Al Jazirah NewsPaper Friday  13/08/2010 G Issue 13833
الجمعة 03 رمضان 1431   العدد  13833
 
ايقاع
أنا على ابن عمي
د. مها السنان

 

يمكن اعتبار ما حدث في اجتماع الجمعية العمومية ل «جسفت»، إنموذجا للمثل الذي استشهد به الدكتور صالح الزاير «أنا وأخي على ابن عمي» مع أن المفترض استبداله بقوله صلى الله عليه وسلم «المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص». حيث يضيف الدكتور الزاير إننا عمدنا إلى هدم الجميعة بدل البناء.

نعم هناك أخطاء ولكن لم نعالجها، بل لم نسع للترميم قدر سعينا للتحطيم تمهيدا لإعادة البناء كما هي عاداتنا، وكنت أعتقد أن بيننا (رجل رشيد) حين ردد أحدهم أكثر من مرة «لا مشكلة لن نناقش ما سلف»، وعلمت في نهاية الجلسة أن سبب ذلك الاستعجال هو الانتخاب الذي لم يحصل في الوقت ذاته دون اعتبار لأكثر من مائة عضو لم يحضروا الاجتماع!، عتبت أيضا على عدد قليل من الحاضرين والحاضرات (رغم تحملهم عناء الحضور) ممن كنت أعتقد أن احتكاكهم بمؤسسات المجتمع المدني أثناء سفرهم أو إقامتهم (في الدول التي قدمت لنا هذا المفهوم) أضافت لهم مفاهيم البناء وماهية هذه المؤسسات، بدلا من ترديد المصطلح دون وعي لمكنوناته. في المقابل أثبت عدد غير قليل من الحاضرين صحة القول» اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية» وخصوصا من لهم سنوات وباع طويل في الحركة التشكيلية المحلية وعاصروها بل ساهموا في نموها، فهم بالفعل من كان أكثر حرصا على علاجها وترميمها بدلاً من هدمها.

عموما من تم ترشيحهم انتخبناهم بأنفسنا، ونسينا نحن الدور الذي يجب أن نقوم به، فأصبح مجلس الإدارة والأعضاء والوزارة يدورون في دائرة لا تنتهي من تحميل الآخر تداعيات الفشل، وإذ نجحت جماعات فنية صغيرة لأنها اعتمدت على نفسها، سقطت جمعيتنا (في الوقت الحالي) لأننا اتكلنا على الآخرين، مع تمنياتي للجميع (إذا بقي منهم أحد) في إعادة البناء ولكن دون وضع تصور الهدم أمامهم، وأن يتعلموا ممن سبقهم، (ويامن تُحاسِب اليوم.. سوف تُحاسَب غداً)! أخيرا ربما كان رأي الدكتور صالح الزاير (الذي وافانا به من الخارج عبر الفيس بوك) يلخص الإشكالية حين قال: « لا بد أن نثقف أنفسنا كتشكيليين في العمل المجتمعي المدني، فثقافة الفردية –الأنانية- هي ماوضع الجمعية تحت المطرقة وفتتها قبل أن تخرج إلى النور.. كان مأمولا من هذه الجمعية أن تكون بمثابة النقابة التي تحفظ حقوق الفنان ولكن يبدو أنها خطوة غير مستعدين لها، لازلنا نرزح تحت المفهوم الضيق للمؤسسة المدنية.. يتحدث البعض عن حل الإدارة القديمة.. هل هذا سيحل المشكلة؟ لا أظن، فالإدارة الجديدة سيواجهون بالتجاهل والتناحر والتحطيم كما واجه السابقون.. نخطئ إن حسبنا أن الجمعية هي مركز نشاط للفنون التشكيلية فقط، بل هي هيئة تتكلم باسمنا، ووسيلة لإيصال رسالة الفن التي نسعى لها.. وهنا يتحول الفن إلى وسيلة أكثر منه غاية.. إذا فهمنا هذا سوف يكون لنا جمعية تجمعنا.»



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد