Saturday  30/07/2011/2011 Issue 14184

السبت 29 شعبان 1432  العدد  14184

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

الربيع العربي يصل إسرائيل

 

تأثيرات ما حدث في تونس ومصر وامتد إلى ليبيا واليمن وسوريا انتقل إلى الأرض العربية المحتلة، ليس بين الفلسطينيين، بل هذه المرة حرَّك الإسرائيليين الذين استعاروا أسلوب نصب الخيام من العرب في مصر واليمن، وأصبحت الخيام مشاهد مألوفة خصوصاً تلك التي تحيط بمنزل نتنياهو ومقر مجلس الوزراء بعد أن بادرت طالبة إسرائيلية في نصب خيمة اعتصام وسط تل أبيب احتجاجاً على ارتفاع إيجارات المساكن، وسرعان ما لقيت مبادرتها المدعومة من اتحاد الطلبة الإسرائيلي استجابة كبيرة واليوم أصبحت معسكرات الخيام على معظم الساحات في تل أبيب والمدن الأخرى. ارتفاع أسعار إيجارات المساكن ليس وحده الذي يثير غضب الإسرائيليين؛ إذ يشعر وبالذات أبناء الطبقة الوسطى بأنهم يزدادون فقراً نتيجة قانون السوق المتوحش الذي لا تستفيد منه سوى بعض الأسر الكبرى التي أوجدت احتكاراً اقتصر على أسماء عائلية يهودية معروفة تسيطر على شركات التأمين والطيران وسلسلة منافذ بيع سلع التجزئة (السوبر ماركت) ومحطات الوقود، وشركات الاتصالات والمكاتب العقارية، وحتى محطات التلفزيون، هذا الاحتكار كشف عن التناقض في المجتمع الصهيوني وأظهر مستوى التفاوت الطبقي، وقدّرت دراسة رسمية نشرت في تشرين الثاني (نوفمبر) أن نحو ربع سكان الكيان الإسرائيلي يعيشون تحت خط الفقر كما ظهر ذلك في عام 2009م، وهذه الدراسة كما أبانت وكالة الأنباء الفرنسية أثارت نقمة المحتجين على ما أسموه بـ(الرأسمالية المتوحشة) التي قضت على إمكانية قيام أي عدالة اجتماعية. الآن معسكرات الخيام التي انتشرت في تل أبيب والمدن الأخرى وإضرابات الأطباء وتهديدات نقابة الهستدروت باستخدام كل الوسائل إن لم يتم إنقاذ الطبقة الوسطى، وأخيراً نزول ربات البيوت إلى الشوارع في تظاهرات لتخفيض رسوم التسجيل الباهظة في دور الحضانة. يضاف إلى ذلك الحملات الإعلامية التي يشنها كبار الكتاب الذين يرون أن المجموعات العائلية الـ18 التي تسيطر على الاقتصاد الإسرائيلي تمتص دماءهم ببنوكها وشركاتها للهواتف المحمولة وشبكات السوبر ماركت وتفسد عقولهم بقنواتها التلفزيونية. غضبة من نوع آخر في إسرائيل هذه المرة من الداخل من أبناء الطبقة الوسطى الذين يشعرون بأنهم مستغلون وأنهم يتجهون إلى دون الحد المقبول من الفقر وهذا الشعور وهذا الغضب هو الذي فجر ثورات ربيع الغضب في عدد من البلدان العربية والذي يظهر أن عدوى ذلك قد وصل إلى الأرض اعربية المحتلة.

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة