Thursday  26/05/2011/2011 Issue 14119

الخميس 23 جمادى الآخرة 1432  العدد  14119

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

قضية اليمن أمام مجلس الأمن

 

تنزلق الأزمة اليمنية بسرعة مخيفة نحو هاوية التجاذبات الدولية، فبعد فشل الوساطة الخليجية بالعرقلة المتعمدة لمبادرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي التي كانت تمثل بارقة أمل لإعادة الهدوء والاستقرار لهذا البلد، وأن تتم معالجة الخلافات والاختلافات وفق الحكمة اليمنية والحرص الخليجي، إلا أن كل ذلك تبدد بعد إصرار الأطراف المتداخلة في الأزمة على تفضيل مصالحها الذاتية والحزبية والرغبة المستميتة بالتشبث بالحكم، ليتم إفشال المبادرة الخليجية، وتنحدر اليمن صوب أتون حرب أهلية بدأت أمس أولى بوادرها حينما اشتبكت قوات الأمن اليمنية مع عناصر مسلحة للشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ قبائل حاشد أكبر القبائل اليمنية وأكثرها عدَّة وعدداً.

دول الخليج العربي ابتعدت بانتظار توفر ظروف أفضل لاستئناف وساطتها أو تقديم مبادرة تراعي فيها التطورات الأخيرة. والقبائل تهدد بالزحف على العاصمة اليمنية، فيما لا ينكر أحد أو يتجاهل الدعم والقوة التي يتحصن بها الرئيس علي عبد الله صالح، سواء من قبل القوات المسلحة رغم تصدعها بانشقاق اللواء الأحمر قائد منطقة الشمال، إلا أن الرئيس لديه قوات مدربة جيداً ومسلحة بصورة متفوقة تضم ألوية الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وأجهزة أمنية متفوقة، وجميعها يقودها ويشرف عليها أبناء وأبناء أخ وأقارب الرئيس، وهو يشير إلى أن الحرب الأهلية إذا ما اندلعت ستكون مكلفة ومدمرة لليمنيين وبالذات في العاصمة صنعاء (الغارقة في السلاح) والتي في طريقها لأن تصبح ساحة حرب حقيقية بين القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ورجال القبائل الذين أخذوا يتوجهون نحو العاصمة.

هذه التطورات والمؤشرات الخطيرة دفعت العديد من الدول التي يهمها عودة الاستقرار إلى اليمن تبحث من أجل مصلحة أهل اليمن دون النظر لموقف السلطة أو أحزاب المعارضة، فالذي يهمها هو عودة الهدوء، وأن تتم معالجة الأخطاء والقضاء عليها، تلك الأخطاء التي أوصلت اليمن إلى الحالة التي تهدد ليس بتجزئته بل سقوطه في حرب أهلية مدمرة. ولهذا فإن هناك تفكيراً جدياً لنقل أزمة اليمن إلى مجلس الأمن لمعالجة الوضع سواء بفرض عقوبات أو القيام بتدخل حازم يجعل أطراف الأزمة يتذكرون (الحكمة اليمنية) ويعودون إلى رشدهم بعد أن أضاعوا العديد من جهود المصالحات العربية والدولية.

 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة