Al Jazirah NewsPaper Wednesday  18/08/2010 G Issue 13838
الاربعاء 08 رمضان 1431   العدد  13838
 
«وقف المدارس النسائية» يوظّف ثلاثة آلاف معلمة سعودية

 

توالت دعوات المفكرين والباحثين في الآونة الأخيرة إلى أهمية إعادة الوقف لمركزه القيادي كمحرك فاعل لدورات التنمية في المنظومات المدنيّة. وذلك إيماناً منهم بقدرته الفائقة على تحقيق مفهوم الشراكة المجتمعية على نحو يضمن نجاح الإستراتيجيات والخطط.

وفي المؤسسات الخيرية تتأكد هذه الأهمية لكون الأوقاف البديل الأنجع للتبرعات والهبات المقطوعة التي سرعان ما تنفذ ميزانياتها دون أن تحقق ديمومية المشروعات واطراد نموها لاسيما مع مشروعيته التي أفتى بها عدد من المشائخ الفضلاء، منهم الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء والدكتور عبدالله بن موسى العمار والدكتور عبدالعزيز بن محمد الفوزان والدكتور يوسف بن عبدالله الشبيلي والدكتور محمد بن سعود العصيمي حفظهم الله. ونص فتواهم جاء ردّاً على سؤال حول صرف الزكاة لتسديد قرض وقف الجمعية: «يجوز دفع الزكاة لهذه الجمعية (جمعية تحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض) لأن نشاطها في تحفيظ القرآن وتعليمه وتربية الناشئة عليه وهو من الدعوة إلى الله تعالى».

من هذا المنظور سعت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض إلى الاعتماد على الأوقاف لتمويل مشروعاتها مستعينة بإحدى المؤسسات الوطنية المتخصصة في مجال تطوير الأنظمة المالية والإدارية ومنتهجة أسلوبا دقيقاً في اختيار الأوقاف سواء من حيث المواقع أو الأسعار. فخلال العام المنصرم قامت بشراء «وقف الحياة» بمبلغ 77 مليون ريال، بتمويل من بنك البلاد، وهو عبارة عن مبنى تجاري مميز يقع في حي المروج بمدينة الرياض على طريق الإمام محمد بن سعود. ولقد تم سداد كامل قيمة الوقف بدعم المحسنين في وقت قياسي ولله الحمد في أقل من أربعة أعوام.

وفي هذا العام 1431هـ قامت الجمعية بشراء برج الوردة ليكون «وقفا للمدارس النسائية» بمبلغ 147 مليون ريال بتمويل من بنك البلاد، فيما تأمل أن تتمكن من سداد الأقساط المستحقة من تبرعات المحسنين وأهل الخير في هذه البلاد الطيبة من خلال عدة وسائل ميسرة للتبرع هي في متناول الأيدي، منها: الإيداع المباشر، الاستقطاع الشهري، رسائل الجوال إلى (5090)، الاتصال بمندوبي الجمعية.

ويُعدّ «وقف المدارس النسائية» الجديد أحد معالم مدينة الرياض المعمارية علاوة على موقعه الفريد الكائن عند تقاطع شارعي الأمير تركي الثاني والعليا العام مقابل مبنى الخطوط السعودية (من جهة الشرق). ويتكون هذا الوقف حديث التصميم من ثلاثة أبراج متلاصقة في كل برج منها ثمانية أدوار (بالإضافة إلى القبو) تحتوى على 19 معرضاً و 41 مكتباً و5 شقق سكنية على مساحة إجمالية تبلغ 5.914 م2.

ومؤخراً حالف التوفيق الجمعية في تأجير الوقف بالكامل لأحد الدوائر الحكومية وذلك للاستفادة من دخله في دعم المدارس النسائية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض البالغ عددها 273 مدرسة، يدرس فيها قرابة 60 ألف طالبة من مختلف الأعمار ويعمل بها 4136 معلمة وإدارية سعودية. وقد جاء قرار تخصيص هذا الوقف لصالح مدارس التحفيظ النسائية نظراً لشح الموارد الذي تعانيه منذ مدة ليست بالقصيرة حتى أوشك عدد ليس بالقليل منها على غلق أبوابه!

ومن المؤمل أن يستوعب دخل إيجار «وقف المدارس النسائية» ثلاثة أهداف رئيسة، هي:

* سد العجز في ميزانية المدارس النسائية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض.

* كفالة 3000 وظيفة نسائية من أصل 4136 وظيفة من وظائف معلمات مدارس التحفيظ.

* تحسين وتطوير أداء المعلمات من خلال دورات متخصصة في القرآن الكريم والتعامل مع النشء.

وعلى ذلك ف»وقف المدارس النسائية» يعتبر مساهمة حقيقية من الجمعية في توظيف المرأة السعودية وفي فتح المجال لها للمشاركة في المسيرة التنموية بالإضافة إلى توفير الفرص الملائمة لها لتطوير مهاراتها وقدارتها التربوية.

وجدير بالإيراد أن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض هي إحدى المؤسسات الوطنية الرائدة التي أنشئت بمباركة جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله، وتعمل تحت مظلة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وفق سياسات محددة وآليات عمل منضبطة محققة للغايات الأساسية من إنشائها التي يمكن إيجازها في:

* توجيه أبناء المسلمين لتعلم القرآن العظيم وحفظه.

* إحياء دور المسجد.

* تحصيل الخيرية الموعود بها في قوله صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»

* إعداد مجموعات من الحفظة لكتاب الله ليكونوا اللبنة الأساسية في تكوين المجتمع البار بوطنه وأمته.

* فتح باب من أبواب الخير للموسرين لبذل المال للإعانة على تعليم القرآن الكريم.

* التحصن بالقرآن العظيم من فتن آخر الزمان.

ووفق إحصائية الجمعية الأخيرة فقد بلغ عدد حلقات التحفيظ للبنين 4503 حلقة، وعدد الفصول الدراسية للبنات 3382 فصلاً وهي في توسع مستمر ولله الحمد.

وتحظى الجمعية باهتمام كريم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الرئيس الفخري للجمعية يحفظه الله، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عضو مجلس إدارة الجمعية ورئيس مجلس إدارة تنمية الموارد فيها، كما تحظى بقبول ودعم كافة فئات المجتمع السعودي لها قبولاً ودعماً يعبر عنهما بصورة جلية حرصها الدائم على الدعم وعلى انتظام أبنائها وبناتها في حلقات الجمعية ومدارسها.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد