Monday  27/12/2010 Issue 13969

الأثنين 21 محرم 1432  العدد  13969

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

حين نراجع المحصلات الإحصائية لاستخدام الشبكة العنكبوتية لشتى الأغراض بين فئات المجتمع، ونجدها ترتفع نسبة عن أي دولة خليجية، بل تفوق بعض دول العالم، فلا نذهب في دهشة، ونضرب أخماسِ حسرتنا في أسداسِها على هدر وقت، أو خسارة قيم، أو التقاط عادات مستحدثة، ذلك لأن هناك من سخر هذه الوسيلة إيجابا مع حاجات تنمية، وتطوير أساليبهم في العمل، والتفكير، والإنجاز، أي أنهم بدلوا مفهوم الحرية غير المسؤولة في استخدام هذه الوسيلة، لحرية مسؤولة، تجعل الفكر يتفاعل مع هذا المنجز من أجل محصلة نهائية، هي نتائج تسخيره للفائدة منه، حيث تنصب في النهاية في صالح العمل.. وبذلك يصبح هذا السلوك مع هذا المنجز، إنجازا آخر أكثر قراءة لغيبيات النتائج..

هذا ما حدث من معلم في المدرسة الابتدائية «الزبرقان بن بدر» في مدينة جدة.. هو (محمد بن فريحان الحارثي)، فقد قرأت ما ذكرته عنه «العربية نت»، بأنه قام بإنشاء موقع إلكتروني خاص بفصله التعليمي، جعله على الهواء ليشاركه آباء الطلاب والمشرفون والإداريون العملية التعليمية داخل الفصل حية على الهواء..,

وهو بهذا العمل، وفي أثناء أدائه في التدريس اليومي داخل الفصل، ومع تفاعل طلابه مع هذه العملية، بوصفه وهم أجزاءً فيها، وبمصاحبة الوالدين، والإدارة، وكل من له مساس بعلاقة أسرة، وتعليم، قد كوِّن فريقا واحدا، وهم المسؤولون المتشاركون في النتائج..,

ولا يخفى، أن هذه العملية في حيزها الزمني الممثل في «وقت الحصة» الدراسية، تتمحور حول عناصر المنهج، طلابا يتلقون, ومعلما ينفذ، بأداء يمِّكن من تحقيق أهداف، وتقديم محتوى، وتقييم مجز، وحصاد منتج..،

كما لا يخفى، أن صدور المعلمين عادة، تضيق بالمرشدين حين زيارت الفصول للوقوف على هذه العملية وتقييمها، لمرات خلال الفصل الدراسي .. فكيف، وقد أتاح هذا المعلم، بكل إمكانات ثقته الشاسعة، وأريحيته الشفيفة، ووضوح منهجه التربوي، للملأ من الآباء والمديرين، والمشرفين، متابعة العملية التدريسية داخل الفصل، حية على الهواء، في الوقت ذاته الذي تجري فيه، داخل حيزها المكاني «الفصل الدراسي»..؟..

إنه بذلك يحيل الأدوار لأصحابها، كما يؤكد دوره منها.., فهم شركاء..

وهو بهذا الموقع الإلكتروني المباشر، يمكِّن أيضا دور الطالب ذاته، من ذاته، ويربط همته بمسؤوليته عن نفسه، حيث يحفظ لهم إجراءات الدرس، لمراجعة وثائقه المسجلة، المحفوظة في ملفات داخل الموقع..

وكما هي متاحة للمراجعة في أي وقت، لأي من هذه الفئات، الآباء والطلاب.. فإنها متاحة لدور الإدارة في تتبعها.. بل قد يمتد الأمر لأن يتم تقويم، ومراجعة عناصر المحتوى، ومدى مواءمته مع الزمن للحصة، وعدد الطلاب في الفصل، وتوزيعهم بناء على فروقهم الفردية..، للجهات المسؤولة عن التخطيط، والتنظيم، إضافة إلى ما يؤدي هذا الكشف، إلى مباشرة المتابعة لنتائج تقويم، تكون في صالح التعليم، والمعلم ذاته..ومراجعة ما يتطلب التغيير اللازم، أو التحديث الملح.

وكل ذلك من شأنه أن يمكِّن من توسيع التجربة، بتعميمها رسميا ونظاميا على نطاق أوسع بين المعلمين..

إن المعلم (محمد فريحان الحارثي)، لم تقف به مهاراته، في تحديث أساليب تدريسه عند حدود تهيئة الدرس، ومحصلاتها النهائية، بل عمل على الاستفادة الكبيرة من وسيلة حديثة، هي للمبدعين في أعمالهم ، وسيلة تمكنهم من ابتكار خط يربطهم بمتاحاتها الوفيرة الكثيرة ، وبميسراتها العديدة والمرنة، وقد أبدع فطور من العلاقة بينه معلما داخل الفصل، وبين طلابه، و بوصفهم أبناء لآباء يشاركونه المسؤولية، فربطهم في هذا الموقع الهوائي المباشر المبتكر، بحيوية الدرس في وقت أدائه، كما جعلهم أمام ملفات مسجلة فيها كل خطوة، وكلمة داخل الفصل، كأنه يقول لهم: الأمانة تقتضي أن تكونوا شهداء على ما أفعل، وشهداء على أداء أبنائكم.., وهم جميعهم تحت عين الله تعالى، الشاهد الأول..

ربما مثل هذه التجارب تكلف صاحبها، لكنها في النهاية، ترفع عنه أعباء الأمانة، وتضعها في أكف غيره.. وتجعله طليقا كما الطير..كلما حط في فصله، أثمر..

حيوا معي محمد الحارثي، معلم الابتدائية في مدرسة « الزبرقان بن بدر» بمدينة جدة،...

ولعلنا نحظى منه، أو من مدرسته برابط الموقع..

 

لما هو آت
تجربة المعلم «محمد الحارثي»...
د. خيرية إبراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة