Al Jazirah NewsPaper Friday  13/08/2010 G Issue 13833
الجمعة 03 رمضان 1431   العدد  13833
 

بعد 31 عاماً.. رؤية الأمير سلمان بن عبدالعزيز تتحقق
زيارة تفقدية تاريخية لسموه مهدت الطريق لاختيار اليونسكو لحي الطريف بالدرعية ضمن قائمة التراث العالمي

 

لم يكن اختيار (حي الطريف) بالدرعية ضمن قائمة التراث العالمي صدفة بل وفق تمهيد من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حيث سبق أن أرسى سموه دعائم ذلك قبل واحد وثلاثين عاماً بزيارته التفقدية التاريخية للدرعية وبالتحديد في يوم الأربعاء 7-4-1401هـ وثمرة هذه الزيارة مكانة العاصمة الأولى في قلوب أبناء المملكة قيادة وشعباً مما جعلها تنال ما تستحقه من مشاريع وخدمات جعلناها تتبوأ مركزها في جميع المحافل من خلال توثيقها في المراكز العالمية المتقدمة كمكانتها في العالمين العربي والإسلامي.. هذه باختصار شديد كانت بنود الاجتماع الذي عقده أميرنا المحبوب سلمان.. وتلك أهم فقراتها حيث جعلها -حفظه الله- توليفة لعمل طويل وشاق أثمر فيما بعد عن اختيارها ضمن القائمة العامية للتراث، لتنضم إلى مدائن صالح.

زيارة تاريخية تفقدية لسلمان الوفاء

بدأ الأمير سلمان زيارته التفقدية للعاصمة الأولى للمملكة يرافقه عدد من كبار المسؤولين بالقطاعات ذات العلاقة على قدر كبير من الكفاءة والتربع على هرم هذه القطاعات، أذكر منهم معالي وزير المعارف سابقاً د. عبدالعزيز الخويطر، ومعالي وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية سابقاً، ود. صالح المالك -رحمه الله- ومعالي وكيل وزارة المواصلات آنذاك د. ناصر السلوم ومعالي أمين مدينة الرياض سابقاً عبدالله النعيم، ومعالي نائب وزير المالية سابقاً د. ناصر العمير، ووكيل وزارة المعارف لشؤون الآثار سابقا د. عبدالله المعيدي، وغيرهم من المدراء العامين بمنطقة الرياض. وبعد وصول سموه لمقر المحافظة كنت ضمن المستقبلين لسموه الكريم من المسؤولين والوجهاء، وبعد استراحة تفضل سموه بالتحدث عن هذه الزيارة والهدف منها ثم بدأت الجولة التفقدية للمواقع التي تشرفت بزيارة سموه ومنها منطقة الآثار بحي الطريف وغصيبه والمليبيد والبجيري وسمحان وجزء كبير من الوادي وغير ذلك.

وبعد الجولة، عاد سموه وترأس اجتماعاً حضره مرافقو سموه ووكيل إمارة الدرعية (شخصي الضعيف) والشيخ عبدالله بن خميس ومدير البلدية وقد ناقش سموه مع الجميع كل حسب اختصاصه احتياجات الدرعية لتوثيق إرثها المكاني والإنساني، وبعد ذلك أكمل سموه ومرافقوه بقية برنامج الزيارة التفقدية، واستمع من أهالي الدرعية لمطالبهم في حديث متميز دُعي إليه عدد من الوجهاء والأعيان من مختلف شرائح المجتمع وقد بشرهم سموه بما سيتحقق للدرعية من مشاريع وخدمات وكعادة سموه وعد فأوفى من خلال ما اعتمد من المشاريع بعشرات الملايين لعدد من المرافق الخدمية ومن أهمها حي الطريف واستمراراً لذلك تابع سموه تنفيذ جميع مشاريع التطوير بالدرعية طيلة 30 سنة التي تشرفت على مدى 23 سنة منها بالخدمة بالدرعية كأول وكيل للإمارة هناك.

تغطية الجزيرة للزيارة كانت متميزة

غطت عدد من وسائل الإعلام المرئية والمقروءة هذه الزيارة تتصدرها جريدتنا الغالية الجزيرة حيث كانت تغطيتها متميزة في عددها رقم (3103) بتاريخ 8-4-1401هـ وأبرزت هذه الوسائل أصداء تلك الزيارة في أعدادها يوم الخميس الموافق 8-4-1401هـ.

التاريخ يسجل حي الطريف

واليوم يصدر قرار اليونسكو المتضمن الموافقة على تسجيل حي الطريف بالدرعية في قائمة التراث العالمي والذي أسعد جميع أبناء المملكة العربية السعودية بتحقق هذا الإنجاز الكبير لينضم لما قبله من إنجازات رعاها سمو أمير منطقة الرياض رئيس اللجنة العليا لتطوير الدرعية الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز وتابع وأشرف على تنفيذها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة والآثار والمتاحف الذي كان لسموه اهتمام ودور بارز بحي الطريف قبل توليه رئاسة الهيئة العامة للسياحة والآثار والمتاحف بوقت طويل أي منذ عام 1412هـ، حيث كان سموه يقوم بزيارة مستمرة وفق توجيهات سمو أمير منطقة الرياض وفي كل يوم يتابع برنامج تطوير الدرعية محافظها العاشق لتراثها وتاريخها الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن وفقه الله وأعانه.

هوج الرياح العاتية ما محتها

يقف قصر سلوى وغيره بحي الطريف وأسوار الدرعية عامة معلماً أثرياً وسياحياً يجدد ملامح التاريخ المنصرف وإلهاما للحاضر المشرق، فهو قصر الحكم بالعاصمة الأولى للدولة السعودية، وكنت قد تطرقت بالإشارة إليه في كتابي عن الدرعية باللغتين العربية والإنجليزية بعنوان (من أصالة الماضي العريق والحاضر المجيد للدرعية) والذي تناولت فيه تاريخ وحاضر الدرعية بصورة موجزة معبرة مدعماً بعدد من الصور واستشهدت على ما بقي من هذا القصر الشامخ الضارب بجذوره في عمق التاريخ بهذين البيتين:

باق من الذكرى رسوم لإطلال

هوج الرياح العاتية ما محتها

أظنها تبقى على مر الأجيال

تنبيك عن قدرة يدين بنتها

التطوير والاهتمام بالدرعية

بقيت مدينة الدرعية هي الأبرز والأهم على ضفاف وادي حنيفة بالقرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين، السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، واستمرت شهرتها على الرغم مما تعرضت له من ظروف وثقتها المصادر وقد نالت الاهتمام المحلي والعربي والإسلامي والعالمي ومن أبرز هذه الاهتمامات بالدرعية التاريخية صدور الأمر السامي رقم 528- م وتاريخ 17-6-1429هـ بالموافقة على أن تتولى الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مسؤولية تطوير الدرعية عبر لجنة عليا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وعضوية عدد من المسؤولين في الجهات ذات العلاقة، وصدر الأمر السامي الكريم رقم (5455- م ب) بتاريخ 19-7-1427هـ القاضي بتكليف الهيئة العامة للسياحة والآثار بالعمل على تسجيل موقع حي الطريف بالدرعية ضمن قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو وتم تسجيل موقع حي الطريف بالدرعية التاريخية ضمن قائمة التراث العمراني العالمي باليونسكو يوم السبت 19-8-1431هـ الموافق 31-7-2010م.

ومن هذا المنبر الإعلامي واسع الانتشار أقول: ما زالت آثار هذه البلاد بحاجة ماسة إلى مزيد من الجهد للبحث والتنقيب لمعرفتها والكشف عن مزيد منها، وألا يقتصر البحث في هذا المجال والكتابة فيه على المعنيين بالآثار دون غيرهم، بل يجب أن يشمل هذا الأمر كل من يستطيع من أبناء هذه البلاد حيث مسؤولية تقدمها ورقيها على عواتقهم في الدرجة الأولى كل حسب قدرته وموقعه في المجتمع وأن يقدم ما يستطيع لتطلع عليه الأجيال جيلا بعد جيل بعد التثبت من صحته ليتمكن الجميع من الوصول للهدف المنشود وهو خدمة هذا الوطن ومعرفة ما كان عليه الوطن وما قام به الآباء والأجداد من إنجازات.

عبدالرحمن بن صالح بن عبدالرحمن العبداللطيف

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد