Friday  17/12/2010 Issue 13959

الجمعة 11 محرم 1432  العدد  13959

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

كتاب (نشأة الإخوان ونشأة الأرطاوية)

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فهد بن عبدالعزيز الكليب :

يعُد كتاب (نشأة الإخوان ونشأة الأرطاوية) إضافة جديدة أهداها مؤلف الكتاب الشيخ الأديب عبد الله بن عبد المحسن الماضي إلى المكتبة السعودية، وكثيراً ما كتب عن الإخوان والأرطاوية مستشرقون أجانب وعرب غير سعوديين.. ثم سعوديون من خارج منطقة الحدث، وانقسمت كتاباتهم بشكل عام طبقاً للانتماء المناطقي، لكن قل أن تجد من يكتب بموضوعية عن نشأة الإخوان ونشأة الأرطاوية من أبناء الإخوان أو أبناء الأرطاوية ممن عاصر فصولاً من النشأة وتعايش مع رواة عاصروا تلك النشأة، وبصورة مختصرة ومحددة للمكان والزمان.. وهذا بيت القصيد!

لقد أجاد وأفاد وأمتع المؤلف عندما تطرق إلى نشأة الإخوان من خلال مسجد في بلدة (حرمة) وانتقالهم إلى موضع هجرة الأرطاوية بقيادة (عبد المحسن بن عبد الله بن عبد الكريم)، وقسَّمَ الفترة إلى ثلاث مراحل مجموعها (46) سنة تقع بين عام (1328هـ) وعام (1374هـ) مدعمة بالروايات والوثائق والمصادر التاريخية.

وقد أورد مُقدِّم الكتاب الدكتور: عبد الله بن إبراهيم العسكر عدداً من الإيضاحات والتعريفات.. اقتطف منها قوله: لم تكن الأرطاوية هجرة من الهجر التي استوطنتها بادية وحسب.. بل كانت بلدة ابتدعها الحضر إلى جانب إخوان لهم من البادية.. لم تكن الأرطاوية في بداية استيطانها ضمن الفكر الاستيطاني ومنظومة الهجر التي تبناها مؤسس الدولة السعودية الثالثة فحسب.. بل كانت قائمة بذاتها.. ثم اتخذت كأول هجرة لبعض من قبيلة مطير(1) (التي كان لجلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه.. فضل اختيارها كهجرة للدويش وبعض من عربانه في بداية مرحلتها الثانية عام 1335هـ وما عني به الدويش من دعم ومساندة من جلالته).

ويستطرد الدكتور عبد الله العسكر بقوله: (من هذه المصادر استطاع المؤلف أن يقول جديداً عن تأسيس الأرطاوية ونشأة الإخوان)، ويرى أن هذا الكتاب من الكتب التي طرقت سبلاً جديدة ستعين كل من يتصدى لإعادة دراسة هجرة الأرطاوية.. كما يرى أنه حري بالقراءة ويتوقع له الشيوع والانتشار، وقد جاء في مقال للباحث فايز بن موسى البدراني قوله عن المؤلف: (تاريخ موثق لمرحلة تاريخية مهمة رصد فيها تاريخ مسقط رأسه هجرة الأرطاوية بأسلوب أدبي شيق، وعن نشأة الأرطاوية لم يسبقه إليها أحد).

ومن خلال قراءتي للكتاب الذي يقع في نحو (281) صفحة ألفيته من الكتب المتخصصة والموثقة وليس من كتب السرد الذاتي أو المنقول أو المؤرخ على علاته وأهوائه، إنما يعطي القارئ المعلومة الصحيحة من مصادرها، وهو شاهد عيان عاش فيها فتىً يافعاً، متفتح الذهن، ومن حرصه على المعرفة فهو يلتقط الأخبار ممن عاصر تلك الحقبة، ويضبط بقلمه ما سمعته أذناه، أو شاهده ببصره، وكتابه هذا يُعد من أوفى المراجع التي كتبت في موضوعه تاريخاً لحقّبة معينة من الزمن لم يرصدها سواه، حيث كان لابن ماضي منهج في الأسلوب، وفي طريقة العرض، وفي متابعة الأحداث وتغايرها، بل وتحليلها في هجرة كانت إحدى مرتكزات الصراع إبَّان مرحلة مفصلية من مراحل توحيد المملكة العربية السعودية، إذ كان لها دور فاعل ومتناقض في التأييد والمؤازرة كما بين ذلك المؤلف في صفحات ذلك السفر القيم.

انك تجد في ثنايا الكتاب مقتطفات من نصوص تاريخية عن واقع الأرطاوية، تنبئ عن واقع حالها، وحال أهلها بإشارات عابرة وأحياناً من خلال تحريات مجملة كل ما في مجموعها ذكريات وأحاديث وروايات اختزنها واستوعبها وقيدها ثم نشرها في هذا الكتاب الجديد في طرحه وفي موضوعه وفي معلوماته الشيقة، مقترناً بالدقة البالغة والوضوح البيّن والعرض الممتع، والانتقاء الجيد، وتلك همة استدل بها في عرض هذا الكتاب عن مسقط رأسه ومهد نشأته الأولى ليرسم لنا صورة ماتعة ومتكاملة عن نشأة الإخوان ونشأة الأرطاوية وما صاحب ذلك من الأحداث والمتغيرات الضاربة في العمق والتباين والتنافر، حتى أنني توصلت في عرض هذا الكتاب إلى معرفة معلومات جديدة أقرؤها لأول مرة في موضوع هذا الكتاب، مما يدل على أن الباحث أضناه البحث والتحري عن المعلومة حتى إذا ما توصل إليها عرضها وتحقق من كنهها من ذوي الخبرة والدراية والمعاصرة بالسماع أو النقل ثم حللها بالنقل والعقل قبل أن يبسطها للنشر؟! وتلك أمانة التثبت التاريخي الملتزم بالحيدة والنزاهة التي تسجل لمؤلف الكتاب.. ليجد كتابه بما احتواه من معلومات جديدة وقيمة طريقة للانتشار والذيوع، وحري أن يكون مرجعاً للمؤرخين والباحثين وأن يكون بداية لبدايات أخرى توثق لتاريخ الهجر والبلدان التي لم يكتب عنها بعد، على الرغم مما لها من أهمية في تاريخنا المحلي.

(1): الدعوة للاستيطان جاءت عام 1334هـ، انظر ص555 وهامش ص557 من كتاب السعوديون والحل الإسلامي، ط 3 لعام 1402هـ.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة