Saturday  25/12/2010 Issue 13967

السبت 19 محرم 1432  العدد  13967

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

إنّا على فراقك لمحزونون
منيرة بنت صالح المحيميد

رجوع

 

في يوم الاثنين الموافق 9-12-1431هـ انتقل إلى رحمة الله تعالى الوالد الزاهد الغالي صالح بن علي المحيميد في بلدة النخلات بعد مرض ألمّ به صعقنا بخبر وفاة الوالد الغالي، فالله أكبر ما أشد المصيبة وما أعظم الخطب الذي ألمّ بنا لوفاة الوالد الغالي قرة عيني لأول مرة أشعر أني غير قادرة على التعبير أحاول أن أعزي نفسي وجميع أهلي بنبأ وفاته فتخونني يدي ويمتنع قلمي كل ما استطعت فعله في تلك اللحظات هو أن أطلق العنان لتلك الدموع والعبارات والشهقات المتواصلة التي لا تريد أن تهدأ أبداً.. بكيتك والدي أيها العزيز والغالي حزناً وبكتك بلدة النخلات شيباً.. وشباناً.. ونساء.. وأطفالاً.. وعمالاً، الكل لك في قلبه نصيب من الحب العامر والبر والإحسان واروك في التراب فيا حرقة الفؤاد أن نثرنا الثرى على محياك الكريم نثرنا أفئدتنا وليس غير ذاك ثانٍ فلك السلام والدي الغالي يوم أن صافحتك الدنيا بيمينها ويوم أن تركتها غير مبال بنعيمها وعيشها الفاني.

وا أسفاه على الأب العزيز.. وا أسفاه على الأب الغالي.. وا أسفاه على الأب الزاهد فكم هي الأحزان والآلام عندما تكون ممزوجة بالحسرة والندامة وكم هي الدموع مريرة عندما تكون محفوفة بالقهر والهزيمة نعم إن بنا لحسرات كثيرة وإننا لمهزومون أمام بوابة الفجيعة وإننا لمحروقون لما في صدورنا من آلام وحيرة.. لقد عرفته وعرفه غيري نقي السريرة طاهر الفؤاد ذكاراً شكاراً زاهداً وصبوراً.. أنموذج وقدوة حسنة - راق في تعامله وبساطته ورائع في إنسانيته وعفويته لا تسمع لوالدي تمجيداً للدنيا ولا لشيء من زخارفها في حضرته فيرجو أن يكون ذلك علاقة رضاء ومحبة من الله له إذا نظرت إلى تعامله مع الناس وجدته أكرم الناس خلقاً وأحسنهم معاملة وإذا نظرت من جهة الأبوة تجده نموذجاً للأب لا أقول هذه الكلمات مدحاً أو غلواً في الرثاء لأنه والدي بل هي حقائق صادقة بالحق ناطقة يعرفه كل من عاشره وعرفه عن قرب وإنه لشاهد عدل على صلاحه وصلابة دينه وورعه وإنه والله من كان ممن طال عمره وحسن عمله فتعددت محاسنه وفضائله ومكارم أخلاقه.

لا لحظات عصيبة عشناها يحيطها الحزن والآلام لا شك أن الوالد سيترك فراغاً كبيراً في نفوسنا وسيترك جرحاً من الصعب التئامه.. رحلت أيها الطاهر عن هذه الدنيا الفانية واصلت إلى دار البقاء والنعيم الدائم بإذن الله تعالى.. إن كنت قد ودعتنا بجسدك وأفعالك الخيرة.. فإن خيالك سيبقى ماثلاً أمام عيني إلى الأبد..

إن شاء الله ستكون يا أبي قرير العين فلقد خلفت بإذن الله تعالى أبناء صالحين سينهجون نهجك ويتبعون وصيتك.. وإنني كواحدة من أبنائك تلقيت نصحك وتوجيهك لأشعر بحزن كبير وأسى بالغ لأننا فقدنا بفقدك الأب الحنون.. والموجه الناصح والمربي الفاضل ولكن عزائي أنه رحل إلى رب كريم رحيم وأن حياته كلها حافلة بجميل الأفعال.. وكريم الأعمال.. فما أصعب الفراق.. وما أقسى قولنا رحمه الله.. بعد قولنا.. حفظه الله..

هذه سنة الله في خلقه و{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}..

أسأل الله أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يغفر له ويرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى في الجنة وأن يعفو عني وعنه برحمته وعفوه وكرمه سبحانه.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة