Thursday  21/07/2011/2011 Issue 14175

الخميس 20 شعبان 1432  العدد  14175

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في بعض الحالات، أو الأزمنة يعد منطق القوة أساساً في الحياة، لا تستقيم شئون البلاد والعباد بدونه، والقوة متى كانت العدالة حاديها، والمساواة أحد أركانها استحسن المجتمع تطبيقها وأجمع عليها، إذ لا يمكن لأي شعب من الشعوب أن يستقر بدونها. دائماً نحتاج إلى القوة أمام هوى النفس، القوة أمام الحق، القوة في الشأن الأسري، القوة في المركز الوظيفي، القوة السيادية أمام الجمهور.

من المؤكَّد أن الإنسان يحتاج إلى القوة في وقت دون آخر، وفي مرحلة دون أخرى، أما لو أصبحت هذه السمة هي المسيطرة على شعور الإنسان، والمستولية على طباعه فترة طويلة، فإنها قد تقود المؤسسات التابعة له، والتي تخلّقت بأخلاقه إلى ما لا يحمد عقباه من شائن السلوك، وقد يؤدي ذلك إلى العنف، والشحن النفسي المؤدي إلى الانفجار.

عالمنا العربي، وفي حالة وظروف كهذه، وفي تقديري أن القوة - وإن خالفت رأي الجماهير - هي التي ينبغي أن تطغى، ويجب أن تسود، فبعض الأقطار تعيش في حالة من الانفلات الأمني، والتدهور الاقتصادي، والصراع الاجتماعي، والتصادم السياسي، لا الاختلاف، وهي أجواء تنذر بشر مستطير، إن لم يُؤخذ على أيدي السفهاء.

من المعلوم أن هذا الطرح يخالف شعارات عصرية ترفعها دول مستقرة لها قدم راسخة في الأنظمة الديمقراطية، تطلق تعابير فضفاضة تستحث الحكومات - على تفهم متطلبات الشعوب وتلبية احتياجاتها في الحياة، لكن تلك البرامج والمشاريع الكبيرة لا يمكن أن تنبت وتترعرع بين عشية وضحاها، ولا يمكن أن تؤتي ثمارها في جو المواجهات المسلحة، أو البيئة التي تنشط فيها العصابات الإجرامية، أو الفصائل المتمردة التي لا تنضوي تحت أحزاب سياسية لها برامجها، وأهدافها، وإستراتيجياتها.

في بعض المفاصل في تاريخنا العربي والإسلامي احتاجت قياداته إلى الشدة في الرأي، والقوة لإعادة هيبة الدولة، وفرض الأمن والاستقرار، وإقامة شعائر الدين، وتطبيق الدستور. (أبو بكر الصديق) رضي الله عنه أحد تلك النماذج، انتهج هذا النهج على مرارة حينما شعر، وبشكل مفاجئ ردة بعض الطوائف، وتردد بعض الصحابة (رضوان الله عليهم) في مواقفهم، كان له منهج واضح وصريح أمام الموقف لم يسع الصحابة فيما بعد سوى الامتثال، طائعين، أو مكرهين.

وقد سطَّر التاريخ الإسلامي مواقف (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه مع خوارج العصر آنذاك، وقس على ذلك الفترات المختلفة التي عاشها المجتمع في ظل الخلافة العباسية، وما اعترى عصورها من حالات الضعف والقوة. وبين عصر وآخر ودولة وأخرى لا يخلو التاريخ من بروز شخصيات متفرّدة، تنتهج القوة في إرساء دعائم الدولة، وتوطيد أركانها، وإعادة المجتمعات إلى ما يجب أن تكون عليه.

لنا في بعض النوازل، وقصص الأمم والأقوام البائدة عبرة لمن يعتبر، فالسنة الإلهية، والعدالة الربانية تقتضي أخذ بعض الأمم بالقوة، بسبب تمادي بعض فئاتها بالفساد، والاتكالية، أو التهاون في ردعهم عن طريق الغواية والضلال، والتمادي في ممارسة الفساد بشتى أشكاله وصوره.

dr_alawees@hotmail.com
 

أوتار
منطق القوة
د.موسى بن عيسى العويس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة