Saturday  30/07/2011/2011 Issue 14184

السبت 29 شعبان 1432  العدد  14184

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

وانطفأت شمعة من شمعات الخير

رجوع

 

إن الكلمات لتعجز, وإن العبارات لتقصر عن تسطير ما نحس به من فرط الألم وعظيم الشجن لفقد أحد الرموزالتي كانت متواجدة في ساحة المجتمع، حيث كان قريبا من الجميع يسعى الى الخير ويعطي بسخاء في سبيله، إنه الشيخ «فايز عبد الله السويد» رحمه الله رحمةً واسعةً وأسكنه فسيح جنَّاته, متنعِّماً بين سدر مخضود.. وطلحٍ منضود.. وظلٍ ممدود.. فايز السويد اسمٌ حين يُذْكر تُذكر معه الإنجازات والنجاحات؛ فلقد كان محباً للعلم صابراً على تبليغه.. ومحباً للعمل صابراً على تأديته. ابتدأ حياته العملية بواحدة من أنبل الوظائف وأشرفها, حيث كان معلماً متميزا, ثم مديراً ناجحاً, أبدع في إدارة المدارس الثانوية الحكومية, وكذلك الأهلية بعد تقاعده من السلك الحكومي. ويعتبر أحد المؤسسين لشركة الكهرباء في مدينة القصب.

كما افتتح وتبنى رحمه الله قيام لجنة التنمية الاجتماعية بالقصب, واستضاف اجتماعاتها, وتبرع لها بالآلاف من ماله الخاص.

كما تبرع بمبنى اللجنة الذي يحوي الروضة الأهلية ومعامل الحاسب الآلي بكلفةٍ بلغت أكثر من نصف مليون ريال رغم قلة دخله المادي.

ولا تقف مناقبه الحميدة رحمه الله عند هذا الحد, بل تعداها إلى العديد من أعمال الخير والبر والإحسان, حيث شارك في العديد من المساهمات الاجتماعية والتنموية والخيرية والتطوعية.

كما كان يسعى دائماً للم الشمل وجمع الأسرة في استراحته العامرة, هذا بالإضافة إلى استضافته مشكوراً للعديد من الاجتماعات المختلفة التي تهم المجتمع في القصب.ولقدكان مربيا من الدرجة الأولى يحول اليه في مدرسته الثانوية يوم أن كان مديرا لها الطلاب الذين تمردوا على التعليم وبدر منهم اساليب تستوجب العقاب وربما الفصل ومع ذلك يستقبلهم بصدر رحب ويجعل منهم طلابا ينافسون الآخرين على التفوق والتميز عندما يتعامل معهم بالحب والابتسامة ويحولهم الى اعضاء نافعين مصلحين في المدرسة بدلا من حركاتهم الاستفزازية السابقة.لقد تميز رحمه الله بأخلاق الفضلاء؛ فقد كان هادئاً.. وقوراً.. حصيفاً.. عاقلاً, كما كان طلق الوجه.. سمح المحيا, أحب الجميع فأحبّوَه، وهو في ذلك يعكس قول ابن القيم (كلٌّ له من اسمه نصيب) نعم! لقد كان له من اسمه أوفر الحظ والنصيب؛ فقد فاز بحب القاصي والداني, وظفر بمودتهم, وربح دعاءهم له حتى بعد أن ووري جسده التراب اكتظت المقبرة بالمشيعين الذين احاطوا بقبره بالمئات، كذلك الذين توافدوا على ابنائه للتعزية من كل مكان... وهذا أوضح دليل على أنّ:-

«من يصنع المعروف لا يعدم جوازيه

لا يذهب العرف بين الله والناس»

ومن ذكرياتي معه أتذكر عندما عينت معلما وكنت اشتكي له من صعوبة التعليم والتعامل مع الطلبة وعدم تجاوب اولياء امورهم وعدم تقبلهم للمعلومة حيث اصابني نوع من الإحباط والخوف من الفشل ولكنه- رحمه الله- اعطاني حكمة صارت سببا في نجاحي ومحبتي للتعليم عندما قال (اولا لاتنتظر من البيت شيئا واعتبر ان من امامك من الطلبة يتيما او والديه اميين لايحسنون القراءة وثانيا: كرر المعلومة على الطلبة ولاتكتفي بعرضها مرة واحدة واجعل دروسك مترابطة لتربط القديم بالجديد بتكرار المعلومات مستغلا كل دقيقة من الحصة وكن صبورا واسع الصدر.) ومواقف كثيرة تعلمناها من مجالسته والاستماع الى تجاربة التربوية التي الف منها بعض الكتب.

كان نموذجا- رحمه الله- على مستوى الوزارة وكان قريبا من المسؤولين عرف بصبره وحكمته وتأنيه في اتخاذ القرار وعدم الانتصار للنفس وكان هدفه ان ينشئ جيلا واعيا يخدم المجتمع اضافة الى عمله في المجتمع وصبره وحسن تعامله.

فبعد تقاعده استقطب عددا من الأعضاء ليكونوا بلجنة التنمية لخدمة مدينته القصب مضحيا بكل شيء وبدون حساب وكنت ممن طلبهم للعمل باللجنة وعند تقديم استقالتي منها لانشغالي عنها رفضها- رحمه الله- وقال لن نسمح لك ابدا وكان مع بداية مرضه وتعبه مع تحمله لعدد من المسؤوليات الاجتماعية وبعد ان وافقت على العودة ذرفت عيناه بالدمع وقال يجب ان نتعاون لخدمة المجتمع حسب الاستطاعة والانتخلى عن واجبنا تجاه المجتمع.

عزاؤنا انه خلف ابناء ساروا على نهجه وكان نعم المربي- رحمه الله- نسأل الله أن يغفر له ويرفع درجته في الجنة, وأن يخلفه في عقبه في الغابرين.. ويجعلنا على فقده من الصابرين...

محمد عبد الله الحميضي - مكتب شقراء

Homidy5@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة