تهانينا الحارة لكم جميعاً، ففرحكم هو فرحنا، أنتم أبناؤنا وبناة مستقبلنا، وعليكم وعلى سواعدكم وعقولكم يرتسم حلمنا الجميل. بذلنا لكم ما قدرنا الله عليه من جهد، اجتهدنا وجهدنا، فهذا واجبنا، واجبنا الذي كلفنا به رب العزة، أن نرعى النشء المسلم بالعلم والدين، ونحتسب جهدنا عند ربنا مأجورين بإذنه. وهو واجبنا الذي كلفنا به خادم الحرمين الشريفين حين أطلق مبادرة البناء لهذه الجامعة، لتكون منارة علم، ورافعة من روافع مشروع النهضة الذي حمله على كتفيه، أعانه الله على تحقيقه، ونأمل أن نكون قد أدينا الواجب بما يليق بهذا التكليف، ونحتسبها عند خادم الحرمين الشريفين رسالة عرفان وشكر وامتنان.

أبناءنا الأعزاء: ها هم ذووكم، صبروا فنالوا، تحملوا من أجلكم السهر والتعب، وأطالوا الدعاء والتضرع إلى الله من نجاحكم. ها هم وقد تحققت ثمار صبرهم، وقد استجاب الله لدعائهم. أناشدكم في هذا اليوم، وفي هذه المناسبة ولحظة الفرح هذه، وأنا أكاد أناشدكم باسم كل من يحضر هذا الحفل أن تواصلوا رسم بسمة الفرح على وجوهنا بنجاحاتكم الموصولة في العلم والعمل. كونوا كما ينتظركم الوطن، قادة ومنتجين وبناة، كونوا والنجاح صنوان لا يفترقان، كونوا والخلق كالروح والجسد.

هذا ما وصاكم به دينكم، وهذا ما وصاكم به ويؤمله ذووكم، وهذا ما وصاكم به خادم الحرمين الشريفين حين أهداكم هذا الصرح الشامخ.

أنتم اليوم أنتم موجة الفرح والمستقبل فلتنطلقوا إلى مسرح الحياة والعمل لتجسدوا آمال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في النهضة العلمية الشاملة للمملكة، لكم كل التهاني ولكم كل الفرح ولكم كل النجاح.