Wednesday  18/05/2011/2011 Issue 14111

الاربعاء 15 جمادى الآخرة 1432  العدد  14111

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

حلف طالبان وإيران في باكستان

 

تكاثرت المعلومات، وبعضها تأكد، عن اختراق المخابرات الإيرانية تنظيم القاعدة منذ تدفق القيادات الرئيسية للتنظيم إلى إيران بعد احتلال القوات الأمريكية أفغانستان؛ حيث هرب إلى الأراضي الإيرانية القائد العسكري لتنظيم القاعدة (سيف العدل) الذي تتحدث الأنباء عن تسلمه قيادة التنظيم بعد مقتل أسامة بن لادن.

وقد لاحظ كثير من المهتمين بملفات التنظيمات الإرهابية أن هناك تنسيقاً وتعاوناً لوجستياً بين تنظيم القاعدة والحرس الثوري الإيراني الذي يوجِّه الأعمال الإرهابية خارج إيران؛ فتنظيم القاعدة في العراق يحصل على أسلحته والمتفجرات والأموال عبر فيلق القدس، وقبل أيام تكشفت فضيحة مدوية في العراق عن تسهيل عملية فرار مقاتلين من تنظيم القاعدة من سجن القصور في البصرة بمساعدة مباشرة من تنفيذيين عراقيين لهم ارتباط مباشر بإيران، وأن الفارين وصلوا إلى إيران. ومعنى هذا أن إيران أصبحت ملاذاً آمناً لمقاتلي القاعدة.

أيضاً كشفت المخابرات الأمريكية عن تعاون وثيق بين المخابرات الإيرانية وحركتَيْ طالبان باكستان وأفغانستان، وأن التشكيلات الإرهابية في طالبان أفغانستان وكذلك طالبان باكستان تتسلم أموالاً وأسلحة من إيران عبر الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية، وأن العديد من العمليات الإرهابية التي نُفِّذت في باكستان، وبخاصة التي استهدفت إشعال الفتنة الطائفية، كانت بتعليمات من إيران لخلق وضع مشابه تماماً لما حصل ويحصل في العراق؛ بهدف إيجاد صراع بين سُنّة باكستان، وهم الأكثرية من بين الشيعة في باكستان الذين رغم أقليتهم إلا أنهم يمثلون ثقلاً سياسياً عبر سيطرتهم على حزب الشعب الذي أنشأه آل بوتو، وإليه ينتمي رئيس الوزراء. وهدف إيران من إشعال الفتنة الطائفية خلق فراغ وفوض سياسية يربك الغرب، ويجردهم من حليف قوي (باكستان)، ويتيح لها الحضور والهيمنة في باكستان وأفغانستان على حد سواء.

تمويل القاعدة وتسليح طالبان باكستان وطالبان أفغانستان من قِبل الإيرانيين جعل تلك المنظمات الإرهابية طوع يد الإيرانيين، يكلفونهم بتنفيذ العمليات الإرهابية وخدمة المخططات الإيرانية التي تعمل على إبعاد وتقليص وجود أي أطراف إسلامية أخرى في باكستان، مثلما فعلت ذلك في العراق؛ حيث أرهبت الدبلوماسية العربية، وفرَّغت العراق منها.

ولهذا استجابت طالبان باكستان لأوامر طهران بتنفيذ العملية الإرهابية ضد الدبلوماسي السعودي في كراتشي وفق سياق دفع ثمن الدعم المادي واللوجستي تأكيداً لتوافق الأهداف والمصالح بإشاعة الإرهاب والإجرام لبسط سيطرة المتطرفين الإيرانيين والباكستانيين معاً.

 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة