Sunday  05/06/2011/2011 Issue 14129

الأحد 03 رجب 1432  العدد  14129

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

الانشغال بالفروع يضيع الاهتمام بالأصول

 

إنْ لم يساعد المواطنون وطنهم فلن يتم إنقاذ ذلك الوطن مما يُخطَّط له، وكلما انشغل أبناء الوطن في المسائل الفرعية، وانهمكوا في التفاصيل، يتم تمرير القضايا الكبرى التي يصبح الفصل فيها أمراً واقعاً لا يمكن وقفه واعتراضه؛ لأن أصحاب الشأن كانوا منشغلين في القضايا الأقل أهمية.

والتاريخ القديم والمعاصر يحمل الكثير من الدروس والعِبَر التي وبالرغم من تكرارها إلا أن الشعوب والأمم لا تستفيد منها، مثلما أضاع أهل روما مجدها بانشغالهم في جدل فارغ حتى تكالبت عليهم الأمم وسلبت منهم المجد والصدارة.

والأمة العربية التي شهدت بعض دولها متغيرات حققت كثيراً من الإيجابيات, إلا أنها وفي الوقت نفسه حملت سلبيات ومخاطر إن لم تُعالَج في وقتها فستُحدث تغيراً يصل إلى حدود الزلزال إن لم يكن الزلزال نفسه، الذي يتمثل في تفتت الدول الكبرى المهمة وإشاعة الفتن والاضطراب بين أبناء المجتمع الواحد؛ لإشغال هذه الدول في قضاياها الداخلية؛ لتسهيل وتمرير ما هو مخطَّط لها ضمن أجندات إضعاف المنطقة.

مصر الدولة العربية الكبرى نموذج ومثال لما يجري؛ فقد كشفت أولى جلسات الحوار بين المجلس العسكري المصري الذي يدير الأوضاع في مصر وشباب ثورة 25 يناير عن وجود مخاطر حقيقية تُهدِّد وحدة وتماسك مصر؛ فقد أطلع أعضاء المجلس العسكري شباب الثورة في ذلك الاجتماع على وثائق تؤكد تعرُّض مصر لمؤامرة من أطراف داخلية وخارجية، من أهم أهدافها إحداث وقيعة بين الشعب والشرطة، وانحراف البلاد في حالة من الفوضى، والتأثير في الحالة الاقتصادية والاجتماعية، والوقيعة بين المسلمين والأقباط لزعزعة استقرار البلاد، وإظهار مصر وكأنها تعيش حالة فتنة طائفية، إضافة إلى إحداث وقيعة بين القوات المسلحة والشعب، بعد النجاح في إنشاء الوقيعة مع الشرطة؛ لإيصال البلاد إلى حالة فراغ أمني وكشفها أمام أي عدوان أو تهديد خارجي، وإضعاف الدولة تمهيداً للانتقال إلى المرحلة النهائية من المخطط المستهدف، وهو تقسيم مصر إلى ثلاث دويلات (نوبية في جنوب البلاد، وقبطية في الصعيد ومسلمة في الشمال)، وربما رابعة بعد تحويل شبه جزيرة سيناء إلى دويلة تستوعب فلسطينيي غزة وعرب سيناء.

هذا القول ليس سيناريو لفيلم مرعب بل وثائق عرضها رجال متخصصون، أكدتها بعض الشواهد والأحداث التي حصلت في مصر المحروسة، والتي إن ظل شبابها وأهلها منشغلين في جدل المسائل الفرعية فستُفرض عليهم استحقاقات القضايا المهمة التي تتطلب يقظة وتكاتفاً ووحدة؛ لتحصين الوطن من مخططات الأعداء.

 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة