الحياة في مجتمعنا تتغير باستمرار، ويحكم هذا التغير عوامل عديدة متلاحقة، وكان لا بد أن يوازي هذا التغير وعي ثقافي في مجالات الحياة.

والزواج نجاحاً وفشلاً يعتمد على هذا الوعي لهذه العلاقة التي تبدأ بالاحتفالات وتنتهي أحياناً بالطلاق. والآن نحن في موسم احتفالات للشباب والفتيات في جميع أنحاء المملكة، وهذه الاحتفالات هي الانطلاقة لحياة زوجية يحكمها المستقبل، وعلى هذا الأساس تتزايد نسب الطلاق في جميع أنحاء المملكة، فمعنى ذلك أن هناك خللا في التحضير لهذا الزواج وخللا في التهيئة له، سواء للشاب أو الفتاة، ونسمع عن بعض الدورات التي تقام للمقبلين على الزواج، وهي محدودة، وقد لا تكون منتظمة، فتكون الاستفادة منها محدودة، إضافة إلى فترة هذه الدورات القصيرة، ولا شك أن الزوجين لا يتحملان مسؤولية فشل الزواج كاملة، لأنهما وجدا في بيئة خالية من التوجيه والتثقيف لهذه العلاقة، ولأنهما عاشا في مجتمع تغيرت أنماط معيشته وجوانب أخرى، فلم يكن لديهما الوعي الكافي بأهمية هذه العلاقة، فصار الطلاق هو أول الحلول للتخلص من المشاكل الزوجية، هذه المشاكل التي لا تخلو منها هذه الحياة الزوجية. لكن ليس لديهما العلم المسبق بأن الحياة الزوجية مليئة بالمشاكل هكذا هي، ومن وجهة نظر خاصة فإن الوعي الثقافي للعلاقة الزوجية ما زال قاصراً على مستوى المجتمع، وإن كان هناك بعض التوجيه فهو محدود وغير منتظم، وسائل الإعلام لا تقدم التوجيه بالشكل المطلوب، والمناهج تخلو من هذه العلاقة الزوجية تعاملاًَ، ولذا لا بد أن يزداد التركيز على الثقافة الزوجية قبل الزواج سواء في وسائل الإعلام المختلفة، أو المناهج الدراسية، وفي المناسبات في خطب الجمعة، والتي نتمنى أن يركز فيها على العلاقة الزوجية وسبل نجاحها، لأن المجتمع الآن ينظر لهؤلاء الشباب نظرة من يتزوج في الصيف ويطلق في الشتاء. وهكذا ما سمعت في الرياض لأحد الإخوة عندما سألته عن الإجازة وأين يقضيها، أجابني بأنه مرتبط بدعوات زواج ولكن قال للأسف هؤلاء الشباب يتزوجون في الصيف ويطلقون في الشتاء.