Monday  30/05/2011/2011 Issue 14123

الأثنين 27 جمادى الآخرة 1432  العدد  14123

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

قطف ثمار الربيع العربي

 

من تابع اجتماعات قمة الدول الثماني الأكثر تقدماً صناعياً واقتصادياً في العالم يجد أن الربيع العربي كان المسيطر على اليوم الأخير من منها؛ فعرب المشرق وشمال إفريقيا (أكلوا الجو في مدينة نوفيل الفرنسية)، وكان عصام شرف رئيس الحكومة المصرية بمنزلة (ضيف الشرف) الأهم من اليوم الأخير في القمة، فمن الرئيس أوباما إلى باقي الرؤساء الثماني، إضافة إلى ممثلي ورؤساء الدول الأخرى المدعوين لهذه القمة، كانوا حريصين على لقاء ممثل ثورة 25 يناير المصرية، ولوحظ أن الرئيس أوباما يتعمد إطالة الحديث مع عصام شرف، ليس لأن الرجلين كلاهما أستاذ جامعي سابق؛ حيث إن الهموم الأكاديمية لم تكن تشغل بالهما؛ فالمسؤول المصري يبحث عن وسائل مُجْدية لتحقيق أهداف ثورة الشباب دون أن يلزم بلاده بتعهدات وشروط ترهن القرار المصري السيادي، ويبحث عن أساليب لتسريع تنفيذ الخطط للارتقاء بمستوى الحياة في مصر التي تستحق أفضل مما هي عليه.

الحضور العربي وربيع العرب كانا طاغيَيْن، والرغبة لإنجاح تحرك الشباب العربي كانت واضحة في أقوال ومواقف رؤساء الدول الثماني، وقد تُرجم ذلك في البيان الختامي لقمة الثماني، الذي تضمن 18 بنداً تعهَّدت فيها الدول الصناعية الأكثر تقدماً بدعم ثورات الشباب، وتقديم حزمة مساعدات وقروض ومِنَح يصل حجمها إلى عشرين بليون دولار، تقدمها المؤسسات المالية الدولية على مدى عامين إلى كل من مصر وتونس؛ لمساعدتهما في تخطي المصاعب الناجمة عن تراجع دخولهما.

هذه المساعدات التي تعهَّدت الدول الثماني بتقديمها إلى البلدَيْن العربيَيْن، وقبلها ما اتخذ وتم إعلانه من دعم ومساندة من دول عربية، وبخاصة المملكة العربية السعودية، تفرض على الأشقاء في مصر أن يشدوا عزمهم، ويتركوا التظاهر والاعتصامات بعد أن أدت الغرض، وأن يترجموا ما يُقدَّم لهم، ويوظفوا المساعدات لتحريك الاقتصاد عبر تشغيل عجلة الإنتاج وتفعيل مشاريع مثمرة توظف الشباب وتدعم اقتصاد البلد؛ لإعادة مصر وتونس إلى خارطة الدول المتقدمة؛ حيث لا ينقصهما لتحقيق ذلك سوى الإرادة والإصرار على فعل التغيير.. التغيير الإيجابي.

 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة