Thursday  16/12/2010 Issue 13958

الخميس 10 محرم 1432  العدد  13958

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

حين لا تضع هدفاً لحياتك فأنت فاشل! وعندما لا تخطط لهدفك فأنت مفرط! ولما لا تدرك ما غاية وجودك في الحياة فقد تحولت من فئة الإنسانية لفئة أخرى!

قد هيؤوك لأمرٍ لو فطِنتَ له

فاربأ بنفسك أن تَرعى مع الهَمَلِِ!

إن الأشخاص الذين يعيشون كيفما اتفق اتكالاً على الظروف، هم بلا شك يفتقدون متعة التخطيط للمستقبل، فالهدف هو أجمل أمل يلوح في الأفق ويستحق أن نسعى لتحقيقه. والطموح كالشعلة التي تضيء لنا الطريق، وتشعل طاقاتنا الهائلة وتوقد رغباتنا فتنمي مواهبنا، وتتعهد قدراتنا، وتوجه إرادتنا وتقود مسيرتنا للوصول لأهدافنا، فنستثمر فراغنا ونشبع حاجاتنا.

وأذكر أن أجمل سؤال سُئلته حين كنت تلميذة: ماذا تودين أن تصبحي حين تكبرين؟ فكنت كل يوم أختار مهنة، وتشرئب نفسي لأفضل منها، وتهفو دوماً للأفضل، وكثيراً ما أخلط بين المهنة والهواية. وليس أروع من أن تجتمعا لتحقيق هدف جميل ومستقبل واعد!

إن الضعيف حقاً هو من يعجز عن وضع الخطوط العريضة لمستقبله، والأضعف منه من يعتمد على غيره في وضع خططه بحجة أنه أفهم وأدرى. والأعجز منهما من يعتمد على الحظ في تسيير حياته وحين يفشل يجد المبرر حاضراً دون تعب..

وإنما رجل الدنيا وواحدها

من لا يعول في الدنيا على رجلِ

وكثير من الناس يخلط بين الهدف وبين النتيجة، فلا يعني تسجيل اللاعبين عدة أهداف في شبكة الفريق الآخر فوزهم في مباراة كرة القدم، حيث إن ذلك الفريق قد يدخل أهدافاً مضاعفة في الشبكة الأولى ويحقق الفوز.

ومن يفشل في تحقيق مرامه واحد من اثنين: إما أنه قد وضع أهدافاً معتمة أو هلامية أو غير واقعية، أو أن تلك الأهداف لا تتناسب مع إمكانياته، فالمشلول لا يضع في خطته المشاركة في ماراثون للجري ولكنه يمكن أن ينافس على السباحة برغم صعوبتها. فالتركيز وتحديد الهدف بناء على الإمكانيات المتاحة كفيل بتحقيقه بأسرع وقت وأقل جهد.

وأشد من ذلك من يبدأ في قطع مشوار تحقيق الهدف ثم يصيبه الخذلان بسبب محبطات أو عقبات برغم مقدرته على تحقيق منشوده. فكثير من الناس يركز على المعوقات والمصاعب بدلاً من الانصراف لأهدافه، فهو يرى المصاعب عقبات بدلاً من كونها فرصاً للاختبار والتحدي، باعتبار أن اجتيازها نتيجة حتمية لما فكر به وخطط وعمل لأجله.

ولم أجد أشد إحباطاً من الخوف وعدم القدرة على المواجهة والركون للسلامة والكسل، بحجة طلب الأمن بدلاً من مغامرة غير مأمونة العواقب..

لو أن في شرف المأوى بلوغ مُنىً

لم تبرح الشمس يوماً دارة الحَمَلِ

حب السلامة يُثني عزم صاحبه

عن المعالي، ويغري المرءَ بالكسل

وأصعب من هذا وذاك من تكون أهدافه مجاملة لغيره، أو إرضاء له لاسيما حين تتنافى مع قيمه ومبادئه أو رضاه عن نفسه، فتراه يقبِل على تحقيق هدفه بتثاقل وكسل أو اشمئزاز، فكأنه يعيش حياة غيره، وهنا تنتفي المتعة وترحل السعادة ويطول الأمد.

أما المماطلة والتسويف والركون للهوى فهي معاول هدم لسلالم المجد ودرج العلياء وتحقيق النجاح، فتبدأ بالتأجيل وتنتهي بحجج الشعور بالتعب، مروراً بعدم ملائمة الوقت. وهنا تنقضي السنون وتنفرط حبات عقد الأيام دون تحقيق هدف أو إضاءة طريق ولو بشمعة يهتدي بها السائرون!!

ومن يمر على هذه الدنيا دون أن يثير ولو غبارها فحقيق عليه أن يرعى مع الهمل!!

rogaia143@hotmail.com
 

المنشود
هل أنت فاشل؟ لماذا؟
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة