فإن المتوقع أن يخفق في دراسته، وأن تتردى صحته، وألا يوفق في الحصول على وظيفة.

قارئي الكريم.. ابدأ من هذه اللحظة بالإيجابية والتفاؤل، وليكن ذلك في كلماتك وألفاظك أولاً، فردِّد مقتنعاً بما تقول: سأنجح، وسأتميز، وسأعيش حياة سعيدة، وسأحصل على وظيفة مرموقة، وغير ذلك مما تطمح إليه، وليكن ذلك منك بثقة، وباستمرار لا ينقطع.. جرِّب ولن تخسر شيئاً، إلا إن كنت تدفع مقابلاً على الكلام.



sarifi@ksu.edu.sa
 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة