Al Jazirah NewsPaper Wednesday  11/08/2010 G Issue 13831
الاربعاء 01 رمضان 1431   العدد  13831
 
مطر الكلمات
الوعي بحدِّ القانون
سمر المقرن

 

الشيء الطبيعي أنّ كلّ المجتمعات بحاجة للتوعية، وكل المجتمعات الإنسانية تستخدم كل الوسائل من أجل رفع الوعي لدى الناس، ولكن عندما يفشل الناس في تقبُّل الوعي البسيط، الوعي السهل، الوعي القادم من الملصق والمنشور، من الصحف والتلفزيون والإذاعة، ويفشل الناس في تلقِّي الوعي، فلا يبقى حل أمامنا إلاّ أن نحصل على الوعي بحدّ القانون، فالقانون وحده أحياناً من يوصل رسالته للناس: هذا مسموح وهذا غير مسموح، وهذا لائق وهذا غير لائق، وهذا جيد وجميل وهذا غير جيد وقبيح، بالأمس كنا نسمع أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة حدّدت مخالفة مقدارها 500 درهم لمن يلقي بالنفايات مع النافذة أو يرميها في غير مكانها المناسب، وسمحت سلطات دبي بالتشهير بالمعاكسين للفتيات من غير رضاهن في الصحافة بالصورة والاسم كاملاً، ورغم قوّة العقوبة وعنفها، إلاّ أنها السبيل الوحيد لنشر الوعي.

وفي الولايات المتحدة مخالفات الوقوف للسيارات لا تتجاوز العشرين دولاراً في أغلب الأحوال، لكنها تتضاعف عشرات المرات إذا ما توقّف أحدهم في موقف خاص بالمعاقين وتصل لخمسمائة دولار، بل وتصل مخالفات السرعة العالية لمبالغ ضخمة والسجن أيضاً، كلُّ هذا يحدث لإيصال رسالة قوية للناس: ما لم يحصل الوعي بالطرق البسيطة ومن خلال وسائل الإعلام، فإنه يحصل بقوة القانون والغرامة والعقوبة، حتى يصل هذا الوعي إلى مدارك الناس.

وهذا وضعنا أيضاً، هل هناك عقوبة للكتابة على الجدران بسبب تشويه كل ما هو جميل في بلدنا بسبب ثلة من الشباب المراهق في كل مكان؟ وبسببهم صار كل مبنى جديد عرضة للتشويه بسبب تصرفات صبيانية غير واعية، وماذا عن آبائهم الذي تركوهم في الشوارع لتشويه وإيذاء المرافق العامة؟

ماذا عن رمي النفايات من نوافذ السيارات والسيارة تسير أو حتى وهي واقفة؟ إذا لم يردع الناس من خلال لوحة أو منشور أو محاضرة في مدرسة أو وسيلة إعلامية، فلا أقلّ من غرامة مالية كبيرة يدركون من خلالها أنّ هذا العمل مشين، كذلك الوقوف بطريقة خاطئة أو في الأماكن المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة واستغلالها، وترك هذه الفئة الخاصة من الناس تمشي وتتعذّب وهي بحاجة لعناية خاصة ليتوقف الصحيح المعافى قريباً من كل شيء يبدو أمراً مخجلاً، فلو دفع غرامة ألف ريال فليست قليلة لأنه لم يع احتياج هذه الفئة للمساعدة، ولا يعي أنّ هذا الموقف ليس من حقه!

لدينا عادات سيئة للغاية كلنا ننتقدها لكن كثير منا يفعلها، قطع الإشارة المرورية، سدّ الطريق بالسيارة وكأنّ الشارع ملكٌ خاصٌ له فتحلو «السوالف» ويكثر «الضحك» والناس تقف منتظرة أن تعبر! أيضاً الإساءة لأشخاص في ذممهم وأعراضهم، الشتائم في الصحافة الرياضية، سرقة البيوت الآمنة وتخريبها، العنصريات والمناطقية بالألفاظ تجاه المواطن للمواطن أو المواطن للمقيم أو العكس، كل هذا الخليط وغيرها من الذي لا يرد على ذاكرتي الآن، كلها قضايا يجب أن يعي الناس خطورتها بحدِّ القانون أو بحدِّ الوعي أو بأي حدٍّ، المهم أن نصل لحل فيها .. وبما أنّ اليوم هو أول أيام الشهر الفضيل، فليكن مناسبة حقيقية لكل منا أن يراجع نفسه وسلوكياته، وكل عام وأنتم بخير.

www.salmogren.com


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد