كتب - سعود البديري
أصبح ميدان المحاورة ميداناً رحباً للشللية وفرض منازلات شعرية محددّة على المتلقي بحجة «طلب أصحاب الحفلات» لكن المدرك لأبعاد الأمور يعي أن أصحاب الحفلات «لا ناقة لهم ولا جمل» في هذه الشللية وأنهم آخر من يعلم عن هذه الأمور التي تحاك في الخفاء بين مكاتب الشعراء التي يملكها الشعراء أنفسهم بغطاء من أصدقائهم والمقربين منهم، وقد أصبح هدف كل مكتب «التطبيل» لشاعر المكتب، والتقرّب والتوددّ لأصحاب الحفلات للاستحواذ على أكبر عدد ممكن من هذه الحفلات..!! والمتلقي «آخر من يعلم» وإذا سئل شاعر المحاورة عن عدم مقابلته لشاعر معيّن أجاب: إن.. الحفلات لم تجمعنا.. وهذه راجعة لصاحب الحفل..!!
بالرغم من أن هناك شعراء محاورة أصبح بمجرد أن تأتي الواحد منهم الدعوة لحفلة الزواج يتساءل في البداية عن (الشعراء المدعوين والقناة التي تقوم بالتغطية)..!! وأصبحت موافقته مرهونة بتحقيق شروطه وإملاءاته....!!
- مرّت أكثر من 10 سنوات ولم تنجب ساحة «المحاورة» سوى شعراء محدودين يعدّون على أصابع اليد الواحدة.. ما معنى ذلك..؟؟!!..
- القنوات الفضائية الشعبية أصبح تأثيرها السلبي واضحاً على مستوى الحضور الجماهيري لميادين المحاورة..
- الشاعر عبدالله غازي الميزاني أو كما يطلق عليه البعض «سوار الذهب» عاد لساحة المحاورة بتوّهج قوي جداً وأصبحت عودته تحمل مؤشراً إيجابياً لساحة المحاورة والمعنى بوجه خاص لما يملكه من فكر شاعري عظيم وصفه البعض بإنه نموذجاً حقيقياً لشعر المحاورة.. ولا سيما أنه لم ينثنِ لرغبات الشارع والجماهير الذين يرغبون بكشف المعنى والاعتماد على أساليب «مناقرة الديكّة»..!! أكثر ماأعجبني في خضم هذه العودة والتي جاءت بوقتها هي الشهادة التي أدلى بها الشاعر حبيب العازمي في أحد لقاءاته عندما نقل إعجاب الشاعر مطلق الثبيتي -رحمه الله- بأحد أبيات هذا الشاعر الذي ظلمه الإعلام كثيراً.. وقد جاءت هذه الشهادة وهذا الموقف تأييداُ لما يملكه «سوار الذهب» من مكانة كبرى بين أوساط شعراء الرعيل السابق..
- الموال... أضاف لشعر المحاورة.. جمهوراً آخر.. لكنه يختلف شكلاً ومضموناً عن جمهوره السابق.. وأصبح بمثابة «الرغبة العصرية» في وقت تعجّ فيه أشكال متعددّة من «الوجبات السريعة» فأصبح المتلقي بعصرنا الحالي ليس لديه الوقت للتفكير «بالمعنى»..!! وأصبح لا يريد سوى «مسرحاً كوميدياً» فقط...!!
- «شعراء المحاورة» حالياً يشغلهم هاجس استثمار مواهبهم، والاعتماد على مصادر دخل أخرى وليس أمامهم سوى «قنوات شعبية» أو «نغمات هاتفية»..!!
أستغرب وبشدّة عدم احتفاء شعراء المحاورة بزميلهم «فلاح المورقي» الذي حقق إنجازاً إعلامياً بحصوله على وصافة بيرق «شاعر المليون» وأنا أول من يقول «بأن شعراء المحاورة.. ما عندهم.. روح رياضية»..!! وسجلّوها علّي.. واسألوأ.. أكثرهم....!! وإن كان هناك احتفاءً يذكر فإنني كنت آمل وأتوّقع أكبر من ذلك.. عطفاً على ما قدّمه.. في البرنامج رغم تحفظّي على البرنامج نفسه... ف»فلاح المورقي» مثّلهم في هذه المسابقة...!!
- الشاعر «فلاح بن صيّاف الحربي» شاعر جيّد ومميّز في هذا الفن ولكن ينبغي أن لا نربط عطاءه الشعري بوالده رحمه الله «شاعر الخليج» فلكل زمن دولة ورجال... و»فلاح الحربي» يملك من الأدوات والمقومات ما يستطيع من خلالها أن يتجاوز شعراء عصره.. أو أن يضع له بصمة في ساحة «الرد»..!!
