Friday  17/12/2010 Issue 13959

الجمعة 11 محرم 1432  العدد  13959

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

           

وصلتني دعوة من قِبل الجمعية الوطنية الأمريكية لتاريخ الفن للمشاركة في مؤتمر يتزامن مع انعقاد اللقاء السنوي لرابطة كليات الفنون في أمريكا (CAA)، وإذ سرَّتني الدعوة للمشاركة.. إلا أنها أضحكتني في الوقت ذاته... وكما يُقال: «شر البلية ما يُضحك». لم أضحك تهكماً من الدعوة بطبيعة الحال.. ولا من فحواها، ولكني ضحكت محبطة من واقعنا في هذا المجال...أتدرون لماذا؟.. لأن الدعوة التي وجهت لي ولغيري من مؤرخي الفن في الدول التي يُعد مفهوم وعلم تاريخ الفن علماً ناشئاً بالنسبة إليهم، كانت تلك الدعوة لمناقشة منهجية تأريخ الفن لدينا، على أساس أن لدينا «علماً ناشئاً لتاريخ الفن».. ولكن المصيبة أنه لا يزال في مرحلة التكوين.. ولم يُولد بعد رسمياً، بل قد يُصاب بحالة (إسقاط) إذا لم تتم العناية به! فحالنا تجاه تاريخ الفن.. بل الفن بحد ذاته عجيب، نحن لم نع بعد أهميته، لم نع أن الفن الذي مضى على ممارسته في المملكة نصف قرن بحاجة إلى مؤرخين، لم نع أن الأعمال الفنية التي تُنتج بحاجة إلى متاحف وقاعات عرض، لم نع أن المبدعين من الفنانين بحاجة إلى من يمثلهم ويسوِّق أعمالهم، لم نع أن الفن يُشكِّل جانباً استثمارياً هاماً قد يساعد على نمو الاقتصاد إذا ما تم تنظيمه بشكل جيد، لم نع أهمية تزيين الحائط بعمل فني بدلاً من ستارة ذات 4 طبقات! وحقيقة الأمر أن الكل مشترك في هذه (الخطيئة) إذا صح لي التعبير، فجامعاتنا وتُمثِّلها وزارة التعليم العالي لم تر بعد أهمية استحداث هذا التخصص أو أنها لم تر ضرورته الآن؟.. ووزارة التربية والتعليم لم تر أهمية إدراج منهج مناسب في المدارس، ولم تع بعد كل من وزارة الثقافة والإعلام أو الهيئة العليا للسياحة والآثار أهمية وجود متحف للفن الحديث والمعاصر.. أو أنها وعت ولكنها أجَّلت أهمية التنفيذ أو الحاجة إلى توظيف خريجي تاريخ الفن في المتاحف الأخرى القائمة التابعة للهيئة.. أو في المراكز الثقافية التابعة لوزارة الثقافة، أو أنها ببساطة لم تجدهم! ونعود هنا لتحميل وزارة التعليم العالي المسئولية؟.. أو أن المسألة أصبحت جدلية مثل قصة «البيضة» أو «الدجاجة». لذا «ضاعت الطاسة» كما يقولون في نجد، فمن نُحِّمل المسئولية؟ أو من يستطيع بشجاعة أن يتحمَّلها.. أو يُعلن عن مشروع أو مشاريع لحل هذه الفجوة الثقافية في مجتمعنا؟.. هناك حالات فردية ما بين وزير وسفير ومسئول ومديرة مدرسة، يحاولون عن قناعة التغيير.. ولكن العمل بحاجة إلى قيام أهل القرية بالعمل لا فرد فقط..... وللحديث بقية الأسبوع القادم.

 

ايقاع
هل يهمنا الفن؟ (1-2)
د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة