Wednesday  29/12/2010 Issue 13971

الاربعاء 23 محرم 1432  العدد  13971

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

طقوس يوم الجمعة التي تجتهد امرأة مشغولة مثلي على إبقائها والحفاظ على تلازمها وغرسها أفسدها إمام أحد مساجد حينا في شمال الرياض.

أنتظر دائماً عودة أبنائي مع والدهم من صلاة الجمعة لنستكمل الطقوس الجميلة -البخور-القهوة - سماع خطبة الحرم- لكن الأسبوع الماضي كان على غير المعتاد، كنت أكتب سلسلة مقالات (تداخل الديني بالاجتماعي في الخطاب الرافض لحضور المرأة) وحين دخل ابني الصغير قال مبتسماً: فاتك يا ماما كلام الخطيب اليوم، يقول المرأة ما يجوز تعمل إلا لضرورة لأن الأفضل ألا تخرج من بيتها إلا إلى قبرها على آلة حدباء محمولة! كنت أود ألا اضطر إلى القول بخطأ الخطيب وإن هذا رأيه الاجتماعي الخاص المرتبط بنظرته للمرأة وماذا تمثل! ليس هذا رأي الدين وإلا ما كنا قرأنا ما قرأنا عن مشاركة المرأة في الشأن العام على مر التاريخ الإسلامي.

كنت أود أن أبقي صورة إمام المسجد مثلما أبقي صورة المعلم نزيهة تحاول بصدق أن تقدم الحقيقة حتى لو جانبها الصواب.

لكن تزييف الوعي المجتمعي باستغلال منابر يوم الجمعة من فئة قليلة للحديث عن آراء خاصة وإلباسها لباس القداسة الدينية لا وسع لي كأم بتكراره مجدداً، لأنني لن أقبل و-كثيرات غيري- وأنا الأم التي تجتهد كثيراً لإبقاء هوية وأصالة أبنائها وارتباطهم بدينهم وقيمهم -لن أقبل- أن يأتي من يزعزع صورتي في أذهانهم حين أخرج لعملي أو أشارك في تنمية مجتمعي.. نحن نفرح لخروج أبنائنا للمساجد، باعتبارها -فضلاً عن أنها واجب إسلامي- مكملاً تربوياً مهماً لنا يساعدنا على إعدادهم للدنيا وللآخرة بشكل جيد.

فهل من عدل القول أن نقول رأياً متشدداً استثنائياً حتى لو قال به قليلون من العلماء وكأنه من المسلمات؟

إن هذا في رأيي مؤشراً على استخدام منبر خطبة الجمعة في نشر اتجاهات غير صحيحة.

في خطبة الجمعة لا يوجد مجال للنقاش والحوار ولا يوجد فرصة للتصحيح، لذا فالحديث -كما أعتقد- يفترض أن يكون حول ما اتفق عليه الناس من قيم وفضائل وترك ما اختلف حوله.

بقي أن أسأل لو كنت مكاني ماذا تفعل؟

 

نهارات أخرى
لو كنت مكاني ماذا ستفعل؟
فاطمة العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة