هذا صرحنا الذي به نعتز، وهذه مؤسستنا الشامخة التي عليها نعول بعض مستقبلنا، وهي دار العلم الذي ترفد به فلذات أكبادنا أبناء الوطن الغالي، وهي بيت التربية التي تخرج حملة الخلق قبل العلم. هي هبتنا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله ورعاه، راعي السيرة والمسيرة، باني نهضة السعودية بإذن الله، وحامل مشعل البناء الموصول، هبتنا وهبة أهلنا في جامعة الحدود الشمالية كما هي هبة الوطن كله.

ها نحن اليوم نفرح ونزرع الفرح، ونحصد نتاج جهدنا، هذا اليوم هو حصاد جامعتنا جامعة الحدود الشمالية الدفعة الثالثة لتخريج طلابها وطالباتها، نفرح ونحن نرى الأمل في عيون خريجينا يرتسم تصميماً على مواصلة مشوار البناء، سواء في إكمال مشوار طلب العلم، أو في ولوج معترك البناء والنهضة في وطننا الحبيب، تحت راية لا إله إلا الله، وفي ظل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. ونقول لخريجينا ألف ألف مبروك حصادكم.

نفرح ونحن نرى السعادة تكسو وجوه ذوي الخريجين، وهم يحققون لأبنائهم ما انتظروه وأملوه. فمبارك للأهل جميعاً هذا الفرح الجميل.

أما أنتم أيها الخريجون، فكما كنتم أبناء أهلكم فقد كنتم أبناءنا، وقد بذلنا ما قدرنا الله عليه من جهد لرعايتكم في المعرفة والعلم والمنهج، كما في البناء الروحي والخلقي. فكما تعاملنا معكم أبناء أعزاء نأمل منكم أن تكونوا أينما حللتم قلائد مضيئة نطوق بها أعناقنا تباهياً، ونقول لمن وهبنا هذا الصرح، خادم الحرمين الشريفين، إننا على وصية قرآننا، ما خذلنا ولي أمرنا، وله نرد بالعرفان والجميل، ونعبر عن ذلك بالنجاح في بناء المواطن السعودي للمستقبل.