Tuesday  04/01/2011/2011 Issue 13977

الثلاثاء 29 محرم 1432  العدد  13977

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الطبية

 

طفلي لا يسمع

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأطفال نعمة من الله يعطيها أناس ويحرم آخرين وكم تكون سعادة الوالدين عندما يرزقان بأطفال أصحاء يملئون عليهم الدنيا بهجة وسرورا . ولكن طفلي لا يسمع ! إنه خبر كالصاعقة . هل حقا ابننا مصاب بالصمم ؟ لقد كانت ولادته بالمستشفى ولم يخبرونا بأنه لا يسمع ! راجعنا المستشفى الذي ولد فيه وكم كانت دهشتنا عندما أخبرونا بأنه لا يوجد عندهم برنامج فحص السمع للمواليد و لا يطبق في غالب مستشفيات المملكة ! ماذا نفعل ؟ لقد أخبرنا بعض الأقارب أنه ربما يتحسن السمع ويبدأ بالكلام عندما يكبر. نحن في حيرة ! لكننا نخاف بأن يتقدم به العمر ونتأخر في العلاج وبذلك تكون النتائج سلبية جدا. لقد قررنا أن نبدأ البحث عن حل لهذه المشكلة وكما يقال مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة . فكان هدفنا الاول أن نتأكد من أن طفلنا لايسمع حقا، وهذا ما أكدته لنا الفحوصات، وكان هذا الخبر بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، ولكن لم يكن لنا سوى أن نحمد الله ونبدأ بالبحث عن الحل، فأخبرنا بأنه بحاجة إلى سماعتين للأذنين، وأن تكون من النوعية القوية بحيث تتناسب ودرجة ضعف السمع لديه. وماذا بعد ؟ هل هذه السماعات هي من سوف تعيد لطفلي حاسة السمع ؟ لقد مرت أشهر على استخدام السماعات لكن لم نلحظ أي تغير واضح . لقد راجعنا الطبيب العام وقال عليكم الصبر فلربما يسمع مع الأيام ! لكن لم نقتنع بذلك فالأيام تمضى ولا نريد أن نقصر في حق طفلنا . طلبنا من الطبيب المعالج أن يحولنا إلى مركز متقدم ربما تكون الامكانات هنالك متقدمة ولديهم طرق أخرى أكثر جدوى تساهم في معالجة طفلنا . بعد ذلك حصلنا على موعد بحمد الله في ذلك المركز المتقدم وتم الكشف على طفلنا وبعد إجراء الفحوصات اللازمة قيل لنا فعلا بأن الطفل يعاني من ضعف سمعي شديد في الأذنين. ما هو الحل إذن ؟ هل نستمر بالسماعات؟ لكن إلى متى ؟ لقد فاجأنا الطبيب المعالج حيث قال لنا بأن السماعات هي الحل الأول ولكن ليس في كل الحالات، لأن ذلك مرتبط بشدة ضعف السمع، فكلما كان شديدا كانت الفائدة من السماعات محدودة . وفي مثل هذه الحالة لا بد من زراعة القوقعة الإلكترونية، بحيث يتم زرعها في عظمة الصدغ عن طريق عملية جراحية . ماذا؟ عملية جراحية ! وفي الرأس ! هذا مستحيل لن أخاطر بطفلي. الأفضل أن يعيش أصما أبكما من أن أعمل له هذه العملية . لكن تغير رأينا وفكرنا عندما أخبرنا الطبيب المعالج من أن هذا النوع من العمليات ليس ضربا من الخيال والتجارب، بل هي واقع ومطبق منذ ما يقارب العشرين عاما، وقد استعاد بها السمع أكثر من 100000 مصاب بضعف السمع حول العالم، وأنه لايوجد حل سواها إذا فشلت السماعات في استعادة السمع . ولكن كيف تتم العملية؟ لقد سمعنا بأن هنالك طرقا متعددة، فما هي الأفضل؟ هنالك طريقة عالمية واحدة ومشهورة وهي المتبعة في أكبر المراكز في العالم، أما غير ذلك فلا يعتد به . لكن هل سوف يستطيع طفلي السمع والكلام مباشرة بعد العملية ؟ ليس الأمر بهذه السهولة حيث لابد للطفل أن ينتظم بعد العملية في برنامج مكثف وطويل المدى حيث يستمر إلى ما يقارب الأربع سنوات من التأهيل من قبل طبيب أو أخصائي السمع والتخاطب . بعد كل هذا عقدنا العزم وتوكلنا على الله ومضت الأيام والشهور وبدأ الطفل في التكيف مع هذا العالم الجديد، وبدأ يتطور لغويا، وكم كانت فرحتنا وسعادتنا عندما رأينا التقدم الذي يحرزه ، وذلك لم يكن ليحدث لولا فضل الله ثم الاكتشاف والعلاج المبكر. إنها معاناة فعلا وتحتاج إلى صبر ومثابرة ونفس طويل. هذه قصة من قصص متكررة تمر علينا. وهذه قصة اعتبرها إيجابية في تفاعلها مع المشكلة، وهذا ما نرجوه من كل أبوين رزقا بطفل لا يسمع، بأن يكون تفاعلهما إيجابيا، لأنه في النهاية سوف يصل بهما بإذن الله إلى الحل الصحيح .

د. عبد الرحمن بن أحمد السنوسي - استشاري وأستاذ مساعد - مركز الأعمال م م ع ج

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة