Wednesday  29/12/2010 Issue 13971

الاربعاء 23 محرم 1432  العدد  13971

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الرفق
سعود بن عبدالله الرومي

رجوع

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه».

حينما تم إقرار نظام ساهر والبدء في تطبيقه وأياً كانت الملحوظات عليه وعدم تدرجه إلا أن إيجابياته تفوق سلبياته إن وجد له سلبيات ومن أبرزها وأهمها انخفاض نسبة الحوادث وقد استوقفني ذلك لا دخل في صلب موضوع من أهم المواضيع التي تشغلنا دائماً في حياتنا وهو الاستعجال والسرعة في أمورنا إلا القلة القليلة منا، ولنبدأ بالبيت حيث نستعجل في إصدار أحكامنا على أولادنا وقد تحدث ردود فعل عليهم لا يمكن أن تمحي طوال حياتهم جراء حكم طائش لا نراعي فيه قدرات أولادنا وتمايزهم فنطلق عليهم أحكاماً لعدم صلاحيتهم لأمر ما.

في أكلنا وشربنا دائماً نلتهم ما أمامنا وكأننا في سباق، حين نسمع بأي مقتنى في أي سلعة نسارع للحصول عليها وترك الموديل الذي قبله ليكون محصلة نهائية للاستنزاف.

حتى في صلاتنا ووقوفنا أمام ربنا عز وجل نهيب بالإمام أن ينهي الصلاة بأسرع وقت ممكن، لنقفز بعد ذلك ونتخطى الصفوف للخروج من المسجد، وأثناء خروجنا لا نتمهل قليلاً حتى ينفض الزحام بل نؤذي بعضنا لنأخذ نعالنا وأحذيتنا وكأننا في سجن، وهناك من يقوم بإشعال سيجارته بمجرد خروجه من المسجد ما هذه العجلة؟

في زيارتنا لأقاربنا حتى وإن ذهبت لبيت والدك أو أخيك أو أحد الأقارب فغالبية الشباب دائماً في عجلة من أمرهم وعندما تستقبله وتدعوه للدخول يتعذر بوجود أعمال لديه وأنه مستعجل وهكذا.

عندما يركب أبناؤنا بالسيارات المقلة لهم لمدارسهم ترى العجب عند المدارس والسرعة في التحرك وقد يحدث دهس للأطفال جراء السرعة بل إن البعض من السائقين الوافدين لا يكاد يضع الطفل قدمه خارج المركبة إلا وتراه قد أدار محرك السيارة دون الاطمئنان على دخول الطالب لمدرسته وما يحدث عند انتهاء الحصص المدرسية أنكى وأعظم حيث السرعة والازدحام أمام بوابات المدارس وعدم إتاحة الفرصة للطلبة للخروج دون مضايقة أو زحام قد يؤثر في تساقطهم.

أمر آخر هو استعجال الحكم على الآخرين من أشكالهم وطريقة حديثهم والتوصية بالتعامل معهم أو البعد عنهم دون سابق خبرة أو معرفة، حتى أنديتنا الرياضية في تعاملها مع طواقمها الفنية لا تخرج من هذه الدائرة بإصدار أحكامها سلباً أو إيجاباً.

نحن لا نلتمس عذراً لأحد إلا ما قل منا فالعذل والتثريب صفات باتت لصيقة للكثير منا وأصبحنا نعيش وهم السرعة في كل مناحي حياتنا لا يقر لنا قرار نتخذ قراراً ثم نعدل عنه بعد ذلك دون روية أو استشارة يقلد بعضنا بعضاً فتنعكس الأمور سلباً.

وعلى العكس يحدث في أمور تتطلب سرعة وإنجازاً في أعمالنا وإنجازاتنا، نتأخر ونسوف كان ذلك في منازلنا أو في أماكن عملنا، فحين يتطلب الأمر منك صيانة لمرافق بيتك قد تتأخر في ذلك أو أن يكون هناك مرفق يحتاج صيانة في صنابير المياه قد يمر وقت كبير حتى يتم إصلاحه وقس على ذلك أموراً تحتاج إلى إنجاز سريع دون إبطاء أو تسويف.

ختاماً التمس منكم العذر في إنهاء هذا المقال سريعاً لأننا في عصر السرعة.

مدير عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة

alromis@yahoo.com
 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة