Al Jazirah NewsPaper Monday  09/08/2010 G Issue 13829
الأثنين 28 شعبان 1431   العدد  13829
 
في إنجاز بحثي جديد وللمرة الأولى
فريق علمي مشترك من جامعة الملك سعود ومعهد ماكس بلانك يشاهدون تحرك إلكترونات الذرّة في الزمن الحقيقي

 

الجزيرة- الرياض

تمكن فريق بحثي عالمي بقيادة البروفيسور فيرنس كراوس من معمل الفيزياء للزمن المتناهي في الصغر (الأوتوثانية) في معهد ماكس بلانك للبصريات الكمّية، بالتعاون مع الدكتور عبد الله الزير من جامعة الملك سعود، ومختبر أرجون الوطني في كاليفورنيا، بيركلي، وجامعة لاودنق ماكسميلان في ميونخ - الولايات المتحدة الأمريكية، من مشاهدة، ولأول مرة، ما يحدث من السلوك الميكانيكي الكمي لغاز نوبل بمجرد إخراج أحد إلكتروناته من مداره. وقد استطاع الباحثون من تحقيق هذه النتائج باستخدام نبضات ضوئية لا يزيد زمن بقائها عن 100 أوتوثانية تقريباً، حيث نجحوا في مشاهدة حركة سحابة الإلكترون مع الزمن عندما يتم إخراج أحد الإلكترونات من مداره بواسطة نبضات من الضوء، وقد تم نشر هذا الاكتشاف في مجلة (nature) بعددها الصادر في 5 أغسطس 2010م. التي تصدر عن مجموعة الطبيعة التابعة لدار ماكميلان للنشر وأبرزته على غلافها إلى مشاهدة تحرك إلكترونات الذرّة في الزمن الحقيقي للمرة الأولى على الإطلاق في إنجاز عالمي غير مسبوق.وتعتبر مجلة الطبيعة (النيشر) إحدى المجلات العلمية الأكثر شهرة في العالم وذات التصنيف الأكثر مرجعية من مجلات العلوم متعددة التخصصات نظرا للقيود الصارمة المفروضة على المقالات المنشورة بها. ومجلة الطبيعة تنشر مقالات البحوث العلمية الأصيلة التي تحقق تقدماً كبيراً في أي فرع من فروع العلم يشاركها في المنافسة مجلة العلوم (الساينس).ويتعلق هذا الاكتشاف بدراسة الجسيمات الكمية، مثل الإلكترونات، سريعة التأثر والمحكومة بقوانين ميكانيكا الكم والتي لا تزيد مدة حركتها في مدارها داخل الذرة عن جزء من الأوتوثانية (الأوتوثانية تساوي جزء من مليون بليون من الثانية). فطبيعة عمل هذه الجسيمات الأولية داخل محيط الذرة يعتريه - حالياً - الكثير من الغموض، واتضح أنه لا يمكن تحديد كمية حركة جسيم ما ومكانه معاً في الوقت نفسه، ولهذا توصف حركة هذه الجسيمات في ميكانيكا الكم بواسطة سحابة تدعى «كثافة الاحتمال للجسيمات». وبذلك تمكن الفريق البحثي العالمي من المشاهدة المباشرة والتصوير الافتراضي لهذا الخفقان بواسطة نبضة ضوئية أخرى في مدى الفوق - بنفسجي لا يتعدى زمن بقائها 150 أوتوثانية. ووجد من ذلك، أن موضع الفجوة داخل الأيون، أو بمعنى آخر موضع الشحنة الموجبة، تتحرك ذهاباً وإياباً بين تمدد وانقباض في الشكل وبزمن دوري قريب من ستة آلاف أتوثانية. ويشرح قائد البحث في معهد ماكس بلانك الدكتور إليفثيريوس قوليلماكس أنه بهذه الطريقة تمكنا، ولأول مرة على الإطلاق، من النجاح في مشاهدة حركة توزيع الشحنة داخل الذرة مباشرة. ونوه سعادة الدكتور عبدالله الزير قسم الفيزياء بجامعة الملك سعود والمشارك في البحث بأن «تجاربنا هذه أعطت عرضاً فريداً من نوعه بزمن حقيقي للعالم المتناهي الصغر.» وأضاف الدكتور الزير «بأن هذا الإنجاز البحثي العالمي سوف يسجل باسم الوطن ممثلا بجامعة الملك سعود»، مشيراً إلى إن ما توصل له الباحثون في معمل الفيزياء للزمن المتناهي في الصغر (الأوتوثانية) من نتائج يساعد على فهم حركة الإلكترونات خارج نواة الذرة. إن هذا النوع من الحركة في جزء من الثانية في أكثر الأنظمة (الجزيئية) المعقدة هي المسؤولة أساسا عن سلسلة من العمليات البيولوجية والكيميائية وبالتالي فإن الفهم العميق لهذه الحركة يمكن أن يؤدي في المستقبل إلى فهم أفضل للأصول المجهرية من الأمراض المستعصية حاليا بالإضافة إلي تسريع معالجة البيانات الإلكترونية والوصول إلى الحد الأقصى في الإلكترونيات. وختم الدكتور عبدالله الزير بمناسبة هذا الاكتشاف العلمي «لاشك أن مشاركة الفريق العلمي ساعد على الاستفادة من إنشاء المعمل عن بعد والاستفادة من البيئة المتوفرة في معهد ماكس بلانك للبصريات الكمية، من تميز علمي وبنية تحتية ملائمة وظروف مناسبة للتجارب أدت إلى هذا الاكتشاف وغيرها سيتم إعلانها لاحقا إن شاء الله وأن نشر هذه النتائج في مجلة مرموقة عالميا إنما يتجاوزه إلى إبراز الوطن، على أصعدة البحث العلمي العالمية.وقال: تأتي مشاركة جامعة الملك سعود في هذا الإنجاز العلمي تفعيلاً لبرنامج التوأمة العلمية العالمية الهادف - كما جاء على لسان معالي الدكتور عبدالله العثمان مدير الجامعة - إلى عقد شراكات علمية مع الجامعات والمعاهد ومراكز البحث العالمية الرائدة في المجالات العلمية والتقنية للارتقاء بالمخرجات العلمية للجامعة إلى المستويات الدولية، تحقيقا للرؤية الحكيمة التي ينطلق منها سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو نائبه الثاني يحفظهم الله للنهضة بالوطن والارتقاء بعلومه وتقنيته إلى مستوى العالم المتقدم.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد