Tuesday  28/12/2010 Issue 13970

الثلاثاء 22 محرم 1432  العدد  13970

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

بات من غير المستغرب وقوف مملكتنا الحبيبة مع أشقائها العرب والمسلمين في الأزمات الاقتصادية والسياسية، وتوفيقها بين وجهات نظر الفئات المتعارضة بما يحقق الاستقرار لهم. ولقد تواترت المساعدات بأنواعها منذ توحيد المملكة وحتى الساعة بما يشعرنا - نحن المواطنين - بالفخر أمام أشقائنا وأصدقائنا المحتاجين لمد يد العون لهم.

ولم تكتف الحكومة بالقيام بذلك الدور بل أذنت وشجَّعت شعبها النبيل على البذل فأصبح من المألوف مشاهدة حملات التبرعات بشكل متكرر، ومتابعة الطائرات المجدولة للدول المنكوبة. ولم تقف الجهود عند ذلك الحد بل رافقها بناء المساجد وتشييد المستشفيات وفتح المدارس الإسلامية في أصقاع الدنيا، واستضافة أبنائها للدراسة في جامعاتنا، ليعودوا بعدها معلمين وحاملي لواء الدعوة ورواد تصحيح العقيدة بما يتفق مع المنهج الإسلامي الصحيح.

وكان من الجميل الاطلاع على جهود بلادنا الحبيبة في خدمة القضايا الإسلامية عن كثب، من خلال ما هيأته لنا الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة على مدى ثلاثة أيام عبر مؤتمر عالمي تضمن عدة جلسات شملت مائة بحث فضلاً عما تضمنه من حوارات مع رموز عربية وعالمية كانوا شهداء العصر على جهود كالشمس لا تغطيها كف الجحود! وكانت بالفعل رداً قاطعاً لمن يشكك في هذه الجهود وبأنها تخدم مصالح محضة دون النظر للمجال الإنساني البحت. والمتأمل في صفحات الأيام والمقلِّب في أوراق التاريخ يدرك أن تلك الجهود هي إيفاء بوعود قطعتها حكومة المملكة على نفسها منذ قيامها بما يقتضيه الواجب تجاه أشقائها.

وإني لآمل أن يأتي يوم يعقد فيه مؤتمر عالمي يذكر جهود الجامعة الإسلامية ودورها في خدمة القضايا الإسلامية والاجتماعية داخل المملكة وخارجها.

ولا أخال منصفاً يغفل عن تلك الجهود ولاسيما دورها الرائد في زرع الثقة والجرأة والطموح في نفوس طلبتها المغتربين، وهو ما لمسته أثناء انعقاد المؤتمر حين بادر أحد طلبة البكالوريوس من جزر القمر بالتعليق على ما جاء في أحد البحوث متحدثاً بلغة عربية فصحى وطموح يعانق الجبال ويعدنا أنه سيلتقي بنا في ذات القاعة بعد عشر سنوات حاملاً شهادة الدكتوراه مقارعاً الباحثين والمشاركين؛ بما يؤكد أن سر نجاح الجامعة العريقة هو القيادة البارعة التي استطاعت نفض غبار الجمود في وقت قياسي، وإعادة تشكيل أهداف الجامعة بهاجس بناء فكر الفرد قبل تعليمه بما يتواءم مع الفكر التنويري الحديث دون إخلال بالثوابت، وهو ما خطط له وينفذه باقتدار مديرها الفذ الدكتور محمد العقلا وزملاؤه، حيث استطاع في المؤتمر بالذات وما سبقه من مؤتمرات أن يجمع أطياف المجتمع وطوائفه من داخل المملكة وخارجها تحت مظلة الرضا والانسجام، وسيحسب له التاريخ ذلك وستحتفظ به الذاكرة التي غيَّرت الانطباع السائد بأن التقليدية مرتبطة أبداً بالفكر الإسلامي برباط وثيق لا تكاد تنفك عنه.

ولا ريب أن ما شاهدناه في المؤتمر وعلى هامشه؛ ما هو إلا انفتاح على الآخر، واحتواء وتقبّل له مهما كان وجه الخلاف والاختلاف، وهو ما قلل من مشاعر التوتر، وخفف من أحاسيس الإقصاء المعتادة!!

والواقع أن الحديث عن التاريخ الإسلامي الحديث وحالة الفرقة والانقسام التي تعتريه قد نقَّض جراحنا وهيّض مهجنا وأثار شجوننا دون ذكر صريح لقائد الشقاق ومهندس الفراق! ونحن المسلمين الذين تجمعنا كعبة مشرّفة بينما تفرقنا كرة قدم صغيرة! وحري بشعوبنا أن تقرر مصيرها بيدها بمباركة قادتها وأفكار حكمائها وسواعد شبابها.

فأمامنا جيل آن له أن يقرأ تاريخاً بلا مرارة ويشاهد جغرافيا دون تقسيم ويعيش شريعة بلا تصنيف ويسمع عن شجاعة بغير دماء.

فقد مللنا الدماء والدمار، لذا نريد سلاحاً حضارياً أساسه فكر متفتح ونتائجه بناء يطاول السحاب يستمطر الاستقرار لشعوب طال بكاؤها على الأطلال.

rogaia143 @hotmail. Comwww. rogaia. net

 

المنشود
الدور التنويري للجامعة الإسلامية.. ونجاح مؤكد
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة