Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/06/2010 G Issue 13775
الاربعاء 04 رجب 1431   العدد  13775
 
السهل الممتنع
«مونديال الفوفوزيلا «..
صالح السليمان

 

أمام البداية الباهتة إلى حد ما لمباريات الجولة الأولى للمونديال العالمي بجنوب إفريقيا.. استحوذت أصوات المزامير والأبواق المزعجة في الملاعب والتي هي أشبه ب « طنين ذباب « لا ينقطع أو كأنك تسير في داخل بعض الأنفاق الشهيرة.. استحوذت على جانب من اهتمامات الإعلام العالمي والمسؤولين عن المنتخبات وأخرجتهم عن طورهم وتصاعدت احتجاجاتهم.. فضلا عن استياء جماهيري واسع في أصقاع الدنيا..

عندما كنا صغارا كان من ضمن هدايا العيد التي نمني النفس بالحصول عليها بوق صغير يسمى «الطنيبة»!.. والآن نسمع ونشاهد في المونديال رجالا بالغين يدمنون استخدام الأبواق بهذا الشكل المزعج.. حتى أنها أخفت أصوات الجماهير وتفاعلها مع المباراة..

وجاءت خيبة الأمل من الفيفا الذي أعلن أنه لن يفرض حظرا على استخدام هذه الأبواق رغم هذه الاحتجاجات.. وامتناع الفيفا عن منع هذه الأبواق متوقع.. لأن تطبيق الحظر سيضيف أعباء أمنية كبيرة على أفراد الأمن في ملاعب المونديال المثقل أصلا بالأعباء.. وقد يؤدي الحظر إلى حدوث شغب لأنهم هناك يبدو انهم مدمنون لهذه المزامير..

ساحر المونديال

ماردونا.. كما سحب الأضواء كلاعب أسطوري وطبع اسمه على نجومية عدد من المونديالات.. هو الآن يسحب الأضواء في هذا المونديال كمدرب.. وإن كان بوجه سلبي هذه المرة.. فشخصية ماردونا كمدرب تناقض شخصيته كلاعب..

ماردونا كلاعب.. ولا أقول هذا رأيي ولكل رأيه.. ولكن أقولها جازما دييجو ماردونا هو افضل لاعب بتاريخ الكرة بل لا مقارنة مع غيره.. وهو أبرز اسم مر بتاريخ دورات كأس العالم.. في مونديال 82 م لم يظهر بسبب الضغوط التي واجهها.. ولأنه واجه أساليب غير مشروعة بقيادة السفاح الإيطالي «جنتلي».. ليخرج ماردونا كما خرجت البرازيل الأجدر بالكأس وقتها..

أما مونديال 86 م.. فلا داعي لتكرار المكرر وتعريف المعرف.. فشهد اكبر عمل فردي مثمر في تاريخ كأس العالم.. وعام 90 (جرجر) ماردونا فريقا أرجنتينيا مهلهلا وركيكا حتى أوصله للنهائي ليخسر من ألمانيا في آخر دقيقة بضربة جزاء غير صحيحة البتة.. وفي 94م كانت الأرجنتين قادمة لاكتساح الفرق.. ولكن تورط ماردونا بتهمة المنشطات أوقف الزحف الأرجنتيني..

ما سبق ليس السبب في حديثي عن ماردونا ولكن شخصيته الجديدة الطريفة والتي ظهر بها في المونديال.. بهذه الانفعالية والبدلة الرسمية التي يرتديها وحركاته المسرحية جعلت منه أشبه ب « ساحر في سيرك « يلوح بمنديله ليستعرض خدعه للمشاهدين..

وجنت عليه ابنتاه عندما أجبرتاه على ارتداء بدلة رسمية في المباريات.. فمع قصر قامته النسبي بدا وكأنه يختفي داخل البدلة ويختنق وبالكاد يظهر رأسه ليتنفس!.. وأتصور سيكون هناك مواقف ومشاهد ساخنة وكوميدية لماردونا مع تصاعد سخونة المنافسة وسيكون حديث المونديال كعادته.. ومن المتوقع انه سيتعرض للعقوبات والطرد إلى المدرج بسبب هذه الانفعالات غير المنضبطة.. التي يبدو أنها بقايا آثار المخدرات التي كادت تقضي عليه قبل ستة أعوام..

موندياليات..

في هذا المونديال لا يوجد منتخب متميز جدا وفارق عن المنتخبات الأخرى.. لذا سيكون بطل هذه النسخة الجديدة من المونديال مفتوحا على كل الاحتمالات..

دائما البرازيل فرس الرهان الأول في كل مونديال.. ولكن هل يعقل أن نتوقع أن يذهب الكأس للبرازيل وفي مقدمتها لاعب مثل لويس فابيانو!..

صحيح أن رونالدينهو بعيد عن مستواه لكن لو ضم سيضيف ثقلا معنويا وربما فنيا للبرازيل وسيجذب أنظار الجماهير والإعلام.. ويقال إن رونالدينهو في بداية ظهوره تلاعب بدونجا في إحدى المباريات وأضحك عليه الجمهور لهذا نقم عليه دونجا وتجاهله..

الأرجنتين تقدم أفذاذا وأساطير كروية لا تضاهى.. ولكنها لا تقدم منتخبا يوازي حجم هذه الأسماء.. ومع هذا سيكون الأرجنتين مرشحا قويا للقب.. بوجود ميسي داخل الملعب وماردونا خارجه حتى مع تقليعاته التريبية وحرمانه منتخب الأرجنتين من عنصرين هامين زانتي وكامبياسو..

هولندا قد تكون هذه فرصة نادرة لها للمنافسة على الكأس لعدم وجود منتخب متميز جدا.. وتعوض خيبتها في مونديالي 74 م و78 م.. عندما خسرت النهائيين أمام الدولة المستضيفة..

اعتادت إيطاليا أن تأتي من الخلف وتنافس.. لكن هذه المرة لا أتوقع أن تنافس ولو أتت من الأمام..

ليس غريبا تفوق اليابان على الكاميرون.. فرغم ما يقال عن الكرة الإفريقية ومحترفيها وأفضليتها على الكرة الآسيوية.. ولكن في اللقاءات البينية تتفوق الفرق الآسيوية على الإفريقية في الغالب..

منتخب كوريا الجنوبية حقق نصرا آسيويا مهما على حساب بطل أوروبا سابقا..

في كرة القدم.. من مجرد الاستماع لتفاعل الجماهير مع اللعب ممكن أن تتعرف على أحداث المباراة وأطوارها ومستوى اللعب والهجمات الخطرة والأهداف.. ولكن مع تقليعة « الفوفوزيلا «.. صار الجمهور منفصل عن الملعب وأحداثه..

جيناك ياعبد المعين.. هذا ينطبق على منتخب استراليا الذي برر الاتحاد الآسيوي ضمه للقارة الآسيوية لرفع مستوى الكرة الآسيوية وزيادة حظوظها دوليا.. والآن مرماه يتلقى اكبر نتيجة في المونديال.

« أمسي عليكم «!!

أستاذنا الكبير محمد الشهري.. أشاد ونوه بالمحترف السويدي فيلهامسون عندما بادر بطرح تحية « السلام عليكم « على حضور حفل التكريم وتوزيع الجوائز.. وكررها في حفل آخر.. وهي ملاحظة له قيمتها واعتبارها.. وهذا يدعوني لطرح الاستغراب والاستهجان مما نسمع أحيانا من خلال المداخلات التلفزيونية عندما يتصل أحدهم ويقول ( أمسي عليكم ).. تحية ركيكة لا معنى لها ولا اصل.. بهذا المنطق إذا كان البرنامج في وقت الفجر هل سيقول (أفجر عليكم)!!..

يا أخي إذا نسيت تطرح تحية الإسلام (السلام عليكم) وهي الأولى في كل الأحوال.. على الأقل قل (مساء الخير).. فلا تجعلوا أهل الجاهلية افضل منكم.. ب « أنعمت صباحا « و»أنعمت مساء «..

ضربات حرة

غالبا تتقاطع مباريات المونديال مع امتحانات الطلاب.. فلماذا في سنة المونديال لا تقدم انطلاقة الدراسة أسبوعا وتلغي العطلة البينية وسط الفصل الثاني.. خصوصا أن آخر أسابيع الدراسة تصادف أيام القيظ الشديد!!..

سيطرة طائرة الهلال على بطولات الطائرة منذ أعوام واحتكارها لكل الألقاب لموسمين متتالين.. وفوزها على المنافس الأهلي في نهائيين متتاليين خلال أسبوع واحد.. وبمجموع ستة أشواط دون مقابل.. يعني أن الهلال في مستوى لوحده يليه الأهلي في مستوى ثاني والمستوى الثالث لبقية الفرق..

احمد البخيت أعجوبة الكرة الطائرة يشكل فريقا آخر في طائرة الهلال.. يحصد الجوائز والألقاب بشكل قياسي غير مسبوق..

أي شيء لا يبث ويعمم عن طريق وكالة الأنباء الرسمية.. يصنف بشكل قاطع على انه شأن شخصي ومجاملة ليس إلا..

مشاهدة فيلم الرسوم المتحركة « ميكي ماوس « افضل من قراءة مقالات ساذجة.. تحاول تقلب الحقائق بأسلوب أهبل..

الهلال اثبت انه النادي الأول في المملكة بتنوع بطولاته وغزارتها ومنافسته على معظم الألعاب.. وختمها خلال أيام قليلة بثلاث بطولات على مستوى المملكة « دوري ونخبة الطائرة وبطولة الكاراتيه «..

أقلام خضراء تحاول الطعن في علاقة الهلال مع الأهلي.. مع أن الهلال له مواقف إيجابية دائمة مع الأهلي.. يكفي انه في سنوات قليلة دعمه بلاعبين في القدم والسلة والطائرة مثل البخيت وتركي التركي والجمعان والخراشي والمعيوف واليامي ودون مقابل للخزينة الهلالية.. ورغم العروض المغرية التي قدمت لبعضهم من أندية منافسة للأهلي..

طرح الأستاذ فهد الروقي فكرة جهنمية!!. حيث كتب إنه يفكر بترأس نادي درجة ثالثة وسيقيم بطولة كل أسبوعين يجمع فيها فرق حواري.. وخلال سنتين سيضمن أن فريقه سيكون الأول بالبطولات وسينتزع « لقب الزعيم «.. ولقب « فريق القرن « من الهلال..!!

احتفاؤهم بالبرنامج الخليجي ومقدمه رغم إساءاته للرياضة السعودية وللقيادات الرياضية ولأكبر الأندية.. لم يحدث أي رد فعل من النادي المستهدف لان الكبير كبير.. ربما هذا ما أثار غيظهم..

رغم تحفظي على الحكم السعودي في مدى قدرته على إدارة المنافسات المحلية الساخنة.. لكنه غالبا ينجح خارجيا لأنه يدير المباريات بعيدا عن الضغوط والهواجس والقرارات المعلبة.. وهذا ما سيثبته الحكم خليل جلال في مباراة فرنسا والمكسيك..

دارت تعليقات طريفة حول ماذا قال ماردونا لخليل جلال؛ فبعضهم قال إنه سأله لماذا طردت الدوسري وهو وضع اصبعه على فمه ولم تطرد فيقاروا بعد أن ضرب رادي بالكوع !.. والبعض أيضا قال إن خليل أفلت فرصة نادرة لدخول تاريخ كأس العالم بعدم طرده لماردونا!..

عندما يبرر التهجم على نادي معين بسبب أنه استقبل تبرعا سخيا من مواطن سعودي.. أو لأنه خاطب إدارة نادي لاستقطاب أحد لاعبيه كممارسة احترافية عادية.. فهذا يؤكد بدون شك أنها حملة مفتعلة.. وتسقط أي ذريعة للإساءة للنادي المستهدف!.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد