Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/07/2010 G Issue 13807
الأحد 06 شعبان 1431   العدد  13807
 
متى ننتهي من مدارس المباني المؤجرة؟
حسن اليمني

 

مباني المدارس المؤجرة لازالت تشكل قضية ومشكلة تستحق منا سرعة المعالجة وتوفير الحلول، خاصة وأن غالبية هذه المباني المستأجرة تفتقد لأدنى المواصفات العلمية والصحية، وإن أضفنا إليها عوامل الطقس والمناخ وروتينية الصيانة ومستلزمات الأمن والسلامة فإننا سنجد أن وضع كثير منها أمر لا يحتمل.

وبفضل من الله فإن توجيه خادم الحرمين الشريفين بسرعة إحلال مباني المدارس الحكومية محل المباني المستأجرة قد أصبح ملموسا، ما يدل على اهتمام وحرص القيادة على تحقيق أرقى وأفضل الخدمات، ويبقى كثرة عدد المباني المستأجرة للتعليم وسعة مساحة الوطن وتباعد المسافة بين المدن والقرى ربما من الأسباب التي لازالت تحول دون الانتهاء بشكل نهائي في عملية الإحلال هذه، وان كنا نسمع من بعض المسئولين عن عدم توفر أراضي في المخططات والأحياء مخصصة للتعليم وهو أمر لا يلقى قناعة لدى الناس، إذ إنه من المعلوم أنه لا يفسح مخطط عقاري جديد إلا بعد توفير مساحات للتعليم والصحة والمراكز التجارية، فأين ذهبت إذن؟

إن التعليم وبخاصة الابتدائي منه هو أول وأهم ما يتوجب الاهتمام به، ولا يكفي أبداً تعديل المناهج وتوفير الكتب والمدرسين الأكفاء دون توفير المناخ والجو الدراسي المناسب، ذلك أن التعليم هو في الحقيقة عملية نقل المعلومة من الكتاب والأستاذ إلى عقول ناشئة ومستجدة على الحياة وصخبها، ولا يعقل أن تكتظ الأنفاس وتحتبس الروائح في غرفة صغيرة تحتضن أكثر من ثلاثين طالبا في بلد صحراوي شديد الحرارة وتحت رحمة جهاز تبريد واحد إن وجد وكان صالحا للاستعمال.

إن طموحنا أكبر وبكثير من توفير المباني إلى توفير الأنموذج الحضاري التعليمي وتحويل التعليم لدينا من مدارس للتلقين وحمل الكتب والدفاتر إلى مدارس ذكية تستخدم الحاسوب وشبكة المعلومات ومختبرات علمية وبحثية ومكتبات تستوعب تقنية العصر وأدواته، ذلك أننا وفي عصر التقنية والتقنية المتقدمة نبحث عن جيل يواكب ويتجانس وحاجات العصر ومستلزماته، فالطالب أو الطالبة المستجدين في المدارس الابتدائية هم الذين نبني لهم اليوم الجامعات والمعاهد المتقدمة، وكان من الأنسب لو أننا بدأنا من البداية الصحيحة من المدارس الابتدائية ثم المتوسطة ثم الثانوية فالجامعات والمعاهد المتخصصة أو على الأقل واءمنا بين هذه وتلك حتى نختصر المسافات الزمنية التي تحرق الأجيال في صعوبات التحول والتبدل.

مملكة ماليزيا خرجت من المدارس التقليدية ومدارس القرن العشرين إلى المدارس الذكية التي يقتصر فيها التعليم على الحاسوب والشبكة المعلوماتية بنسبة أكثر من تسعين في المائة من المدارس وخاصة الابتدائية منذ أربعة عشر عاما، وتحولت إلى نظام تعليمي تقني يمكن للطالب والطالبة من تلقي الدروس وتقديم الامتحانات حتى من داخل المنزل أو أسرة المشافي بواسطة الحاسوب وشبكة المعلومات التي تتيح أيضا للطالب والطالبة دخول المكتبة والمختبر والبحث وتدوين النتائج دون حاجة للانتقال المكاني، فما الذي يعيق حصول ذلك وتوفره لدينا؟ مع توفر كافة الإمكانات وبشكل ثري وغني.

إن اضعف الإيمان توفير المناخ الدراسي الصحيح والسليم والصحي، خاصة وأن أكثر أيام وشهور الفصول الدراسية تكون في العادة بحكم طبيعة المناخ شديدة الحرارة، ولا احد يجهل اليوم ضرورة الالتفات إلى ذلك وبشكل سريع مع اكتظاظ عدد كبير من الطلاب والطالبات في غرف أعدت أساسا للسكن وليس للتدريس.



hassan-alyemni@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد