Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/08/2010 G Issue 13844
الثلاثاء 14 رمضان 1431   العدد  13844
 

واغازياه
شعر - محمد بن سعد العجلان

 

لم أتشرف بلقاء معالي الوزراء والأدباء الرجل الاستثناء كما وصفته جريدة الجزيرة الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي يوماً، ولكني تشرّفت بلقائه من خلال بعض ما كتبه، ولا أزعم أني قرأت جلّ ما كتبه فأنا قارئ مقتر بخلت على نفسي كثيراً بقراءة ما يزيدني ثقافة وأدباً، ولكني وجدت فيما قرأته من نتاجه - غفر الله له - ما يجعله في ....

نظري إحدى القامات الأدبية الشامخة في عالمنا العربي، كما أنّ سيرته العطرة من خلال وظائفه المتعددة تضيف له مكانة أخرى، فقد كان رحمه الله رجلاً من طرازٍ نادرٍ من الرجال القلائل الذين قلّما يجود الزمن بأمثالهم، ولذلك فكل ما يمكن أن يقال من شعر ونثر يظل أقل من أن ينصف فقيد الوطن - رحمه الله وأسكنه فردوسه الأعلى -، وهنا أتقدم بصادق العزاء والمواساة لزوجته الصابرة أم سهيل ولكافة أفراد أسرته الكريمة، ولكل محبيه من أبناء الوطن.

واغازياه وَلَجَّ الصوت في أذني

واستوطن الحزن من أصدائه بدني

واغازياه وما للصوت رجع صدى

إلا مقالة ناعٍ مطبقٍ حزنِ

نعاك شعري نبيلاً بين أضلعه

كم أينع الحرف بالأشعار والشجنِ

فما تزال حروفٌ أنت مبدعها

كالخيل يصهلها ذكر ابن ذي يزنِ

فأنت منها مكان القلب تدفعها

وأنت فيها كما سيفٍ إلى اليمنِ

لا غرو إما نعاك اليوم قارئُها

أو قال مما به للأحرف استكنِ

فإن أبت وبكت تشكو تجزَّعها

فما بكت إذ بكت إلا على وطنِ

لا دمع أسخن من دمعٍ على رجلٍ

أمسى حديث الورى في السر والعلنِ

فكم تخاصم فيك البعض في زمنٍ

وكم توافق فيك الكل في زمنِ

وكم سهامٌ إلى عليائك انطلقت

فلم تزدك سوى صبرٍ على المحنِ

قالوا وقالوا ولم تحفل بما كتبوا

بل شبهوك بمن حادوا عن السننِ

فلم تهادن صديقاً في سريرته

ولم تحارب عدواً ظاهر الإحنِ

وكنت تغزو وقد تغزو بلا ثمنِ

هل ثمّ غزوٌ هنا من دون ما ثمنِ؟

وكم ظهرت على الأقرانِ منفرداً

حتى تمنوك لم تخلق ولم تكنِ

وكنت بينهمُ شهماً إذا جنحت

أيدٍ إلى الظلم لم تجنح ولم تخنِ

وكان أصغر ما تبديه أكبر من

فعل الألى قفلوا بالكسب والمننِ

من ذا يساويك نهرٌ في عذوبته

يجري براكد ماءٍ مالحٍ أسنِ..!

نأيت بالبين عن دنيا الفنا جسداً

وعاطر الذكر لم يظعن ولم يبنِ

هذي مشاعر صدقٍ جئت أبدعها

قصيدةً صغتها من غير ما مينِ

غنيتها صائماً والحزن يعصف بي

وطائري شجنٌ ظامٍ على فننِ

إن الرجال إذا ما غيبوا ذُكروا

فوارسٌ كم تمطوا صهوة الحُصُنِ

تبارك الله ربُ العالمين إذا

قضى القضاء فأمسى العبد في كفنِ

يا رب فأجعل له في قبره سعةً

وسق له صيباً من عارضٍ هتنِ

mohammad_alajlan@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد