Al Jazirah NewsPaper Friday  04/06/2010 G Issue 13763
الجمعة 21 جمادىالآخرة 1431   العدد  13763
 
رئيس القسم القنصلي لشؤون الرعايا في سفارة خادم الحرمين الشريفين بمصر.. الحميد لـ(الجزيرة):
على الزائر السعودي التمسك بحقه في عدم رهن جواز سفره تحت أي مسمى

 

القاهرة - سجى عارف

يتعرض كثير من المواطنين السعوديين الزائرين لجمهورية مصر العربية خلال موسم الصيف للكثير من المشاكل التي تشوه رحلتهم بدءاً من غلاء الأسعار والاستغلال المادي للتجار والباعة بمجرد رؤيتهم للزي السعودي.. إضافة إلى تملق الجامعات الرأسمالية لجرّك كطالب سعودي لديهم.. وأحياناً تصعق حين تكتشف كثرة المخالفات التي على سيارتك دون أن تشعر.. مما يحول بينك والعودة للمملكة إلا بعد دفعها أضعاف ما قد يدفعه المواطن المصري العادي.. وكذلك استغلال الفنادق لك كفرد سعودي مقيم لديهم حتى إن سائقي التاكسي يأخذون نصيبهم من الكعكة.. وكأن الجميع يرى أن موسم الصيف هو موسم استغلال المواطن الخليجي والسعودي بصورة خاصة رغم ما نكنه من حب لمصر ولشعبها الطيب.

توجهت (الجزيرة) لعمل حوار مع رئيس القسم القنصلي لشئون الرعايا بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة الأستاذ إبراهيم بن حمد الحميد لكي نرى ماذا تقدم لنا سفارتنا لحل مثل هذه الأمور التي تعكر علينا أجواء رحلة يؤمل منها الراحة والاستجمام والهدوء الذي قد يجعلك تعود لها من جديد فكان سياق الحوار التالي:

أستاذ إبراهيم بصفتك المسئول المباشر لحل مشاكل المواطن السعودي في جمهورية مصر العربية.. هل يمكن أن تخبرنا عن دور شؤون الرعايا في خدمة السائح السعودي أثناء تواجده في مصر؟

- سفارة المملكة العربية السعودية تنصح سواء القادمين للسياحة أو العلاج أو كطلبة بأن يكونوا واجهة للمملكة وأن وعي المواطن بأنظمة وقوانين جمهورية مصر العربية أمر هام وضروري وأن الالتزام بالأخلاق والآداب الإسلامية هما خير وسيلة تعكس الصورة المشرفة للمملكة ولديننا الحنيف وأنهما لخير دليل على تفادي ما قد يعكر برنامج سفره.. وقد لاحظنا أن عدد الزوار السعوديين لمصر سنوياً قد يصل تقريبا إلى المليون زائر.. وهذا العدد تطلب أن يكون هناك قسم خاص في السفارة يُعنى برعاية مصالح المواطنين السعوديين فأُنشئ قسم شئون الرعايا لخدمة المواطن السعودي ورعاية مصالحهم من جميع النواحي سواء كانت النواحي القانونية أو المشاكل التي يمرون بها والخطابات والتوصيات وغيرها.. حيث خصص أكثر من 30 موظفاً لخدمة المواطن السعودي وعبر الخط الساخن بعد انتهاء فترة الدوام الرسمي.. وهناك مناوبون للتجاوب مع أي مواطن قد يتصل طلباً للمساعدة وهناك تنسيق مع الجهات المصرية للتبليغ عن أي مشكلة قد تحصل لأي مواطن سعودي ويتم إبلاغ قسم شئون الرعايا على الفور إضافة إلى 4 محامين موكلين لرعاية المشاكل القانونية الخاصة بالسعوديين.

وهل يمكن إعطاؤنا لمحة عامة عن المشاكل التي يتعرض لها السائح السعودي؟

- هناك مشاكل تحدث باستمرار قد يقع فيها المواطن السعودي مثل مسألة الزواج العرفي الذي دائماً ما ننصح بعدم الإقدام علية من قبل أي مواطن سعودي خصوصاً بعد صدور القانون الجديد في مصر وهو قانون حماية الطفل وقانون الاتجار بالبشر والذي يجرِّم أي زواج بفتاة مصرية تقل عن 18 سنة حتى لو كان بموافقة ولي الأمر وأهلها.. وهذا يُعتبر استغلالاً للطفل والحبس فيه يتراوح من 3 إلى 5 سنوات سواء للزوج أو لوالدها إضافة إلى أن الزواج العرفي ينتج عنه أبناء.. وهؤلاء الأبناء سيقعون في مشاكل هم في غنى عنها.. لذلك يجب أن يتم الزواج بشكل شرعي وبموافقة من الجهات المختصة في المملكة حتى تستطيع الزوجة والأبناء أخذ كامل حقوقهم من دخول مصرح للمملكة ومعاملتهم معاملة المواطن السعودي.. وبالنسبة للسياحة ومشاكلها يوجد أيضاً مشاكل التايم شير.. وهذا الموضوع تقوم به بعض الشركات خصوصاً وهو عبارة عن بيع الوقت المستقطع في منتجعات معينة وفكرته قائمة على بيع الوقت مثلاً بدلاً من شرائك شقة أو شاليه أو منزلاً للإقامة فيه مدة معينة كل عام يقولون لك نحن نبيعك هذا الوقت (المقصود به وقت إقامتك) لمدة أسبوعين أو شهر ولك فيه الحق بالشراء أو البيع لأحد آخر غيرك.. وهذا الأمر مطبق في أوروبا بنجاح لأن فيه مصداقية كبيرة.. لكن هنا يتم نوع من الخداع وأغلب الشركات التي تقوم بتطبيق فكرة التايم شير يكون الغرض منها عمليات نصب واحتيال على الزائر ويتم أخذ مبالغ ودفعات وتوقيعه على إيصالات دفع بدون الحصول على أي شيء.. ودائماً ما تجدهم في الأسواق وأول ما يجدون السائح يتجهون نحوه قائلين: أنت زائر لأول مرة، ولذلك كسبت معنا هدية، فأنت ضيف.. ويستدرجونه إلى أن يدفع مبالغ مالية.. لذلك ننصح بعدم التعامل مع أي شركة تايم شير في مصر وبدون استثناءات وكذلك قيام بعض المواطنين بحمل مبالغ بالعملة المصرية تزيد عن المسموح به عند الدخول لمصر أو الخروج منها والقيادة بدون رخصة مصرية أو دولية وشراء الحيوانات والطيور المحظور بيعها بموجب قانون البيئة وقيام بعض المواطنين برهن جوازات سفرهم والنصب الذي يتعرض له بعض المواطنين بسبب انتحال البعض لصفة رجال الشرطة يوجب عليهم أن يتأكدوا من بطاقة هوية الشخص وبعض التصرفات الطائشة في الملاهي الليلية وغيرها.. كما أن بعض الفنادق أو الشقق التي تشترط حجز الجواز للموافقة على السكن هذا ليس من حقهم.. وهذا الإجراء غير سليم ولو تمسك المواطن بحقه ورفض تسليم الجواز فله الحق.. ولكنهم يلجؤون لعدم توفر السيولة معهم ولكن في حالة الدفع مقدماً لا يجب أن يترك سوى صورة جواز سفره فقط، ومن يواجه مشكلة من هذا النوع يلجأ للسفارة.. ولكن البعض بكل أسف يرهن جواز سفره مقابل مبالغ مالية لدى الفنادق أو مكاتب لتأجير السيارة.

لكن بعد وقوع مثل هذه المشكلة هل يستطيع المواطن طلب المساعدة من قبل قسم شئون الرعايا لحل مشكلته؟

- نعم هناك العديد من الحالات التي يأتون مسبقاً للاستشارة وغيرها التي تأتي لحل هذه المشكلة ونحن بدورنا نكرس لهم الجهد في إعادة المبالغ المسلوبة منهم وقد أعدنا للكثير من هذا الحالات مبالغهم التي أخذت منهم.

ولكن ماذا عن مشاكل تميُّز الأسعار التي يعاني منها المواطن السعودي بخلاف الدول الأخرى؟

- نعم يوجد تميز أسعار ملحوظ في الفنادق المصرية يعاني منها السعوديون بصورة خاصة والخليجيون بصورة عامة.. وذلك عن باقي الجنسيات.. ونحن دائماً ما نتساءل عن أسباب هذا التميز في الأسعار ولا نجد إجابات مقنعة أو تكون الإجابة بأنه لا يوجد تنسيق مسبق بالنسبة لحجوزات الفنادق، فهم لم يتصلوا مسبقاً للحجز إنما يأتي الشخص السعودي مباشرة يريد حجزاً الآن أو حجزاً مباشراً وهذا له سعر مختلف عن الحجز المسبق، حيث إن باقي الدول تكون حجوزاتهم في مجموعات ومسبقة ويكونون مرتبين لأمورهم وهنا يكون اختلاف الأسعار.

هل تتوقع أن يكون هناك أي مبادرات أو اتفاقيات لحل مشاكل السياحة السعودية في مصر بين السفارة السعودية ووزارة السياحة المصرية؟

- نعم مثل هذا الاتفاق موجود وقد تم تخصيص رقم مختصر لوزارة السياحة المصرية يستطيع السائح الاتصال عليه إذا ما تعرض لأي مشكلة من قبل الفنادق والأماكن الخاصة لتقديم شكوى.

وهل تعتقد أن هذه الطريقة قد تقضي على مشكلة تميز الأسعار التي يعاني منها المواطن السعودي في شوارع الجمهورية؟

- للأسف لا يتدخل أحد مع الباعة المتجولين حيث إن لهم رقابة أخرى ونظاماً آخر للتعامل معهم ومعظمهم غير مصرح لهم للبيع.. ومن يتعامل معهم يتحمل هو مسؤولية هذا سواء كانوا باعة متجولين أو مكاتب تأجير للسيارات التي تطلب رهن الجواز والتوقيع على إيصالات أمانة بقيمة السيارة أو إيصال على بياض.. وهذه المكاتب غير مصرح لها.. وبالتالي السيارة غير مؤمن عليها ليضمن حقه.. وهذا الإجراء غير نظامي وعند حصول الشكوى يقول صاحب المكتب أنا أطالبه بهذا المبلغ (وهو قيمة السيارة) وذلك عند حدوث أي مشكلة بسيطة في السيارة المؤجرة.

نعم لكن كيف تحل الرعايا المشاكل التي تواجه المواطن السعودي؟

- تحل أولاً بالطرق الودية سواء كان تايم شير أو مكاتب تأجير السيارات أو غيرها ونسحب منهم إيصالات الأمانة ولو طال الأمر ورفضوا حل المشكلة بالطرق الودية هنا نتطرق إلى القانون وتصبح المسألة قانونية ولا نترك مشكلة المواطن سعودي دون حل أبداً.

من المسئول عن توجيه وإرشاد المواطن أو السائح السعودي أثناء غربته؟

- نحن نتبع عدة وسائل في إرشاد المواطن أو السائح منها الكتيبات والمنشورات ككتيب دليل الزائر وهذا الدليل يوزع على كل زائر لمكتب الرعايا إضافة إلى النصح والإرشاد عند زيارتهم لنا وإجراءات اللقاءات الصحفية والإعلان في الجرائد والمجلات إضافة إلى وجود موقع السفارة وآخر للوزارة وكلاهما يحتوي على الإرشادات التي يحتاجها المواطن.

وعن السيارات هناك من يسافر بسيارته ويشتكي وينكر سوء تعامل الضباط المصريين في مسألة المخالفات وعشوائيتها بمجرد رؤية لوحة الجمرك عليها؟

- السائح السعودي قبل عودته عن طريق الميناء يقوم بسحب برنت تصفية المخالفات ويدفع ما عليه منها إن وجدت والمخالفات هنا يجب أن يكون فيها محاضر وبلاغات باسم الشخص، وفي حالة تظلم المواطن السعودي من المخالفات يقدم بلاغاً بعدم صحة المخالفات إلى السفارة لتبحث له في المشكلة وتتأكد من عدم صدورها في حقه ويتم حل الأمر حتى يتمكن من السفر في يسر وسهولة.

هل يوجد سجناء سعوديون في مصر وكم عددهم؟

- كان عدد السجناء في مصر 22 سجيناً سعودياً تتراوح أحكامهم ما بين 15 عاماً إلى مؤبد ومنذ تولي معالي السفير هشام محيي الدين ناظر زمام الأمور في السفارة وجه بفتح ملفات جميع السجناء السعوديين في مصر وعمل نقض لمن لم يستنفدوا النقض.. وقد صدرت أحكام ببراءة عدد من السجناء السعوديين وتخفيف الأحكام عن البعض مما قلص الأعداد إلى 10 سجناء سيتم نقلهم إلى المملكة لقضاء باقي عقوبتهم قريباً.. والحمد لله خلال فترة تولي معالي السفير الأمور في السفارة وهي أكثر من الخمس سنوات حلت الكثير من المواضيع والمشاكل الخاصة بالمواطنين السعوديين في مصر قبل صدور أحكام أو حتى وصولها إلى القضاء.. وهناك متابعة واهتمام ودعم خاص من قبل معالي السفير لقسم شئون الرعايا فنحن ملزمون بالمواطن سواء كان جانياً أو مجنياً عليه.

ماذا عن خدمة إصدار الجواز الجديد التي تقدمونها في الوقت الحاضر؟.. وهل تشمل السائح السعودي أم لا؟

- الجواز المقروء الجديد أو آلية إصداره كان سابقاً يجب على الفرد السعودي دخول المملكة لأن الجهة المخولة بإصدار الجواز هي الجوازات بوزارة الداخلية والآلية الجديدة التي هي أن تصدر عن طريق السفارات لكنها الآن تصدر من وزارة الخارجية حيث نستلم طلبات تجديد الجوازات من المقيمين الذين لا يستطيعون السفر ونرسلها بعد تعبئة النموذج وإرفاق صور لهم بخلفية بيضاء 4×6 إلى وزارة الخارجية ثم تعاد من قبلهم إلى السفارة لتختم وتسلم للمواطن السعودي المقيم في مصر، ويستفيد من هذه الخدمة كل المقيمين إقامة دائمة ممن لا يستطيعون السفر للمملكة والطلبة، وقد تجاوزنا السبعين جوازاً منذ بداية العام.

من الأنشطة الجديدة لقسم شئون الرعايا هي الإحصاء والتعداد السكاني للسعوديين المقيمين في جمهورية مصر العربية.. فما الآلية التي تتم بها هذه الخدمة؟

- الإحصاء هو برنامج وطني ويجري حالياً تعداد إحصائية السكان والمساكن للمواطنين في المملكة.. وهو يشمل كل المواطنين المقيمين في الخارج سواء أكانوا من المقيمين إقامة دائمة أو الطلبة الدارسين فقط، حيث كلفت السفارة بعمل هذه الإحصائية.. وهي الآن في طور الإعداد.. فكُلف الملحق الثقافي بعمل إحصاء للطلبة الموجودين في مصر وتعبئة نموذج الاستمارة الخاصة بهم.. والمكاتب والملحقيات التابعة للسفارة تم عمل تعداد لموظفيها وعوائلهم وتم إبلاغ المواطنين المقيمين في مصر عن طريق الصحف المصرية المقروءة حتى يحضروا لتعبئة نموذج الاستمارة في مكتب الرعايا أو القنصلية.

وهل هناك استجابة من قبل المقيمين السعوديين في مصر؟

- هناك استجابة من ناحية الطلبة والموظفين بالمكاتب.. إنما المقيمون يبدو أن بعضهم ليس لديهم الاستجابة ولم تأت تلك الأعداد التي توقعناها.. لكن هناك أعداداً لا بأس بها تردنا لتعبئة الاستمارة.. ونحن نتوقع من 100 إلى 200 ألف ونأمل ذلك.

وما الهدف من التعداد السكاني لمقيمي مصر؟

- التعداد السكاني هو طلب إحصائية سكانية للمقيمين ويكون كل أربع أو خمس سنوات لوضع الخدمات لتطوير البنية التحتية ولوضع برامج المستشفيات والبرامج الصحية والاجتماعية والتعليمية.. وكل ذلك تبنيه الدول على أساس التعداد السكاني.

في ختام اللقاء هل لك كلمة معينة؟

- فقط أوجه نصيحتي للمواطن السعودي بالتحلي بالأخلاق الإسلامية وعدم الدخول في مشاريع قبل استشارة السفارة.. وعدم التوقيع على أي أصولات أو عقود دون العودة إلى السفارة.. وعدم دخول الأماكن المشبوهة.. فإذا تجنب هذه المشاكل لن يعكر صفو رحلته إن شاء الله شيء.. وعليه الاحتفاظ بأرقام السفارة ومكاتبها والعودة إليهم.. وهي موجودة في موقع السفارة.. وموقع الوزارة على الشبكة العنكبوتية.. وفي النشرات التي نوزعها.. والمناوبون موجودون على مدار 24ساعة وأي مشكلة تقع لأي مواطن يجب أن يعود إلى السفارة قبل أي شيء حتى نستطيع اللحاق بالمشكلة من بدايتها قبل وصلها لنقطة يصعب حلها.. وهذه أول الأسباب لحل المشاكل بنسبة 90%.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد