Thursday  21/07/2011/2011 Issue 14175

الخميس 20 شعبان 1432  العدد  14175

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تكاد شاشة هاتفي الجوال أن تعلن عجزها تقنياً عن قدرتها على استيعاب أعداد كبيرة من الرسائل المتكررة المتماثلة غالباً في حجمها ومضمونها، ولا سيما تلك الرسائل المطولة التي تعادل في تقديري ملخص خطبة أو محاضرة، ويبدوأن مرسلي تلك الرسائل قد لاحظوا أن لا احد يعترض أو يحاسب أصحاب رسائل الدعاية والإعلان عن كل ما يدر مالاًويمكن تسويقه علناً حتى أطباق الطهي والحلويات وخلطات تطويل الشعر وتبييض البشرة ونحوها، فوجدوا الأمر سهلاً لتمرير أي رسائل تعبر عن ثقافتهم وتفكيرهم، وبذلك امتزجت في الهواتف المحمولة - بأنواعها وصنوفها التقنية المتعددة - رسائل تجمع بين النكات جيدها وهابطها، وبين ترويج إعلاني ركيك لأشياء لا ضرورية ولا مفيدة بل ربما كانت مضرة بالصحة متلفة للمال، أو من يقدم برامج في السلوك والذكاء، والطبخ، وكل ذلك عبر قنوات تدعو للاشتراك بخدمتها أسبوعياً أو شهرياً لكنها في الواقع لا تقدم شيئاً جديداً إذ إن كل ربة بيت تستطيع طهي الباذنجان والباميا مجتمعة أو منفردة دون الاشتراك بقناة تعلمها كيف تكنس المنزل وترتب غرفتها، لكنها المصالح والمنافع المادية الدافعة لفتح مثل هذه القنوات دون التفكير ملياً في جدواها وبعدها الفكري والثقافي على المجتمع، هذا فيما يتعلق برسائل الدعوة للاشتراك مقابل رسوم، غير أن هناك رسائل ترد مؤكدة أهمية جمل وعبارات دينية مثل فضل ترديد ( لا اله إلا الله ) مئة مرة مع ضرورة إرسالها لما لا يقل عن عشرة أشخاص ليتم الفضل والأجر لقائلها، ورسالة أخرى تروج لحملة استغفار مع شرط نشر كل رسالة لمجموعة من الأرقام ليتم ( إبراء الذمة ) ثم نيل الأجر وبعده نيل شرف المشاركة في الحملة، وآخر يرسل رسالة تؤكد فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - .. وهكذا من رسائل كأنها تشير إلى أننا في الأسبوع الأول من ظهور نبوة المصطفى، أو أننا مجتمع لم يبلغ مرحلة النضج في معرفة أركان الإيمان والإسلام وواجبات كل ذلك مع قدر من التفقه في الدين وتعلق بأسباب الاستزادة من الفضائل والعلوم الشرعية مع السعي في مسارات الحياة الأخرى، فلو كانت تلك الرسائل توجه لقوم يجهلون دينهم أو الآداب الإسلامية لوجد بعض العذر لكنها تفرض على أجهزة هواتفنا وبريدنا الالكتروني مع إلحاح بطلب النشر أحيانا ومرات أخرى بالتهديد والوعيد بعقاب إلاهي إن لم نسارع بالنشر وبأعداد لا يمكن النقصان منها .. فهل يكون الخلل عند من يستقبل ورسل كجهازسالب لا رأي له في المسألة أم في من يسمح بتمرير هذه الرسائل دون وعي بآثارها الفكرية والدينية وهمه إشغال أجهزته بما يدر عليه المال ؟, وفي كل الأحوال فإن متداولي هذه الرسائل - كما يبدو - لم يدركوا آثارها السلبية وهم بحسن نية يريدون لغيرهم الأجر, إذن من المعاتب ومن تقع عليه مسؤولية التوجيه والتنوير وإيضاح الصورة الحسنة لمجمل الأدعية والتسبيح والتحميد إجلالاً لله سبحانه والصلاة على رسوله المصطفى الكريم ؟!.

 

رسائل التنفع والإزعاج
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة