Sunday  26/12/2010 Issue 13968

الأحد 20 محرم 1432  العدد  13968

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وَرّاق الجزيرة

           

يقول المهلب بن أبي صفرة، وهو ممن عاش وتوفي في القرن الأول الهجري (عجبت لمن يشتري العبيد بماله، ولا يشتري الأحرار بأفعاله!)، وهذه الجملة القصيرة درس بل منهج حياة وتعامل، فأنت قد تشتري عبداً تملك حياته بمالك ودراهمك، وهذا أمر معروف في تاريخنا، إلا أن المهلب يستغرب ممن يشتري العبد بماله، ويقصر في تعامله مع الآخرين، وهو قادر على أن يأسرهم بل يتملكهم بحسن خلقه ومواقفه المثالية.

الكرم له حضوره الطاغي في تراثنا، وحق له ذلك إلا أن المواقف الرجولية والإنسانية لها حضورها في ثقافتنا وتاريخنا، وقد نقلت لنا كتب التاريخ مواقف عن النبي الرحيم الكريم عليه الصلاة والسلام، وآخرين من سادات البشر وأعلام القرون الماضية بأنهم أسروا الآخرين بأفعالهم الطيبة وبسلوكهم الكريم وأضرب على ذلك بأمثلة كلنا عرفها، وهو العفو عند المقدرة والإحسان إلى من أساء إليك، والتغافل عمن أراد بك سوءاً، وغض الطرف عن سلوك مشين ليعتدل صاحبه مستقبلاً، أو عدم مواجهة المسيء بإساءته حتى يعتدل ويتوب من تلقاء نفسه مع العلم به والقدر على مواجهته بجرمه. كل هذه الجوانب من الصفات التي نأسر الآخرين بها، وهي مما ورد في إرثنا الديني وتاريخنا العربي، لكنها الأقل تطبيقاً.

وعلى كل الأحوال هذه الصفات تزيد وتنمو وتكبر إذا صاحبها كرم مادي بدون شك، ولكن حديث المهلب بن أبي صفرة يؤكد جانباً مهماً وهو أن التعامل الراقي سبب في نشوء علاقة أرقى مع الآخرين وبخاصة حين يصاحب ذلك كرم مادي وكرم أخلاقي، وبذلك يكون هذا الإنسان ممن حاز الفضل من شقيه، وهم حاضرون بمجتمعنا، وفي قلوبنا، وقبل ذلك لا تغيب سيرهم عن تدوين المدونين وأقلام الكتاب والموثقين.

للتواصل :فاكس - 2333738

tyty88@gawab.com
 

رسالة من المهلب!!
يوسف بن محمد العتيق

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة