Saturday  30/07/2011/2011 Issue 14184

السبت 29 شعبان 1432  العدد  14184

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كعادتها كل سنة، فقد أصدرت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، كتاباً خاصاً يشير إلى أهلة أوائل الأشهر القمرية. حيث تتوافق هذه الخطوة، بناءً مع قرار مجلس الوزراء الموقر رقم «143»، والمؤرخ في: 22-8-1418هـ، القاضي بالموافقة على لائحة تحري رؤية أوائل الشهور القمرية، الصادرة من مجلس الشورى، والقاضي في مادته الثامنة، بأن:

تتولى مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، إعداد جداول سنوية، أو أكثر توضح مواعيد الاقتران شهرياً، ومواعيد شروق الشمس، والقمر، وغروبهما، وموقع الهلال، وشكله في ليالي مظنة رؤيته.

وبحسب التقرير الصادر من المدينة، فإن المتوقّع أن يوافق شهر رمضان لهذا العام يوم الاثنين؛ لإمكانية رؤية الهلال يوم الأحد في أجزاء واسعة من العالم، وهو الموافق للمشروع الإسلامي رصد الأهلة؛ لأنّ تحري هلال الشهر يوم السبت 30 تموز يبدو مستحيلاً، كونه اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان في بعض الدول الإسلامية، عدا سلطنة عمان، وبلاد الشام، ومصر، وذلك بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس، وعليه من المفترض: أن تكمل هذه الدول عدة شعبان ثلاثين، وتبدأ شهر رمضان في الأول من آب يوم الاثنين.

وبالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هناك داعٍ لو صدر بيان من المحكمة العليا، بتحري الهلال بعد غروب شمس يوم السبت، الموافق: 29-8-1432هـ؟ مع أن القمر غير موجود في السماء، وسيجعل رؤية الهلال مستحيلة في ذلك اليوم استحالة قاطعة. وهو ما بينه - أيضاً - المشروع الإسلامي لرصد الأهلة، بأن ذلك معروف مسبقاً - من خلال - الحسابات العلمية القطعية. فما الظن إذا دُعِي الناس؛ لتحري الهلال تلك الليلة في ظروف حرجة، ووسط توقعات نفسية، واجتماعية بإمكانية الرؤية، قد تؤدي إلى أخطاء عن حسن نية، وشهادات بالرؤية - غالباً - ما يثبت لاحقاً، أنها خاطئة. - ولذا - فقد كانت إحدى توصيات مؤتمر الإمارات الفلكي الثاني، الذي عقد العام الماضي في مدينة أبو ظبي، ما يلي: «إذا قرر علم الفلك، أن الاقتران لا يحدث قبل غروب الشمس، أو أن القمر يغرب قبل الشمس في اليوم التاسع والعشرين من الشهر، فلا يدعى لتحري الهلال»، وقد أقر الفقهاء الحاضرون: أن لا تعارض بين هذه التوصية، وبين سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بتحري الهلال، إذ إن هذه التوصية متعلقة - فقط - بالحالات، التي يكون معلوماً مسبقاً، أن القمر غير موجود في السماء بناء على معطيات قطعية. وقد كان من بين الفقهاء الذين دعوا لمثل هذه التوصية، - الشيخ - عبد الله بن منيع، عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، ومستشار الديوان الملكي.

جماع القول: سيغرب القمر قبل الشمس في مساء يوم السبت، الموافق: 29-8-1432هـ، - وبالتالي - لن يوجد في الأفق جرم القمر. أما في مساء يوم الأحد المكمل للثلاثين من شهر شعبان، فسيمكث الهلال في الأفق «25» دقيقة - تقريباً - فهل ستقبل شهادة الشهود إذا تقدموا للشهادة، حتى لو دلت الحسابات الفلكية: أن الهلال غير موجود في السماء؟ وهو ما يقرره علماء الفلك، بأن رؤية الهلال تستحيل بعد غروب الشمس، وذلك عندما يغرب القمر قبل غروب الشمس. وهو ما يؤكد على أن: الحسابات الفلكية ليست إهمالاً للرؤية الشرعية، بل هي وسيلة إثبات لا مفر منها؛ للتأكد من شهادة الشهود.

drsasq@gmail.com
 

رصد هلال رمضان!
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة