Friday  31/12/2010 Issue 13973

الجمعة 25 محرم 1432  العدد  13973

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

           

أتلقى كما يتلقى غيري ممن تشملهم قائمة (جوال) من سيتم معه لقاء تلفزيوني كثيراً من (المسجات) التي يشير فيها المرسل إلى ظهوره في إحدى القنوات التلفزيونية ويرغب متابعتنا له، هذه الرسائل أعادتني إلى الوراء سنوات طويلة إلى السبعينات الميلادية التسعينات الهجرية حينما يجرى مع أحدنا لقاء مشابه نصبح بعده معروفين عند الكثير ونجد مظاهر الإعجاب والإشادة في أعين من نلتقي بهم أو يكون لنا عندهم حاجة في دائرة من الدوائر الرسمية حتى الباعة في بعض المحلات التي يوجد فيها جهاز للتلفزيون أو من طلبتنا في المدارس الذين يحيطون بمعلميهم التشكيليين ممن أقاموا معرضا وسلطت عليهم الأضواء مبدين إعجابهم بهم وبظهورهم على هذا الجهاز الذي يعشقه الجميع لحداثة عهدنا به ما يعكس تلك المشاعر على الفنانين أنفسهم، هذا الاهتمام أو الالتفات لكل من يظهر على الشاشة الفضية (قبل التلوبن طبعا) سببه عدم وجود قنوات منافسة حيث كانت أخبار افتتاح معارضنا الجماعية والفردية تقدم ضمن الأخبار الرئيسية التي تختتم عادة بأخبار الثقافة والرياضة وخلافها وأخص هنا المعارض الفردية كون التلفزيون يركز على الفنان والمفتتح أو في اللقاءات التي كانت مجلة التلفزيون وغيرها من البرامج تستضيف فيها كل المبدعين في مختلف مجالات الثقافة ومنها الفن التشكيلي كان التلفزيون فيها ملتقى لأعين الجمهور الحريص على متابعة كل برامجه من وقت بداية البث حتى نهايته أبرزها الأخبار.

هذا الوسيلة الوحيدة عرفت الكثير من الجمهور كما أشرنا بنشاط التشكيليين وأصبحوا بها من المشاهير المعروفين عند نسبة كبيرة من العامة عكس ما يتم حاليا ومع كثافة القنوات فقد تكاثرت الظباء على خراش فلم يعد المشاهد يستطيع متابعة البرنامج أو المسلسلات أو لقاءات الثقافية أو الرياضية أو يعرض اللقاء لعدم معرفته في أي منها يذاع ما يرضي رغباته ويمتعه ويجذبه لمواصلة المشاهدة والاستماع، فيضطر المستضاف إلى تنبيه المحبين ومن يشاركه موضوع اللقاء محددا اسم القناة ووقت العرض.

هذه الكثرة من القنوات بما فيها من إيجابية وفرص أكبر لظهور المبدعين ليتوقف الأمر عند الإمكانية التي تتمتع بها هذه القناة أو تلك من شهرة ومن برامج قادرة على جذب المشاهد بإقناعه بتقديم الجيد والمتميز من البرامج بما فيها اللقاءات لتبقي المشاهد على متابعتها وعدم استبدالها بغيرها من مئات القنوات خصوصاً البرامج المتخصصة التي يتابعها نخب معينة منهم التشكيليين، هذه الفئة الإبداعية التي كانت ولا زالت في أمس الحاجة لبرامج تخدم إبداعهم وتوصله إلى الآخرين.

ومع أن هناك الكثير من الفقرات أو البرامج التي تكرمت القنوات على اختلافها الرسمية والخاصة بإدراجها ضمن دوراتها البرامجية أتاحت فيها الفرصة لهذا الإبداع إلا أن البعض منها قد لا يلتزم بالموعد أو يقدم مادة يمكن أن يقال عنها تحصيل حاصل لتغطية فراغ في برنامج، وللكثير تجربة مع معدي بعض البرامج الثقافية ممن يتصلون قبل إجراء الحوار بوقت قصير لا يتجاوز الساعة مطالبا ضيفه بالحضور للأستوديو مصطحبا لوحاته أو أدوات الرسم، يقابلها برامج أكثر ديناميكية وتفاعل مع الفنان بإعداد متكامل يجند له فريق عمل يقوم بزيارة الفنان في مرسمه الذي يظهر بفوضوية جميلة كون المرسم قد تحول إلى لوحة طبيعية توثق حالات التجلي تتجول الكاميرا مع الفنان في كل جزء من ذلك المحيط ليتحدث خلالها الفنان عن تفاصيل حياته اليومية في هذا المكان وكيف يتعامل مع كل ما فيه من تفاصيل يكشف للمشاهد عالم الفنان الإبداعي وكيف هي حال مصدر الإبداع، فالفنان التشكيلي ليس شاعرا يلقي قصيدة أو مطرب يغني أو يعزف أو قاص يسرد شيئا من خيالاته في أي مكان أو زمان لا يحتاج فيه إلا للمايكروفون وكرسي يحيط به ديكور رومانسي كما أن المشاهد لا يمكن أن يتابع لقاء لا يظهر منه سوى وجه الضيف ووجه المذيع في كادر ضيق رغم إمكانية عدسة الكاميرا بل إن المشاهد قد يطرب لتجول الكاميرا ومتابعتها لكل شاردة وواردة يرى فيها كيف يقوم الفنان بنتاج لوحة أو نحت قطعة من حجر أو خشب خصوصاً من له ميل لهذا الفن أو دارس في أحد أقسامه في جامعاتنا المتعطشين لمثل هذا العرض.

نختم بالقول إن ما يقدم عبر قنواتنا التلفزيونية جهد يشكرون عليه مؤملين أن يتسع المجال لتخصيص برنامجاً متكاملاً للفن التشكيلي بوجبة مكتملة العناصر مشتملة على حوار مع فنان في مرسمه وفقرة تعنى بتجربة جديدة وأخرى لاستطلاع لنشاط تشكيلي عالمي، وفقرة لموهوب أو شاب مبتدئ على أن تشمل تلك الفقرات الجنسين من الفنانين التشكيليين حتى لا تتهم البرامج بالاهتمام بالجانب (الذكوري) على حساب الجانب النسائي فالجانب النسائي أصبح منافسا ويزخر بالمبدعات اللائي وضعن موقع قدما لعطاءاتهن المتميزة في الكثير من المعارض وكسبن جوائز متقدمة في العديد من المسابقات، نتيجة ما تحمله أعمالهن الفنية من حس مرهف وقدرات تقنية متميزة ومبتكرة في كثير من الأحيان..

monif@hotmail.com
 

للرسم معنى
تابعوا لقائي في القناة (الفلانية)
محمد المنيف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة