Friday  17/12/2010 Issue 13959

الجمعة 11 محرم 1432  العدد  13959

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

القلم أداة تستخدم في الكتابة وهو من الأدوات المكتبية، والأقلام على عدة أنواع قلم رصاص وقلم تلوين وقلم ميكانيكي وقلم حبر سائل وقلم جاف وقلم ضوئي يشبه القلم العادي لكنه يعمل على (الماوس) ويستخدم غالبا في أعمال الجرافيك لسهولته في التحرك ومرونته العالية، والأقلام على عدة أنواع أقلام ماركات وأقلام مقلدة بعضها رديء وبعضها الآخر غال وثمين، بعضها مرصع بالمواد الغالية كالعاج أو الذهب أو الفضة، وبعضها الآخر مرصعة بالأحجار الكريمة كالماس أو الزاركون، والأقلام على عدة أحجام بعضها رقيق، وبعضها ثخين، وبعضها بين بين، وكما هناك أقلام مختلفة ومتنوعة وذات ألوان وأحجام وأثمان، هناك مجموعة كبيرة من بعض (القلميين) الذين يكتبون أو يحررون أو يغررون أو يبررون أو يمدحون أو يذمون أو يتكسبون أو لهم غايات وأهداف واتجاهات، تشوب كتاباتهم الشوائب يحاولون الاستفزاز واللصق والبلوى والتفجير والتدمير والقهر والنكوص، لهم أفكار مسلوبة أو مغلوبة أو بها سمية، ليست سديدة وليست متطورة، بها عتمة ورماد، ليس بها ضوء ولا بها وضوح، يجبرون القلب على البكاء ولا يجبرونه على الرفرفة، أدمغتهم جوفاء، وقلوبهم سوداء، وهم أخطر من الوباء، أحبار أقلامهم حمراء وصفراء، وأوراقهم التي يكتبون عليها تشبه العجوز الشمطاء، حروفهم كومة عقارب وأفاع وصديد، لذلك نجدهم دائما في الخلاء لأنه ملاذهم الأثير، يحتلون كل شيء إلا القلب، إنهم يشبهون البيد التي بلا فيوض تاريخية، أو المضمار الذي بلا خيول، قلوبهم صحراء، ليس بها ورد لكنها مفعمة بالشجن، لا يجمعون لنا الكلمات عند شرفة اللهفة، بل يحشدون لنا الكلمات هتافا بلا بلاغة، يزحفون علينا كما يفعل (البوذيون) زحفا على الطرقات للوصول إلى معابدهم المتشحة بالرسوم وبالألوان، لا يهدوننا عطرا يرفل على هاديات الخدود، ولا يغنوننا لحنا يملأ حقائب عصافيرنا شوقا كالمستحيل، لا غزالاتهم هي .. هي، ولا شوارعهم ترسم لنا حداءات عشق يتيم، إن القلميين يتكاثرون كالنمل، ولأن قلوبهم من قصب، نرى جيوبهم من ورق، يعشقون الرماد، لأنه صديقهم الوحيد، وليس هناك أمهر منهم في حلب الضرع حتى يجف الضرع نراهم في حل وترحال، يطرقون الأبواب للشكوى والتذمر والتسول، هذا هو حالهم، يصحون بعد الظهيرة، لأن مساءاتهم مثقلة بالكتابة بأقلام أحبارها صفراء، يفكرون بالذات على الدوام، نراهم أول الراكضين على الولائم، يخدمون جيوبهم ولا يخدمون الناس، وإذا خدموهم خدموهم تملقا وعلى وجوههم الشاحبة ابتسامة صفراء، وللعدل هناك (قلميون) معجونون من تبر وسناء وبهاء، مثل القلادة خرزها من لؤلؤ وذهب وفضة، عطائهم عطاء وشموخهم سماء، أقلامهم خطوطها طول وخطوطها عرض ممتدة من الفضاء إلى الفضاء، ليس بهم رياء ولا عناء ولا شقاء ولا ظماء، يشبهون الكريستال والفيروز والبلور وحدائق الورد ومطر السماء، يشبهون الماء ولون الحقل وزهرة السوسن والقرنفل والريحان ورائحة الحناء، إنهم قمر في الماء، وعصفور مساء، رقصة كلمات، وسحر غناء، ونقاء هواء، خيولهم جامحة، وشموسهم لامعة، وأديمهم بهاء، ومساؤهم مساء، تفاح هم ومنارة ثلجية بيضاء، واحة من رمل ونخل وماء، نوارس تحط فوق الماء، اشتعال فرح وتلاحم وجود، العلاقة بينهم وبين الناس مثل العلاقة مابين الدم والقلب وما بين القمر والضياء، ليس بهم حقد ولا عفن ولا دبق ولا نعيق ولا يشبهون خنافس الجعل الرديء، لا يعرفون عتمة الضوء ولا ضيعة الطريق، لكنهم يعرفون مطلع الشمس وولادة القمر، ليسوا بهلوانيين ولا ناكصين ولا رافضين ولا متلونين ولا متخاذلين ولا مبدلين لجلودهم كالحرباوات، وليس في قلوبهم مرض ولا خناء، ليس بهم وجع ولا قبح ولا متاهة ولا غموض ولا رطانة ولا تهاويل ولا هلس ولا عتمة ولا دوار ولا ديمغواجية ولا أفك ولا سقم أوهن، لهم سحر قلم يمتد من الماء إلى الماء، الفرق بين هؤلاء وهؤلاء كالفرق ما بين الأرض والسماء، ومابين الصيف والشتاء، ومابين القبح والبهاء، وما بين العتمة والضياء، ومابين الفضاء والفضاء.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

القلميون!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة