Tuesday  21/12/2010 Issue 13963

الثلاثاء 15 محرم 1432  العدد  13963

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

لقاءات

 

مدير جامعة اليمامة الأستاذ الدكتور حسين بن محمد الفريحي لـ»الجزيرة»:
«اليمامة» صمّمت منهجاً متميّزاً وضعها في المقدمة ومنحها القدرة على المنافسة

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حوار/ أحمد عامر - تصوير/ حسين الدوسري

بدايةً حدثونا عن مسيرة الجامعة وكيف كانت البدايات؟

- جامعة اليمامة هي إحدى الجامعات الأهلية الناشئة والتي بدأت ككلية في العام 2004م، وفي العام 2008م استكملت اليمامة الشروط لتكون جامعة معتمدة من وزارة التعليم العالي، ونتيجة للتوسع والتطور الكبير الذي شهده التعليم العالي خلال العشر سنوات الأخيرة كان لزاماً على الجامعة أن تخط نهجاً متميزاً يضعها في المقدمة ويمنحها القدرة على المنافسة والتميز في جميع التخصصات التي تقدمها، وتفخر جامعة اليمامة كونها أحد الكيانات التعليمية الناهضة والمتميزة في مناهجها المنتخبة، قد شاركت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في تصميمها وأسهمت جامعات وخبرات عالمية في إعدادها، إلى أن اختيرت وفقاً لأعلى المعايير المعتمدة في أرقى جامعات العالم. فضلاً عن أن الجامعة تتميز ببرنامجها المعتمد في اللغة الإنجليزية والذي يعتبر البرنامج الأرقى في العالم، وهذا البرنامج الذي لا يمكن للطالب أن يدخل المجال الأكاديمي قبل أن يجتاز بنجاح تام مرحلة الإعداد باللغة الإنجليزية ليستطيع استيعاب المنهج الأكاديمي والذي يقدم باللغة الإنجليزية. وقد وضعت الجامعة نصب عينيها تقديم التخصصات التي تمثل الحاجة الحقيقية لسوق العمل، على رأسها تخصصات العلوم الإدارية بما فيها المالية والمحاسبة وإدارة الجودة والتأمين وكذلك تخصصات الحاسب الآلي المتضمنة للبرمجة والتجارة الإلكترونية وغيرها، كما أن الجامعة ربطت التعليم النظري في مناهجها بالتطبيق العملي الداخلي والخارجي وأوجدت أيضاً بيئة تعليمية متميزة. إضافة إلى ذلك فقد شيدت المقر الذي يكاد يكون المقر الأرحب والأوسع على صعيد التعليم العالي الأهلي والمجهز بأحدث القاعات والساحات الرحبة والمكتبة المركزية والمنشآت الرياضية والمسرح والعديد من التجهيزات الأخرى التي تسهم في إيجاد وممارسة الكثير من الأنشطة اللاصفية، وكذلك فإن الجامعة توجد اللقاءات بين الطلاب ورجال الأعمال، بحيث أن الطالب الذي يتخرج من جامعة اليمامة يكون ناضجاً ومؤهلاً لسوق العمل، كما تشترط الجامعة لتخرج الطالب ونجاحه ألا يقل معدله التراكمي عن «جيد»، وكل هذه الميزات المذكورة أنفاً والميزات الأخرى التي لم يرد ذكرها لضيق المساحة، تجعل جامعة اليمامة الأكثر تميزاً في إطار المنافسة.

وأضاف: قد تخرج من كلية العلوم الإدارية حتى الآن دفعتان، أي ما يقارب 100 طالب انخرطوا بسوق العمل وتركوا سمعة متميزة لخريجي جامعة اليمامة من خلال مساهمتهم الفاعلة في مجالات العمل تلك ولم يجدوا أي صعوبة في إيجاد الفرص المستحقة في سوق العمل، كما أن الجامعة تتابع طلابها بعد تخرجهم وتتابع مرئيات أصحاب العمل حول جودة أداء خريجيها ومازالت تلمس بشكل واضح الأثر الإيجابي لطلابها في أماكن عملهم. وتواصل الجامعة دائماً دراسة مناهجها وتطويرها لتحقيق أعلى جودة.

المعيار الأمثل للنجاح

شهد قطاع التعليم العالي في السعودية وتحديداً في هذه المرحلة نقلات نوعية كبرى في ظل برنامج خادم الحرمين لتطوير التعليم وبرنامجه للابتعاث الخارجي والداخلي ومشروع جامعة كاوست وغيرها، ذلك الأمر يلقي مسؤولية كبرى على الجامعات الحكومية والأهلية. فكيف تنظرون في اليمامة لحجم هذه المسؤولية وما الأدوار التي ترى الجامعة أن عليها القيام بعبئها؟

- الجامعة جزء من هذا الكيان وكما ذكرت فإن العهد الراهن وخلال العشر سنوات الأخيرة شهد وثبة قوية وزاد عدد الجامعات الحكومية والأهلية بشكل غير مسبوق والتنافس في هذا الإطار يجعل التميز والقدرة على تقديم الأفضل هو المعيار الأمثل للنجاح والبقاء بشكل عام، وعندما ننظر إلى خارطة التعليم العالي في المملكة نجد أن هناك تغيراً جذرياً، فهناك ما يقارب 30 جامعة حكومية و50 كلية أهلية إضافة إلى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي تركز على الأبحاث العلمية التي وفرت لها كل الإمكانيات والتي تمثل الانطلاقة الحقيقية للمملكة ليس فقط على المستوى التعليمي فقط بل كذلك على مستوى البحث العلمي، والملاحظ الآن في جامعات المملكة أن تغيراً كبيراً قد حدث ليس على صعيد كمية البحوث فقط وإنما على صعيد نوعيتها أيضاً، مما يشير إلى حدوث تغير في البيئة والدعم الكبير الذي يشهده البحث العلمي في الجامعات والمشاركة مع الدول المتقدمة في مجال البحث العلمي له دور كبير في هذا التغير، فليس من العدل الحديث عن التعليم العالي دون الاستشهاد بتجربة الابتعاث الخارجي والطفرة التي يشهدها، حيث تبتعث المملكة أبنائها للدراسة في أكثر من 30 دولة من دول العالم المتقدمة، وتوفر الدولة للمبتعث كل الظروف ليحصل على أفضل فرص التعلم، ليشكلوا نقلة على مستوى النهضة التنموية عند عودتهم إلى المملكة حاملين معهم الخبرات الجديدة والكبيرة في بلدنا النامي من خلال حدوث التمازج بين تجارب المبتعثين والموروث الحضاري في بلادنا، مما يختصر الطريق لوصول المملكة إلى مراكز متقدمة في تطورها على كافة المستويات الاقتصادية والتعليمية والفكرية والعلمية والثقافية وبالتالي حدوث النهضة الحضارية.

تلمس حاجات السوق

ما الرؤية الإستراتيجية والمستقبلية لهذا الصرح الأكاديمي المميز، وإلى ماذا تهدف؟

- الهدف الرئيس لجامعة اليمامة هو تخريج جيل شباب متعلم ومتمكن وقادر على الانخراط في سوق العمل بكل يسر وسهولة، وهذه هي في الحقيقة رؤية وهدف الجامعة تنطلق منه. أما على صعيد المستقبل فالجامعة دائماً تضع نصب عينيها المحيط الذي تعيش فيه وتتلمس حاجة سوق العمل؛ فعلى سبيل المثال تعمل الجامعة حالياً على إيجاد مجموعة من التخصصات المطلوبة في سوق العمل والتي استقيناها من خلال الاستبانات والاستفتاءات التي تجريها الجامعة عادة من خلال توزيعها على الطلاب ورجال الاعمال، فتعتزم الجامعة طرح برنامج في الاقتصاد، في العام القادم وبرنامج آخر في مجال إدارة الأعمال العائلية، حيث إننا كما نلاحظ ان إدارة الشركات والأعمال في المملكة تخضع في الغالبية منها لملكية عائلية ومن هذا المنطلق فإن اليمامة تسعى دائماً إلى تلبية الحاجة الحقيقية للمجتمع وأن تحدث نقلة نوعية في برامجها.

نظرة بعيدة لبرنامج المنح

اعتمدت العديد من جامعات المملكة الأهلية برامج المنح الداخلية وفي طليعتها جامعة اليمامة.. برأيكم كيف سيكون انعكاس هذا الأمر على تطوير التعليم العالي في المملكة؟

- أعتقد أن برنامج المنح يجب أن ينظر إليه من زاوية واسعة وليس المقصود فيه فقط تخفيف العبء المالي على أولياء الطلاب، بل إن أهدافه تذهب بعيداً عن ذلك حيث فتح برنامج المنح آفاقاً واسعة أمام الطلاب للانخراط في الدراسة في الجامعات الأهلية التي تتوفر فيها كافة الإمكانات من حيث المناهج وبرنامج اللغة الإنجليزية، وجعل هناك إمكانية لتوجه الطلاب المتميزين أيضاً الى الجامعات الأهلية مما سيسهم في تحسين المخرجات وصنع سمعة جيدة للتعليم العالي في المملكة من خلال قيام الجامعات الأهلية بجزء مهم من عبء التعليم العالي إلى جانب الجامعات الحكومية وفق أفضل معايير الجودة التي لاشك ستنعكس على العملية التنموية في البلاد.

صناعة التميز ورسالة الجامعة

* هيئات التدريس في الجامعات تعتبر واحدة من العناصر المهمة للارتقاء والتطوير في مناهج البحث وطرق التدريس.. فهل ترون أن ما وفرته الجامعة من كوادر تلبي طموحاتكم واحتياجات الجامعة؟

- الجودة والمستوى هي منظومة لن تكتمل إلا باكتمال كافة عناصرها، فلو تحدثنا عن جانب الهيئة الأكاديمية إلى جانب الحديث عن المناهج والبرامج التعليمية والتجهيزات، فإن للهيئة الأكاديمية دور كبير في صناعة التميز في أداء رسالة الجامعة، واليمامة تحرص كل الحرص على استقطاب الكفاءات المميزة، ومن المعروف أن استقطاب كفاءات من هذا النوع يتطلب إنفاقاً كبيراً. ولنكن دقيقين جداً فإن «اليمامة» تحولت من كلية إلى جامعة منذ سنتين ونحن نعيش في بلد يشهد تنافساً كبيراً على استقطاب الكفاءات، واليمامة في رحلة تحولها القصيرة من كلية إلى جامعة نجحت ووفقت إلى حد كبير في استقطاب أعضاء مؤهلين ولو اطلعتم على إعلانات الاستقطاب التي تنشرها الجامعة سواء على موقعها أو في الصحف؛ ستلاحظون الاشتراطات التي وضعتها وفي مقدمتها شرط (التأهيل الغربي)، ومنذ بداية العام الحالي 2010م، لم تستقطب اليمامة أقل من حملة الدكتوراه من جامعات غربية، ويبقى أمامنا بعض الوقت لنكون قطعنا الشوط الأكبر باتجاه أن يكون أعضاء الهيئة التدريسية جميعاً من حملة شهادة الدكتوراه الغربية المتميزين.

مشاركة فاعلة في الحراك الاجتماعي

جامعة اليمامة لعبت دوراً فاعلاً في إطار محيطها الاجتماعي منذ أن كانت كلية وحتى بعد تحولها إلى جامعة لاحتضانها شريحة نخبوية ومهمة من أبناء المجتمع، وجهودها في إطار تعزيز الروابط الاجتماعية.. كيف ترون دور الجامعة في هذا الجانب؟

- أيّ جامعة توجد بأي مجتمع ترضى لنفسها أن تتقوقع على نفسها وتنعزل عن مجتمعها؛ هي جامعة غير ناجحة بكل تأكيد، أما الجامعة التي ترى نفسها جزءاً من مجتمعها كجامعة اليمامة التي تحرص كل الحرص على الانفتاح على مجتمعها سواء من خلال العمل الخيري أو التوعوي، الذي دائماً تحرص الجامعة على الحضور والمشاركة فيه، والآن الجامعة تستعد لافتتاح كلية بعد أن يتم اعتمادها تحت مسمى «خدمة المجتمع والتعليم المستمر» لتكون أقرب من المجتمع واحتياجاته، والجامعة أيضاً لديها برامج عديدة في مجال خدمة المجتمع ضمن برامج السياحية والمالية والمحاسبة وغيرها، ولدى الجامعة العديد من التعاقدات في هذا الإطار مع صندوق تنمية الموارد البشرية والصندوق الوطني الخيري وهيئة السياحة والاستثمار وغيرها، يأتي ذلك لدور الجامعة في تلمس حاجة المجتمع بكافة شرائحه، كما تعمل دائماً على أن تكون جزءاً منه من خلال مشاركتها الفاعلة في الحراك الاجتماعي.

المصداقية والأمانة

تطبيق معايير الجودة أصبحت مؤشراً مهماً لقياس تطور مختلف المنشآت الحكومية والأهلية، فما هي أبرز معايير الجودة التي تطبقها الجامعة في إداراتها وعماداتها ومرافقها المختلفة؟

- لعل من حسن الطالع أن المملكة في الفترة التي تشهد فيها طفرة على صعيد التعليم العالي عملت على إيجاد هيئة مختصة بالجودة وهي «الهيئة الوطنية للاعتماد الأكاديمي» والتي تملي على القطاعين العام والخاص العناية بالجودة والجودة ليست شعاراً فحسب وإنما بالفعل والمصداقية والأمانة، وبالتالي لابد أن تؤخذ كل العناصر والمعايير التي تحقق الجودة، إضافة إلى أن الجامعة أوجدت «إدارة للجودة» تعمل بالقرب من عمادات كل الكليات وفرضت الجامعة أيضاً على كل الكليات أن تشكل لجان تقوم بتطبيق أعلى معايير الجودة في أداء أعضاء هيئة التدريس واستشفاف مرئيات الطلاب عن أعضاء هيئة التدريس وعلى البيئة التعليمية وعلى المناهج والتعليم، وكذلك فإن الجامعة أبقت على روابط مباشرة مع الخريجين وتقف على مرئيات أرباب العمل حول أداء هؤلاء الطلاب، فالجامعة تعمل وفق حلقة من المعايير لتتأكد من أن أداءها لرسالتها ومهمتها يتم وفق أعلى معايير الجودة التي تحقق رغبة مجلس أمناء الجامعة وإدارتها كافة.

توازن بين التعليم الجامعي والتعليم المهني

ملاحظات وانتقادات عديدة تدور حول مخرجات التعليم العالي في المملكة في كونها لا تراعي احتياجات سوق العمل، هل راعت جامعة اليمامة في تخصصاتها هذا الجانب، وماهي أبرز البرامج والخطط الأكاديمية التي أتخذتها الجامعة لضمان مواكبة إحتياجات سوق العمل في المملكة؟

- أعتقد أن جامعة اليمامة كونها حديثة استفادت من التراكم الذي كان موجوداً، وربما سبقت جامعات أخرى «اليمامة» قبل أن تتحول إلى جامعة، وربما تكون قد قصرت في أداء رسالتها وفقاً للإمكانيات التي كانت متاحة لها إلا أنها سعت بكامل طاقتها المتاحة خلال السنوات الأخيرة في محاولة جادة لتجاوز التقصير ومعالجته، وبالتالي فإن جامعة اليمامة درست أوجه القصور التي كانت موجودة في أداء الجامعات السابقة لها، وخرجت بنتائج مهمة تتمثل في إيجاد وتوفير التخصصات التي تمثل الاحتياج الحقيقي لسوق العمل مثل البكالوريوس في المالية والمحاسبة ونظم المعلومات والتسويق والحاسب الآلي والجودة والتأمين وغيرها، كونها تخصصات مطلوبة وبإلحاح في سوق العمل، كما أنه في السابق كانت الجامعات السعودية تزخر بالكليات النظرية أو الأدبية التي لم تكن تلبي احتياج سوق العمل. والأمر الملاحظ أنه لم يكن هناك تناسب بين توجه الطلاب والمنشآت التعليمية حيث إن المنطق يقول بأن خمسين بالمائة من الطلاب ينبغي أن يكملوا تعليمهم الجامعي والخمسين بالمائة الباقية ينبغي أن يذهبوا إلى التعليم المهني، فمثلاً في العام الماضي كان خريجو الثانوية يتجاوز عددهم 300 ألف طالب، 90 في المائة منهم التحق بالتعليم الجامعي، فكان ينبغي أن يكون هناك توازن بين التعليم الجامعي والتعليم المهني بحيث يكون هناك 50 في المائة على الأقل ممن يتوجهون إلى التعليم المهني حتى نستطيع أن نسعود الأعمال والصناعة بنسبة عالية.

إفرازات الأزمة المالية

تنظم الجامعة «المنتدى الأول للمالية والمصرفية الإسلامية»، وهو العنوان الذي ما يزال بحاجة لبذل الكثير من الجهود المتخصصة كهذا الجهد المقدر للجامعة لتأطيره بلوائح وقوانين تساهم في رسم الصورة المشرقة التي تبدو إسقاطاتها واضحة في الولايات المتحدة وأوروبا التي بدأت في وضع هذه الأطر وتقنينها لتتم الاستفادة منها خصوصاً بعد الأزمة المالية العالمية وتابعاتها، هل لكم أن تكشفوا لنا عن أهدافكم والنتائج المرجوة والمتوقعة أيضاً من بعد هذا المنتدى على المستوى المحلي؟

- بصراحة كوني لست مختصاً سواء مالياً أو شرعياً، فسأتحدث إليكم في هذا الخصوص بشكل عام، وكما تعلمون بأن العالم كان يتعرض خلال العامين الماضيين لأزمة مالية ما يزال يعيش نتائجها حيث أفلست شركات كبرى وزالت كيانات كبرى نتيجة لهذه الأزمة، وخلال هذه الأحداث رأت جهات مالية عالمية أن المصرفية الإسلامية والنظام المالي الإسلامي كان الأقدر على إدارة وتجاوز هذه الأزمات، من هذا المنطلق فإن بنوكاً أوروبية أسست أقساماً لتعلم مهارات المالية والمصرفية الإسلامية، وهنا رأت اليمامة أنه ومن واجبها في خدمة المجتمع المالي أن تستضيف شخصاً له باع طويل وشأن خاص وقوي لكي يشارك بآرائه وأفكاره عن المصرفية الإسلامية لتكون مساهمة اليمامة فاعلة في هذا الإطار ولتقديم خلاصة الخبرات الطويلة لهذا الخبير الكبير لطلاب الجامعة والراغبين في الاطلاع على الآليات التي ساهمت في خروج البنوك الإسلامية من دائرة الأزمة وخطرها.

محفزات الالتحاق بالجامعة

ما الدوافع التي تحفز الكثير من الطلاب والطالبات على الانضمام إلى صفوف الجامعة الدراسية، وهل ترون أن انخفاض رسوم الدراسة يمكن أن يكون السبب الرئيس في ذلك؟

- لا طبعاً؛ فلو كانت الرسوم هي المعضلة لكانت الجامعات الحكومية الأكثر استحواذاً من الجامعات الأهلية، والمميزات التي توفرها جامعة اليمامة هي العنصر الأكثر أهمية في استقطاب الطلاب، فأصبح العامة يتمتعون بالوعي والإدراك الكافي ليقرروا إلى أي جامعة ينبغي أن يلتحق بها أبنائهم من حيث سمعة الجامعة وقدرتها على توفير الفرصة الأميز في الحصول على الوظيفة ذات المستوى العالي بعد التخرج.

البقاء للأكثر تميزاً وقدرة

التوجه نحو التعليم العالي الأهلي في المملكة وجد دعماً كبيراً وتشجيعاً مستمراً من القيادة الحكيمة، فما الذي تتوقعونه من هذا القطاع للإسهام في دعم خطط التنمية المستقبلية للبلاد؟

- بالطبع إذا أخذنا بالاعتبار أن المملكة بلد نامٍ وفيها نسبة نمو سكاني تتجاوز 2.5 في المائة سنوياً، وهناك حرص شديد وإقبال كبير على التعليم الجامعي وبالتالي فان المنشآت التعليمية الأهلية القوية ذات الحرص على الجودة لها فرصة جيدة إذا أحسنت اختيار التخصصات التي تخدم التنمية وأحسنت توظيف كل العناصر المتوفرة لها لتخريج عناصر وطنية شابة ومؤهلة لتحقيق التنمية الوطنية. وأعتقد بأن الجامعات الأهلية سيكون لها دور متميز، ولن يكون هذا الدور إلا من نصيب الجامعة التي تتمكن من إثبات جدوى مشاركتها في هذا القطاع الذي سيشهد غربلة ومصاعب، وسيكون البقاء للأكثر تميزاً وقدرة على تقديم الأفضل والأميز.

إقبال متزايد

أكدتم تصريحات صحفية نشرت مؤخراً؛ أنه بالمقارنة بين العام الماضي والعام الدراسي جديد حققت جامعة اليمامة زيادة تصل إلى 30 في المائة في نسبة القبول بين الطلاب والطالبات، فهل وضعت الجامعة خططاً للتوسع وزيادة عدد التخصصات في إطار هذا الإقبال المتزايد؟

- الجامعة كما ترى لديها مجال رحب ومرن للتوسعة والاستيعاب، مع التأكيد على حفاظ المستوى وعلى الالتزام بالمعايير بجودتها العالية، وتشهد جامعة اليمامة زيادة سنوية في عدد الطلاب رغم المنافسة الشديدة ولعل هذا من دواعي اعتزازنا وفخرنا بما تقدمه اليمامة. إلا أن اليمامة ما تزال قادرة على استقبال الزيادات المحتملة للخمس سنوات المقبلة.

الأستاذ الدكتور حسين الفريحي، يمتلك سيرة ذاتية متميزة يتوق القارئ للاطلاع على نبذة من السيرة العلمية والعملية المتميزة؛ منذ الدراسة الجامعة وحتى قيادة هذه الجامعة البارزة؟

- في الحقيقة حسين الفريحي لم يكن جديداً على التعليم، فصحيح أنني بالدرجة الأولى طبيب، ولكن طبيب أكاديمي، فقد توفرت لي الفرص أن أجمع بين الناحية المهنية والأكاديمية حيث انتسبت إلى جامعة الملك فيصل بالدمام عام 1395هـ، وعملت معيداً حتى وصلت إلى درجة أستاذ، ثم انتقلت إلى جامعة الملك سعود وانخرطت بالسلك الأكاديمي من كوني معيداً وحتى درجة أستاذ، ومارست العمل الأكاديمي الإداري من رئاسة أقسام، إلى وكالة كلية، وصولاً إلى عمادة كلية، ما يعني أني لم أنقطع عن العمل الأكاديمي الممزوج بالعمل المهني كطبيب، تضمنت عملي في هيئة التخصصات الصحية على مدى 13 سنة، إلى أن انتقلت إلى جامعة اليمامة، فكان من بين مهام الهيئة التدريب في المجال الطبي وكل الزمالات الطبية التي وصلت إلى حوالي 60 زمالة جميعها كانت في الهيئة، حيث كان هناك تدريب وامتحانات واختبارات أي أنها كانت أيضاً عملاً أكاديمياً وهذا جعلني أشعر دائماً بأني لم أخرج يوماً من مجال العمل الأكاديمي. فعندما رشحني القائمون على جامعة اليمامة لتسنم إدارة الجامعة كانوا يدركون تماماً هذه الخلفية الأكاديمية الكفيلة بإدارة الجامعة.. ومن هنا فأني أرى أني أكاديمي ومهني.

في ختام هذا اللقاء الممتع، نسأل الله لكم التوفيق في قيادتكم جامعة اليمامة، متمنين لكم مواصلة النجاح ومسيرة التميز للإسهام في تنمية وتعزيز كفاءات هذه البلاد الغالية. ونود كلمة أخيرة من سعادتكم؟

- أشكر لكم هذا اللقاء الذي أتاح لنا الفرصة لأن نطل على قارئ «الجزيرة» التي نعتز بعلاقتنا بها وبإدارتها حيث تربطني علاقة قوية برئيس تحريرها الأستاذ خالد المالك منذ أن كنا زملاء دراسة. كما نرحب دائماً بتعزيز الروابط بين «الجزيرة» الصحيفة المقروءة في رحاب الجامعة بشكل كبير والتي يسرها أيضاً الحفاظ على هذه العلاقة وتعزيزها بكافة الجوانب.

أجرت صحيفة «الجزيرة» لقاءً موسعاً مع الأستاذ الدكتور حسين بن محمد الفريحي مدير جامعة اليمامة، التي تعدّ أحد الصروح العلميّة الفاعلة في مجال التعليم الأهلي في السعودية، وذلك لإلقاء الضوء على تجربة الجامعة على ما وصلت إليه الجامعة بعد رحلتها الزاخرة بالمنجزات منذ التأسيس وحتى اليوم.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة